قبل انطلاق ماراثون المرحلة الثانية، تطهير وتعقيم اللجان الانتخابية بالإسماعيلية (صور)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    استطلاع: تراجع رضا الألمان عن أداء حكومتهم إلى أدنى مستوى    وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان تنفيذ مخرجات اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة    اليوم.. طقس حار نهارا على أغلب الأنحاء مائل للبرودة ليلا    اليوم، بدء سداد تكلفة حج الجمعيات الأهلية بالبنوك المصرية ومنافذ البريد    وزارة الصحة: لا توجد فيروسات مجهولة أو عالية الخطورة في مصر.. والإنفلونزا الأعلى ب 66%    وزير الكهرباء: وصلنا للمراحل النهائية في مشروع الربط مع السعودية.. والطاقة المتجددة وفرت 2 جيجا    وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد    كمال أبو رية: لو عاد بي الزمن لقرأت سيناريو «عزمي وأشجان» بشكل مختلف    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن.. اليوم 23 نوفمبر    الأرصاد تحذر: ضباب كثيف يخفض الرؤية على طرق السواحل وشمال الوجه البحري    واشنطن تقلص تواجدها في مركز التنسيق بغزة وعسكريون أمريكيون يبدأون في المغادرة    تعرف على أسعار الفاكهة اليوم الأحد الموافق 23-11-2025 فى سوهاج    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    التعهد بزيادة الأموال للدول المتضررة من تغير المناخ في قمة البرازيل    تنفيذ 3199 مشروعًا ب192 قرية فى المرحلة الأولى من حياة كريمة بالمنيا    الفن اللي كان، ميادة الحناوي تتألق في حفلها ببيروت برشاقة "العشرينيات" (فيديو)    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    تعرف على موعد امتحانات منتصف العام الدراسى بالجامعات والمعاهد    بقطعة بديلة، وزير الرياضة يلمح إلى حل أزمة أرض الزمالك (فيديو)    وزير الري: مصر تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوقها المائية في نهر النيل    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    أبرزهم الزمالك والمصري وآرسنال ضد توتنهام.. مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 - 11- 2025 والقنوات الناقلة    فوربس: انخفاض ثروة ترامب 1.1 مليار دولار وتراجعه للمرتبة 595 في قائمة أغنياء العالم    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    ثلاث جولات من الرعب.. مشاجرة تنتهي بمقتل "أبوستة" بطلق ناري في شبرا الخيمة    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    حسين ياسر المحمدي: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. ووجود أبنائه في الزمالك أمر طبيعي    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    : ميريام "2"    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    فليك: فخور بأداء برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وسيطرتنا كانت كاملة    روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الإخوان الإرهابية تواجه تهديدا وجوديا فى قارة أوروبا.. ترامب: خطة السلام بشأن أوكرانيا ليست نهائية.. تعليق الملاحة فى مطار آيندهوفن الهولندى بعد رصد مسيّرات    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    أبرز المرشحين على مقعد نقيب المجالس الفرعية بانتخابات المرحلة الأولى للمحامين    المتحدث باسم الصحة: الإنفلونزا A الأكثر انتشارا.. وشدة الأعراض بسبب غياب المناعة منذ كورونا    طريقة مبتكرة وشهية لإعداد البطاطا بالحليب والقرفة لتعزيز صحة الجسم    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
​زلزال علي التليفون
نشر في أخبار اليوم يوم 19 - 10 - 2014


صلاح منتصر
"أنت أسير ماتلبسه، ولهذا يذهب الملايين إلي الأوبرا بأفخر ملابسهم للاستمتاع بقمة الفنون من موسيقي وتمثيل وغناء وباليه"
اليوم الأحد 12 أكتوبر ولي معه ذكريات لا تنسي، ففي هذا اليوم من عام 1992 كنت قد وصلت إلي بكين في زيارتي الثانية للصين بعد 26 سنة من زيارتي الأولي. وكانت الصين في ذلك الوقت تعيش حدثها الفريد الذي أطلق عليه زعيم ثورتها ماوتسي تونج " الثورة الثقافية ".وهو إسم يرجع إلي خطة " في التخلص من خصومه الذين يهاجمونه ويشككون في خططه. وقد تفتق ذهن "ماو "عن أن الفئة الوحيدة في المجتمع التي يستطيع إستخدامها هي تلاميذ المدارس والجامعات الذين لن يضر البلاد كثيرا إذا تعطل العام الدراسي سنة، وهو ما لا يستطيعه مع العمال أو الفلاحين الذين سيتأثر إنتاج البلاد لو قاموا بالمظاهرات التي قام بها التلاميذ. وقد إستدعت الثورة الثقافية كما رأيتها تحويل الصين إلي معسكر كبير يرتدي ملايينه رجالا ونساء زيا موحدا هو بدلة ماو، وقد توافد التلاميذ والطلبة في مسيرات منظمة ضخمة للقاء الشمس المشرقة قائد الأمة وصانع نهضتها الزعيم ماوتسي تونج، وفي الوقت نفسه إعلان غضبهم علي خصوم الزعيم ومطاردتهم في مكاتبهم ومساكنهم لدرجة اضطرت بعضهم إلي الإنتحار وإلقاء أنفسهم من النوافذ.
