محلات مغلقة.. منازل مهدمة.. استنفار امني .. استمرار عمليات اخلاء الشريط الحدودي من السكان.. هدم وتدمير الانفاق .. هذا هو حال مدينة رفح المصرية. الجميع شعبا وقيادة اكدوا ضرورة تنمية سيناء.. وتكاتف الجميع علي أن تنميتها تختلف هذه المرة عن سابقها.. وإجماع من كافة التيارات علي أن تكون تنميتها بشريا وأمنيا في المقام الأول. «الأخبار» كانت هناك وقامت بجولة داخل شوراع مدينة رفح والتقت ببعض سكانها. أمن سيناء من أمن رفح .. بهذه الكلمات تحدث مع بعثة «الأخبار» أهالي المدينة التي نستطيع أن نطلق عليها مدينة المتناقضات فهي تعاني فقرا شديدا في الخدمات وفي نفس الوقت يقطنها الكثير من الأثرياء الذين يمتلكون القصور والسيارات الفارهة .. أشار أهالي المدينة والتي تمتد لمسافة 12 كيلو مترا علي الشريط الحدودي لدولة الجوار فلسطين أو رفح الفلسطينية التي يربطها صلة قرابة ونسب مع أهالي رفح المصرية المدينة التي اكتشف تحت ارضها ومبانيها 1860نفقا ويعمل القائمون علي هذه الانفاق علي تهريب مختلف السلع بدءاً من علب السجائر حتي أحدث أنواع السيارات وهذا ما تسبب في ظهور الثراء الفاحش علي العديد من اهلها الذين عملوا في مهنة تجارة الأنفاق عدة سنوات وحققوا منها ملايين الجنيهات.. وعلي النقيض تجد المدينة تعاني فقرا شديدا في الخدمات. وسط مظاهر الثراء تلك كان لبعثة «الأخبار» وقفة عندها علي كيفية نماء وثراء أهلها بتلك الصورة وفي فترة زمنية قصيرة ليأتي لنا الرد واضحا وجليا «الأنفاق والمعبر» حيث إن الأنفاق تدر عليهم دخلا بصورة كبيرة ويترواح الدخل الأسبوعي لصاحب النفق بين 4 آلاف إلي 5 آلاف جنيه للنفق الخاص بالأفراد ويقول أبو خالد 32 سنة يعمل في منطقة الأنفاق القريبة من النصب التذكاري إن تجارة الأنفاق مشروعة وليست محرمة حيث إن ما يقوم بتهريبه هو وأقاربه وأصدقاؤه هو عبارة عن مواد البناء المتمثلة في السن والأسمنت وأضاف أن الدخل الأسبوعي للنفق بعد اقتسام نصيب صاحب المخرج من الجانب الفلسطيني يزداد ليصل في بعض الأحيان إلي 9 آلاف و10 آلاف جنيه أسبوعيا للأنفاق الخاصة بالبضائع ومواد البناء.. مشيرا إلي أن هناك نوعين آخرين من الأنفاق التي تدر دخلا كبيرا علي أصحابها وهي أنفاق تهريب السيارات ويبلغ عددها 9 أنفاق .. لن تلاحظ في المدينة أي مظاهر للحياة المدنية سوي في مشهد المنازل والسيارات التي انتشرت بكثافة في الفترة الأخيرة . وعند دخول المدينة من ميدان «الماسورة» مدخلها الرئيسي شاهدنا اهمالا يخيم علي المباني الخدمية بالمدينة بدءاً من معهد رفح الأزهري الذي توقفت فيه أعمال الصيانة منذ عدة سنوات ومكتب بريد رفح المحترق والمنهوب وقصر ثقافة رفح الخرب الذي تسكنه «العناكب». الانطباع الأول يوحي انها مدينة خاوية.. فبعد احتراق وتدمير قسم الشرطة خلال فترة الانفلات الأمني عقب ثورة 25 يناير إلا أن القسم لا يزال كما هو دون ترميم أو إصلاح للتلفيات برغم مرور حوالي 4 سنوات علي خلع مبارك.. وقامت القيادات الأمنية باختيار موقع آخر لبناء وتشييد قسم شرطة جديد إلا أن الجماعات التكفيرية الجهادية لم تلبث إلا أن أصدرت بيانا وقامت بتعليقه علي « أساسات» المبني الشرطي الجديد تعلن فيه عن عزمها تدمير أي منشأة تابعة لجهاز الشرطة برفح.. كما تم أيضا تدمير فرع مصلحة الجوازات والهجرة برفح. وقبيل وصولنا إلي مدينة رفح وفور مغادرتنا مدينة الشيخ زويد ببضع كيلو مترات لاحظنا تحويل شبكات المحمول المصرية إلي شبكات المحمول الإسرائيلية لتتحول إلي شبكات «أورانج وسيلكم وجوال» القريبة والتي يمتلكها الكيان الصهيوني وهو مايولد احساسا داخليا بالشعور بالعزلة وتحول موجات الراديو المصرية إلي راديو اسرائيل أو فلسطينالمحتلة ولاعزاء لإشارة البث التليفزيوني الأرضي الذي يتحول هو بدوره إلي قنوات التليفزيون الإسرائيلي.