يدلي الناخبون الأمريكيون اليوم بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستشمل ايضا انتخاب حكام 36 ولاية أمريكية، وسط منافسة محتدمة تميل فيها الكفة لصالح الجمهوريين، بينما يخشي الديمقراطيون تصويتًا مصيريًا يكون بمثابة عقاب للرئيس الديمقراطي باراك اوباما يزيد الضغوط عليه لكي يبدأ بداية جديدة لإنقاذ رئاسته. وسيختار الناخبون 36 عضوا في مجلس الشيوخ الذي يضم مائة عضو، وجميع أعضاء مجلس النواب الذي يضم 435 مقعدا وأيضا 36 من إجمالي 50 حاكم ولاية وآلاف من أعضاء المجالس المحلية. وإضافة إلي ذلك، سيجري في 40 ولاية أكثر من 140 استفتاء حول قضايا ملحة، ابتداء من حرية تناول الماريجوانا حتي فرض الضرائب علي المشروبات الغازية ليشرب الأطفال جرعات أقل منها. وكشف استطلاع للرأي أجرته رويترز إيبسوس أن نحو ثلث الناخبين الأمريكيين استفادوا من ميزة التصويت المبكر في الانتخابات النصفية للكونجرس التي تجري اليوم. وكشف الاستطلاع أن عددا كبيرا من الناخبين المحتملين أدلوا بأصواتهم بالفعل بمعدلات أعلي مما حدث خلال الأيام التي سبقت انتخابات عام 2012. ولم يتضح مغزي الأرقام للجمهوريين لكنها تبرز سخونة الانتخابات. ويجري التصويت المبكر إما بالبريد أو في مراكز الاقتراع التي تفتح قبل الموعد الرسمي للانتخابات في بعض الولايات.وكان نحو ربع الناخبين فقط قد حسموا أمرهم في ذلك الوقت من انتخابات عام 2012 حين كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخوض بنجاح الانتخابات للفوز بفترة رئاسية ثانية أمام ميت رومني حاكم ماساتشوسيتس السابق. وبينما يعتمد الديمقراطيون الآن علي قدرتهم علي اجتياز طريق يزداد ضيقا للحفاظ علي أغلبيتهم بأقل هامش، يأمل الجمهوريون الذين يجدون انفسهم للمرة الاولي منذ 2006 في موقع قوة للهيمنة علي مجلسي الكونجرس، أن يساعدهم الاستياء من الرئيس أوباما علي السيطرة علي مجلس الشيوخ. ويحتاج الجمهوريون الي ستة مقاعد لانتزاع الاغلبية في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين. بينما تعتمد آمال الديمقراطيين بدرجة كبيرة علي ما إذا كان بإمكانهم الحصول علي مقعد أو مقعدين من التي يسيطر عليهما خصومهم الآن.الا ان الخريطة الانتخابية تبدو في صالح الحزب الجمهوري نظرا لأن المنافسات الرئيسية تجري في ولايات محافظة بطبيعتها مثل أركانسو وجورجيا وألاسكا. وأصبح في حكم المؤكد أن يجري أوباما تعديلات لفريق العاملين معه بعد الانتخابات. ومن المتوقع أيضا أن تزداد الأغلبية التي يتمتعون بها في مجلس النواب. لذلك يمكن أن يشكل مجلسا الكونجرس كتلة في وجه البيت الأبيض، تحمل الرئيس علي استخدام حقه في النقض أو التعاون مع معارضيه. لكن مساعدين سابقين وحاليين في البيت الابيض اعتبروا إنه حتي إذا ثبتت صحة هذه التنبؤات فإن أوباما سيقاوم علي الأرجح الدعوات التي تطالبه بتغيير فريق العاملين معه بالكامل في السنتين الأخيرتين من فترة رئاسته وهو ما سيمثل تحولا كبيرا عن التغييرات التي أمر بها من سبقوه في الرئاسة في أعقاب انتكاسات مماثلة في الانتخابات. وعشية الانتخابات سعت الشخصيات العامة إلي تعزيز فرص أحزابها في الفوز وانضمت إلي جولات المرشحين في سباق متقارب في مختلف الولاياتالأمريكية. وفي دفعة اخيرة لتحفيز الناخبين علي منحهم الاغلبية في مجلس الشيوخ، حاول الجمهوريون اعطاء زخم جديد للانتخابات بمهاجمة الرئيس اوباما. وفي جولة انتخابية بولاية كنتاكي، اكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ثقته في الفوز مشيرا الي ان هذه الانتخابات تعد استفتاءا علي رئيس الولاياتالمتحدة. واضاف «اعتقد اننا بحاجة للذهاب في اتجاه مختلف». من جانبه، قال ميت رومني المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2012 أن يوم انتخابات التجديد النصفي للكونجرس سيكون آخر فرصة للأمريكيين للحكم علي ادارة أوباما الا انه ورفض في مقابلة خاصة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية التنبؤ بحصول الجمهوريين علي الأغلبية في مجلس الشيوخ. وأعرب رومني عن ثقته في فوز الجمهوريين بعدد كاف من مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب مما يسمح بإحداث تغيير في ديناميكية الكونجرس وتمرير قانون الهجرة المثير للجدل في الولاياتالمتحدة. وأكد رومني أن التغيير الذي سيحدث في الكونجرس سيسمح بتمرير العديد من القوانين، مما سيثبت للرأي العام الأمريكي أن الحزب الجمهوري ليس هو الحزب الذي يعرقل مسيرة سن القوانين في الكونجرس.