وفي خلال تلك الفترة تحولت كل بكين إلي معسكر كبير لا تبيع محلاته سوي صور " ماوتسي تونج " و" الكتاب الأحمر " الذي يضم مختارات من أقواله وقد طبع منه ملايين النسخ بحيث لم يعد هناك صيني لا يحمله. بل أكثر من ذلك لم يكن هناك عمل يبدأونه في مصنع أو مكتب أو مواصلات أو الجلوس علي المائدة لتناول الطعام دون ان يقف واحد ويفتح الكتاب الأحمر ويقرأ من أقوال الزعيم !
وفي زيارتي الثانية بعد 26 سنة حاولت البحث عن نسحة من هذا الكتاب فلم أجد، كما إختفت صور ماوتسي تونج التي كانت تملأ الجدران وإلي حد ما تغيرت بكين فقد ظهرت في شوارعها بعض السيارات بعد أن كانت الدراجات هي الوسيلة الوحيدة وظهرت محال جديدة تحمل أسماء عالمية وإلي جانب بدلة ماو التي يرتديها البعض ظهرت الأزياء الحديثة من بدلات وفساتين.
كنت في ذلك اليوم 12 أكتوبر 92 قد سبقت إلي بكين إنتظارا لوصول الرئيس حسني مبارك في أول زيارة له إلي الصين. وبعد دقائق من وصوله قصدت المقر الصحفي الذي أعدته هيئة الإستعلامات المصرية في فندق بكين الحديث وقد تم تزويد المقر بالتليفونات التي تتصل بالقاهرة مباشرة.
كانت الساعة الثامنة والربع مساء بتوقيت بكين عندما دخلت المقر وقد وجدت المرحومة ليلي حبيب مديرة مكتب الدكتور ممدوح البلتاجي رئيس هيئة الإستعلامات في ذلك الوقت ( شفاه الله ) تجري إتصالا بالقاهرة التي كان توقيت بكين يتقدمها بخمس ساعات عندما فوجئت بها تصرخ في محدثها في التليفون : بتقول إيه ؟ إنت إتجننت ؟ إيه اللي بيحصل عندك ؟..إنت رحت فين ؟ قالت ذلك بطريقة المدفع الرشاش ثم وقفت صامتة في حالة ذهول لا تعرف ماذا تفعل وقد نظرت ناحيتي تقول بدهشة: الراجل بيقول العمارة بتقع !
​ ولم يستطع أحدنا تصور ما حدث وأنه في الوقت الذي كان خط التليفون مفتوحا فيه بين بكين والقاهرة في الثالثة والربع بتوقيت مصر كانت القاهرة تتعرض لزلزال عنيف هز كل مصر ومنها عمارة هيئة الاستعلامات بجوار سينما راديو مما جعل الموظف يظن أن العمارة في ترنحها سوف تسقط فألقي سماعة التليفون وجري ينجو بنفسه. وعدنا نتصل بالقاهرة مرة وإثنين إلي أن نجح الإتصال بعد دقائق. وعرفنا بالزلزال الذي حدث، وجري إرسال الخبر فورا إلي مقر إقامة الرئيس، وبعد أقل من ساعة كانت الأوامر لأعضاء الوفد المصري بجمع حاجياتهم والتوجه إلي المطار للعودة مباشرة إلي القاهرة !
