قبل ان نفيق من كارثة ميكروباص اسوان ،الذي حصد اكثر من 10 أشخاص ،وحادث الكوامل بسوهاج المروع الذي أودي بحياة 11 طالبة جامعية، صحونا أمس علي دماء جديدة، وجثث متفحمة لاكثر من 18 شخصا معظمهم من تلاميد مدرسة الارمان الفندقية بكفر الدوار اضافة الي سيدة وطفلها، واصابة عدد مماثل في حادث تصادم بين أتوبيس طلاب المدرسة وسيارة ملاكي وسيارة نقل مواد بترولية علي طريق الإسكندرية الزراعي، أمام قرية أنور المفتي التابعة لمركز أبوحمص بمحافظة البحيرة. حوادث متكررة ،وضحايا جدد يتم دهسهم وحرقهم وتمزيق اجسادهم، وما من تحرك رسمي جاد لوقف نزيف الأسفلت الأعنف من نوعه علي مستوي العالم، والذي يتسبب في قتل اكثر من 10 آلاف مصري سنويا. الأسباب معروفة للأسف. ومن يدعي عدم العلم بها، اطالبه فقط بقيادة سيارة علي الطرق السريعة وحتي الطرق الفرعية، ليلمس من اول وهلة رعونة واستهتار وبلطجة معظم سائقي الشاحنات والميكروباص والنقل، لدرجة انني شخصيا اتردد الف مرة قبل ان اقوم باي سفرية علي الطرق السريعة خوفا من سائقين اجزم انهم من متعاطي المخدرات لما اراه من تصرفاتهم غير المعقولة خلال قيادتهم سياراتهم. فهذا يسير بسرعة جنونية وآخر تري سيارته ذات المقطورة تترنح يمينا ويسارا، وثالث يحاول ان يتجاوز بسيارته التريلا سيارة نقل ليسدا الطريق امام باقي السيارات. كل هذا وسط غياب شبه تام لرجال المرور. انني احمل مسئولية الدماء المهدرة والارواح الضائعة، علي الحكومة قبل السائقين أنفسهم، لتراخيها في تطبيق القانون.. روح المواطن غالية ولايجب التعامل معها بالتعويضات الهزيلة وبيانات العزاء. تطبيق القانون بحزم هو الحل اذا كنتم حريصين حقا علي أرواح المواطنين .