فقاطعتني زوجتي وهي مازالت تحت البطانية: بلاش شغل الحواديت إللي لحس دماغك ده وشوفلك بطانية وتعالي جنبنا مازلنانضحك أنا وشقيقاتي ومنذ أن كنا صغاراً عندما نري والدنا الحاج أحمد مبارك متعه الله بالصحة والعافية يلجأ إلي السرير عقب تغيير ملابسه فور عودته من العمل طوال فصل الشتاء حيث يرقد علي السرير في وضع الجنين في بطن أمه عندما تصل ركبتاه إلي صدره من شدة البرد ثم ينادي علي أمي قائلا وهو يرتعش: تعالي ياحاجة غطيني بسرعة، فتضع امي بارك الله في عمرها عليه البطانية تلو البطانية حيث لا يكتفي ببطانية أو اثنتين بل يصل العدد لخمس أو ست بطانيات في بعض الأحيان، ولم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة التي تعانيها أمي والتي كانت ذراعاها «تتخدل» علي حد تعبيرها من ثقل البطانيات بالاضافة إلي أزمة البطانيات التي يشهدها البيت بعد أن يستأثر والدي وحده بهذا العدد الكبير ولكن المشكلة الكبري أن والدي من شدة البرد لا يقوي عندما يكتفي من النوم علي رفع الغطاء عن جسده ليقوم بل يصل به الكسل لأن ينادي أيضا علي امي لترفع البطانيات عنه الواحدة تلو الأخري حتي يقوم من السرير حيث ترضخ أمي لرغبة والدي الذي لا يهتم عندما يسمعها تشكو قائلة وهي ترفع البطاطين: يعني ياحاج مش قادر حتي تزيح الغطا وتقوم لوحدك؟! تذكرت هذه الواقعة المتكررة عندما دخلت الشقة منذ أيام فلم أجد زوجتي ولا البنات رغم أنني اتصلت تليفونيا قبيل نزولي من المكتب لأعرف كالعادة الطلبات اليومية لأحضرها معي، شعرت في البداية بالقلق من هذا الاختفاء المفاجيء الذي علمتني التجارب أنه يكون بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة وخشيت أن يكون اليوم هو مناسبة تاريخية مثل عيد ميلاد واحدة من البنات أو عيد زواجنا الميمون وأن تكون زوجتي والعيال قد أعددن «سيربرايز بارتي» أي حفلة مفاجئة مثلما هي الموضة هذه الأيام، لكني عصرت ذهني فلم أجد في هذا اليوم تاريخا لأي ذكري من هذه المناسبات، ظللت أنادي علي زوجتي والبنات فلم يأتيني أي رد، بدأت أطلبهن علي الموبايل فاسمع صوت رنين التليفونات يأتيني من بعيد مع صوت همهمات بدت وكأنها أنين مكتوم، ظللت أبحث في الشقة غير متخيل ماهو مصير زوجتي والبنات حتي وصلت إلي حجرة نوم البنات فوجدت 6 بطاطين منتفخة ومختلفة الألوان والأحجام فناديت مرة أخري علي زوجتي فإذا بالبطانية الكبيرة ترد: أيوه أنا هنا، فهتفت كما هتفت الجارية مرجانة في حدوتة علي بابا والأربعين حرامي: ياسلام سلم هي البطانية بتتكلم ثم أخذت ادندن:ياسادة كان ياما كان في سالف الأزمان حطاب فقير غلبان اسمه علي بابا، فقاطعتني زوجتي وهي مازالت تحت البطانية: بلاش شغل الحواديت إللي لحس دماغك ده وشوفلك بطانية وتعالي جنبنا، فشخطت قائلاً: حرام عليكي نشفتي دمي وبعدين البنات فين بسلامتهم؟ فإذا بالبطانية الثانية ترد: كده برضه يابابا مش عارفني، أنا بنتك الكبيرة يثرب وحياتك يابابا تناولني من تحت البطانية ساندويتش الشاورمة إللي قلتلك هاتهولي معاك، ثم توالت الأصوات من بقية البطاطين، لقاء تريد ماكينة كابتشينو داخل البطانية وأسرار تريد تكييف لتدفئة البطانية من الداخل ووعود تطلب بريزة كهرباء لتدخل التليفزيون في بطانيتها لزوم متابعة مسلسلات مهند التركي، صرخت فيهم وأسناني تصطك ببعضها من شدة الزمهرير:إيه الرفاهية إللي انتوا فيها دي انتوا فاكريني باطبع الفلوس أنا صحفي ياجماعة مش رجل أعمال، فإذا بالصغيرة كلمات تدندن من داخل بطانيتها:ياسادة كان ياما كان في سالف الأزمان، «صحفي» فقير «بردان» اسمه «هشام» بابا !