كل العالم يعلم ويدرك من واقع ما سجله التاريخ أن ثورة يوليو 1952 كانت ملهمة لكل حركات التحرر علي مستوي العالم وعاملا مؤثرا في حصول العديد من الدول علي استقلالها . علي ضوء هذه الريادة المصرية فإن الساحة العربية حاليا تأخذ نفس المنحي تجاه تعديل انحراف ثورات مايسمي بالربيع العربي. في اهتدائها بثورة 30 يونيو 2013 الاصلاحية. كما هو معروف فإن هذه الثورة الشعبية المصرية العارمة نجحت في انهاء حكم جماعة الارهاب الاخواني التي كانت قد تمكنت من السطو علي ثورة 25 يناير 2011 وقامت باقصاء كل القوي التي كانت وراء اندلاعها . إن ما يدفعني للاشارة الي هذه النبذة التاريخية مايموج به محيطنا العربي متأثرا بما جري في مصر القدوة والريادة بعد ثورة 30 يونيو . احدي وقائع هذه المتغيرات يتمثل فيما شهدته الشقيقة تونس من تعديلات في مسيرتها السياسية بعد ثورة 30 يونيو المصرية. هذا الذي اقوله ظهر بصورة جلية وواضحة فيما احاط بمسيرتها نحو ارساء دعائم الاستقرار والديمقراطية. هذا التوجه يستهدف نبذ الفوضي والارهاب الفكري الاستبدادي الذي كان قد سيطر علي ثورة شعبها من خلال حزب النهضة الاخواني. هذا التحول تمثل في نتائج الانتخابات النيابية التي أطاحت بأغلبية حزب النهضة - النسخة التونسية لجماعة الارهاب الاخواني- لصالح حزب نداء تونس الليبرالي. لم تقتصر إيجابية موقف الشعب التونسي علي مايعنيه هذا التوجه وإنما حرص علي ان يؤكده في فعاليات انتخابات رئاسة الجمهورية علي نفس منوال ما حدث في مصر عندما قام شعبها - في تحرك مباشر - بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي. تمثلت التطورات التونسية في انتخاب زعيم حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي واسقاط منافسه المنصف المرزوقي. ليس خافيا ان حزب النهضة الاخواني كان وراء تعيين المرزوقي كرئيس مؤقت ووقف الي جانبه داعما ومؤيدا في معركة الرئاسة التي تم اجراؤها وفقا لما يقضي به الدستور التونسي الجديد. هذا التعديل في المسار السياسي الايديولوجي في تونس هو شهادة للشعب التونسي بارتفاع مستوي مايتمتع به من وعي وفاعلية تطلعه الي شق طريقه نحو الرخاء والازدهار. لاجدال أن ما جري في تونس يستحق كل الاعجاب والتقدير وان نقول لشعبها الشقيق.. مبروك والي الامام وعلي بركة الله. في هذا المجال لايفوتني الاشادة بذكاء قيادة حزب النهضة المتمثلة في راشد الغنوشي الذي ابدي احترامه لارادة الشعب التونسي وقبول اختياراته . كنت ارجو ان تتشبه قيادات جماعة الارهاب الاخواني بهذا الموقف استجابة لارادة الشعب المصري التي عبرت عنها ثورة 30 يونيو . إنهم وبغباء متأصل فيهم اختاروا الوقوف ضد هذه الارادة املا في كسرها باللجوء الي ممارسة العنف والارهاب والخيانة وهو ما أدي الي اندحارهم واكتساب مقت وكراهية الشعب.