صباح السبت الماضي فوجئت بمرقد مولانا الحسين مغلقا والزيارة ممنوعة به، لعلها المرة الأولي التي يقع فيها مثل هذا الحدث الجلل بالنسبة للمصريين الذين تعلقوا بحبه منذ اعتناقهم الإسلام. إنه شهيد ومصر هي من قدست الشهادة منذ فجر الإنسانية عندما أحلت اوزير مرتبة عليا في القداسة، ثم حل مكانه المسيح الذي افتدي البشرية والوجود بموته شهيدا، مصلوبا، تلك منزلة سيدنا الحسين، لم تتوقف زيارة الضريح منذ أن أتي الفاطميون برأس من عسقلان وقالوا إنه الرأس الشريف رغبة في تثبيت دعائم ملكهم الذي بدأ يترنح، كثيرا ما أثير موضوع رأس الحسين، في ثلاثية نجيب محفوظ يصف صدمة كمال عبدالجواد عندما قال له أحدهم ان الرأس غير موجود، في عام 1945 الذي ولدت فيه اجري الاثري العظيم حسن عبدالوهاب حفريات اثبت من خلالها وجود رأس في المرقد ونقل التابوت الذي يعد قطعة فنية رائعة إلي المتحف الإسلامي ولا اعرف مصيره، الآن واين يوجد بالضبط، كل ما اثير حول وجود الرأس من عدمه لا يعنيني، المهم الرمز، لقد زرت كربلاء مرارا. ولكنني أقول بشفافية ورمزية المرقد القاهري الذي تشكل من محبة المصريين لابن بنت رسول الله لماذا أغلق المرقد اذن قبل حلول عاشوراء بيومين؟ قرار من وزير الأوقاف لمنع الشيعة المصريين من اقامة شعائر عاشوراء في المرقد، وما يصاحبها من حزن لانها ذكري مقتل الإمام الحسين. الحقيقة تصرف غريب من وزير ظننته الأفضل في حكومة محلب. أعني وزير الأوقاف. ألا ينص الدستور علي حرية العقيدة؟ اليس الشيعة مسلمين؟ الا يدرس المذهب الجعفري السائد في ايران بجامعة الأزهر. ألا يقوم الأزهر علي التعددية المذهبية؟ الم يتزعم شيوخه العظام دعوات التقريب بين المذاهب الإسلامية؟ قوة الأزهر أن يقرب لا أن يفرق، وسلوك وزير الأوقاف الذي أعطي انطباعا ايجابيا طوال الشهور الماضية ولكن إغلاق ضريح الحسين أمر يثير الشؤم. ما الفرق اذن بين الإخوان الذين احرقوا الشيعة في ابوالنمرس وهم احياء، وبين منع بعضهم من زيارة سيدنا؟ ثم يجب علي الجميع أن يفهموا خصوصية المسلمين في مصر، المولي الحسين يخصهم أجمعين. إنه ملاذ الضعفاء وأعرف أقباط يجلونه ويزورونه، هل القائمون علي مؤسساتنا الدينية يعتبرون الشيعة خارجين علي الدين؟ قولوها صريحة اذن كما تعلنها داعش. لقد رأيت تسجيلا رهيبا لاحد الدواعش المصريين اذاعه الاستاذ إبراهيم عيسي مساد الأحد الماضي علي قناة اون تي في، هذا الداعشي يخطب في مسجد كبير خطبة عيد الأضحي. يقول إن مصر في حلف صليبي، وإن الركع السجود يذبحون فيها بقصد اعتصام رابعة لقد خلص إبراهيم وانا أوافقه أن كل ما يقال عن تجديد الخطاب الديني هراء ولا فعل حقيقيا تجاهه، وأن الإرهاب يرتع فوق منابر المساجد.