نشرت ال »بي بي سي« العربية الأربعاء الماضي أن الزعيم الليبي معمر القذافي قال إن حلمه بإقامة الولاياتالمتحدة الأفريقية مازال حيا، وأن قمة الإتحاد الأفريقي هذا الاسبوع خطوة أخري نحو بلوغ هذه الغاية. ويدعو القذافي من أجل حكومة وحدة أفريقية منذ سنين، قائلا أنها السبيل الوحيد لأفريقيا لكي تحقق التقدم والتنمية بدون تدخل من الغرب. لكن كثيرا من الدول الأفريقية تقول أن الفكرة غير عملية وسوف تعني انتهاكا لسيادتها. وكما حدث في قمم أفريقية سابقة، ناقش مؤتمر هذا الأسبوع في العاصمة الأوغندية كمبالا الخطوات نحو إنشاء حكومة أفريقية. لكن قضايا أخري مثل الفوضي في الصومال وأمر الاعتقال الدولي الذي صدر في حق الرئيس السوداني عمر البشير طغت علي الاجتماعات. وقال الزعيم الليبي: اننا نقترب من تشكيل السلطة الأفريقية، وفي كل مرة نحل مشكلات أفريقية، ونتحرك أيضا في اتجاه السلام والوحدة. ونعالج المشكلات خطوة خطوة، كما أن الدراسات مستمرة ولم تكتمل بعد، وقد تكتمل في اجتماع القمة القادم، أو الذي يليه. هذا ما نشرته ال »بي بي سي« عن رؤية الزعيم الليبي، وهو ما يطرح تساؤلا: إلي متي سيظل القادة الأفارقة في حيرة من أمرهم، وغيبة عن إدراك مصالحهم الإستراتيجية؟!.. إن التحديات والأزمات التي تواجه القارة السمراء تفصح عن شديد حاجتها للإسراع نحو مثل هذا المشروع، فالوحدة الأفريقية الحقيقية هي خط الدفاع الأول للخلاص من الأطماع والتهديدات الخارجية وما أكثرها، وأزمة مياه النيل خير دليل. وغيرها من الأزمات تؤكد الحاجة الملحة لتلك الوحدة. إنني أري أنه من واجب الزعماء الأفارقة الآن دراسة هذا المشروع بجدية، والعمل علي دعمه، وطرح رؤية واضحة لتحقيق الحلم ونقله إلي حيز الواقع، فنحن نعيش زمن التحالفات الكبري، أليس من الطبيعي أن نتعلم الدرس من الاتحاد الأوروبي، ونأخذ العبرة من تفكك الاتحاد السوفييتي، فلم يعد لدينا خيارات حتي نضيع الوقت، ولنسع لتكون الولاياتالمتحدة الأفريقية اليوم قبل الغد.. أليس ذلك الخير كل الخير لأبناء القارة السمراء قبل أن يلتهمها المستعمرون الطامعون المتربصون بها؟!