وقد كان هذا أول زلزال يهز مصر منذ سنين بعيدة فلم نكن نعرف أن مصر تعرف الزلازل لذلك كان آثار الفزع التي أحدثها أكثر كثيرا من الزلزال نفسه مما أدي إلي وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 وتدمير 35 مبني.
لأول مرة في الأوبرا
​ تلقيت هدية رائعة من الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس أوبرا القاهرة عبارة عن مجلد مطبوع طباعة أنيقة يضم برامج نشاطات المراكز الفنية التابعة لدار الأوبرا خلال الموسم من سبتمبر 2014 إلي يونيو 2015. وهي أول مرة حسب علمي تصدر الأوبرا مثل هذا البرنامج الذي يبين تعاقداتها المسبقة التي إتفقت عليها علي مدي شهور طويلة للتوصل إلي هذا البرنامج المحدد باليوم والساعة والمكان علي العروض المحلية والفرق الأجنبية والصالونات الثقافية والمعارض والإحتفالات التي ستقدم نشاطاتها في المسرح الكبير والصغير والمكشوف ومسرح الجمهورية ومسرح سيد درويش بالإسكندرية ودار أوبرا دمنهور ومعهد الموسيقي العربية.
وأول إنطباع خرجت به من خلال تقليبي في صفحات المجلد أن الذين يتولون إدارة هذا المركز الإشعاعي الثقافي قد بدأوا في ظل د. جابر عصفور وزير الثقافة يستشعرون الإستقرار النفسي الذي يفكرون ويخططون ويتواصلون ويتعاقدون فيه، وأن مصر عادت مدينة الفن الراقي التي لا يخلو يوم فيها من نشاط فني علي درجة من الرقي، وأن مصر أصبحت قبلة الفرق الفنية العالمية الشهيرة تعود بعد غياب كانت له أسبابه التي نعرفها مستعيدة إستقرارها الذي لولاه لما جري تعاقد الفرق العالمية. تعود إلي المسرح الكبير هذا الشهر ( أكتوبر ) فرقة باليه الأرجنتين وفي ديسمبر أوركسترا ميونيخ للوتريات وفي يناير فرقة تانجو الأرجنتين وفي فبراير فرقة فلامنكو دي مدريدوفي مارس فرقة باليه موسكو علي الجليد وفي أبريل عروض من الهند ومن الأوبرا الإيطالية وكل هذا علي المسرح الكبير بينما المسارح الأخري تستضيف أعمالا وفرقا أخري. لكن النشاط الأكبر للفنون المصرية ففي نوفمبر مهرجان الموسيقي العربية وعلي مدي الشهور تتسابق فرقتا باليه القاهرة وأوبرا القاهرة في تقديم روائع الأعمال الشهيرة : أوبرا عايدة ودون جيوفاني وجياني سكيكي والتروفاتوري، وباليه عصفور النار وكسارة البندق سندريلا ودون كيشوت وغير ذلك هناك حفلتان تقريبا كل شهر للفنان الكبير عمر خيرت إلي جانب عروض مختلفة محدد موعدها باليوم والساعة مما يسمح لهواة الموسيقي والباليه والأوبرا تحديد مواعيدهم مقدما.
