التليفزيون والفضائيات يعلنون الحداد والشارات السوداء تعلو شاشات القنوات والمؤسسات تنكس الأعلام هذا هو كل ما نشعر بفعله مع كل حادث ارهابي جديد بعدما أصبح الموت هو الزاد اليومي للمصريين وبات خبر استشهاد رجال الشرطة والجيش خبرا عاديا ربما لا يلفت انتباه البعض إلا اذا علا رقمه في بورصة الأموات بزيادة أعداد الشهداء وأصبح رهان الإرهابيين هو رفع عدد القتلي في الجريمة الجديدة عن آخر رقم فهل نظل هكذا وإلي متي سنظل نتعاطي الموت يوميا ويصبح كل منا هو مشروع شهيد ربما تصادفه الاقدار بقنبلة هنا أو هناك ليذرف من حوله الدموع ونجلس جميعا نبكي ويشمت فينا هؤلاء الخنازير القتلة وتنطلق ضحكاتهم ورقصاتهم علي أجساد شهدائنا فهل من نهاية .. يا سيادة الرئيس لقد أصبح أي حديث بلا طعم ولا رائحة وبات الصمت أبلغ من الكلام ولم نعد ننتظر إلا الثأر لم يعد هناك ما يشفي غليلنا إلا قتل هؤلاء المجرمين الذين لا يستحقون وجودهم تحت مسمي بشر فأرواح الشهداء تنادي طالبة للثأر.. دمائهم المعلقة في رقابنا جميعا وأنت أولنا .. كلنا جاهزون لا لإعلان حالة الطوارئ فقط بل لإعلان التعبئة العامة و حالة الحرب الحقيقية بعدما تحول الأمر إلا ما يمس سمعة الجيش المصري العظيم وهو ما يفرض أن يكون الفعل هو قبلتنا وصلاتنا ودستورنا للتخلص من هذا الشيطان الرجيم المسمي بالارهاب حتي ولو كانت هناك ضريبة سندفعها جميعا فكل ما سنقدمه يهون أمام دماء أبنائنا التي تسيل علي أرض مصر حتي صار التراب نفسه يصرخ اوقفوا هذا النزيف .