قدم الأردن رسميا باسم المجموعة العربية إلي مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو للتوصل إلي سلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عام واحد وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنهاية 2017, غير أنهم أعلنوا علي الفور استعدادهم لتعديله من أجل تفادي فيتو أمريكي. وتم تقديم القرار باللون الأزرق ما يعني أن مسودة القرار ليست نهائية بعد وقد تخضع لتعديلات أثناء مشاورات الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وقال السفير الفلسطيني لدي الأممالمتحدة رياض منصور: «كوننا قدمنا مشروع القرار هذا بالحبر الأزرق (أي للتصويت عليه) لا يغلق الباب أمام مواصلة المفاوضات مع جميع شركائنا» بمن فيهم الأوروبيون والولاياتالمتحدة ملمحا إلي أن التصويت ليس فوريا وكذلك إلي إمكانية التفاوض مع واشنطن من أجل تعديل النص. وتلقي مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بشكل رسمي مشروع القرار, الذي أعده الفلسطينيون وهو ما يعني إمكانية طرحه للتصويت خلال 24 ساعة ولكن لا يوجد ما يضمن حدوث ذلك. ويتعين موافقة 9 أصوات علي القرار وهو ما قد يرغم الولاياتالمتحدة وهي حليف وثيق لإسرائيل أن تنفذ تهديدها باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار. من جانبه, أعلن وزير الخارجية الأمريكي, جون كيري, أن بلاده ليس لديها «أية مشكلة» في أن يقدم الفلسطينيون إلي الأممالمتحدة مشروع قرار «رزين» يمكن أن يحقق آمالهم في قيام دولة فلسطينية شرط أن لا يزيد مشروع القرار هذا من التوتر مع إسرائيل. وأكد كيري أن الولاياتالمتحدة «لم تطلع بعد علي نص مشروع القرار». ويتضمن مشروع القرار «ضرورة التوصل إلي سلام شامل وعادل ودائم» خلال 12 شهرا. ويشير النص إلي ضرورة التوصل إلي حل عبر التفاوض الذي يستند علي عدة عوامل منها حدود 1967 والاتفاقات الأمنية والقدس كعاصمة مشتركة للدولتين, وكذلك «انسحاب كامل وعلي مراحل القوات الإسرائيلية يضع حدا للاحتلال الذي بدأ عام 1967 في فترة زمنية معقولة لا يجب أن تتعدي نهاية العام 2017». وهي مطالب من الصعب أن تقبل بها الولاياتالمتحدة التي هددت باستعمال حق النقض في مجلس الأمن, وكذلك إسرائيل التي وصفت مشروع القرار ب»الخدعة». وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في بيان: «من المؤكد أن ذلك لن يعجل بالتوصل لاتفاق لأنه لا شيء سيتغير دون موافقة إسرائيل». وأضاف الوزير المتشدد إن هذه الخطوة الأحادية في الأممالمتحدة والتي جاءت بعد أن انهارت في أبريل الماضي المحادثات التي عقدت برعاية أمريكية حول إقامة الدولة الفلسطينية لن تفعل شيئا سوي تعميق الصراع المستمر منذ عشرات السنين.