ومن المعلوات المفيدة التي تهم القارئ وتضمنها المجلد التسهيلات والتخفيضات التي تقدمها دار الأوبرا لروادها من خلال التذاكر الموسمية لحضور 10 حفلات خلال الموسم (من أول سبتمبر إلي آخر يونيو ). وقد تم تحديد عروض أوركسترا القاهرة وباليه أوبرا القاهرة وأوبرا القاهرة وفرقة الرقص المسرحي الحديث ب150 ج للصالة و90 جنيها للوج والفوتيل لوج و60 جنيها للبلكون. أما فرقة الموسيقي العربيةفأغلي من 300 إلي 120 جنيها
الأوبرا بالملابس الرسمية
وقد بدأ فن الأوبرا من إيطاليا في القرن السادس عشر ومازالت أوبرا لاسكالا في ميلانو التي بنيت عام 1778 تمثل اليوم أشهر دار أوبرا في العالم وبعدها دار أوبرا باريس ( 1875 ) أما دار أوبرا سيدني الحديثة التي افتتحت عام 1973 علي شكل صدفة تطل علي المحيط فهي مركز ثقافي ترفيهي إجتماعي لا يخلو يوما من نشاط مما يجعل المكان يعمر دائما بالآلاف الذين إذا لم يكن لديهم أي برنامج تثقيفي ففي مطاعم المركز المتنوعة والأنيقة ما يعوضهم.
وربما كان مسرح البولشوي في موسكو ( بني عام 1825 ) من مسارح الأوبرا الشهيرة بالفرقة التي تحمل إسمها ويتم الحجز لها قبل عدة شهور. وقد كان من حظ البولشوي أن نجا من الثورة الروسية ومن الحرب العالمية ومن حريق تعرض له . وفي أثناء زياراتي لموسكو عندما كان السفير المرحوم أحمد ماهر السيد كان أول ما أفعله أن " أطب عليه " مكتبه وأستولي علي تذاكر البولشوي التي تصله كسفير من وزارة الخارجية. وقد صحبت ليلة الزميل إبراهيم سعده، وليلة أخري الزميل سعيد سنبل رحمه الله، ففي البولشوي يقدمون كل يوم عملا مختلفا. ولا أنسي أن زرت موسكو في يوم 31 مايو قبل عدة سنوات وهو آخر يوم في موسم البولشوي، وبالإتفاق مع الصديق نبيل العربي سفير مصر في موسكو في ذلك الوقت إستطاع أن يرتب لي تذكرتين لزوجتي ولي وخرجت السيارة التي حملتنا من المطار إلي البولشوي مباشرة وقد وصلنا المسرح قبل دقيقتين من رفع الستار، وكان أغرب مشهد قابلناه إندفاع عدد من الروس الواقفين ناحيتنا لحظة نزولنا من السيارة، يعرضون شراء التذكرتين بثلاثة أضعاف الثمن !وكانت المفاجأة عندما إكتشفنا أن البولشوي يعرض في هذه الليلة باليه " سبارتاكوس " محرر العبيد أيام الرومان وكانت أول مرة أشاهدها. وهي عمل حديث من أعمال أرمان خاتشتوريان (1903 1978) وقد عرض العمل لأول مرة في عام 1956 وهو من ثلاثة فصول تتميز بالحركة والموسيقي المتنوعة الرائعة.
ويحتفظ الروسي في دولاب ملابسه ببدلة رسمية تعد أفخر مالديه ليرتديها خصيصا يوم ينجح في حجز تذكرة للبولشوي. وفي جميع مسارح الأوبرا مازال إحترام التقاليد القديمة فالأوربيون يرتدون في حفلات الأوبرا " التوكسيد و" البدلة التي يرتدونها في الأفراح وأعلي المناسبات . وهو تقليد يعود إلي تقدير الفن الرفيع الخاص الذي تقدمه الأوبرا والذي يعتبر " أسانس الفنون " من غناء ورقص وتمثيل وموسيقي.
أذكر في السنوات التي كانت دور السينما في مصر تعرض في بداية الحفلات جريدة مصر الناطقة أن يتبعها « كارتونا « لم أنساه كان لعربة غسيل الملابس ( Lundry ) تنقل داخلها كميات مختلفة من الملابس لغسلها . وقد تصادف أن هبت عاصفة شديدة فتحت باب العربة وطيرت قطع الملابس المختلفة في الهواء، وبعد فترة مع هدوء العاصفة أخذت القطع المتطايرة تهبط علي المارة، وإذا بكل شخص يصبح في تصرفاته أسير قطعة الملابس التي سقطت عليه. فمواطن حرامي سقطت عليه بدلة عسكري فتغير سلوكه، وآخر باروكة قاض ، وفلاحة سقطت علي رأسها قبعة مركيزة فوجدت نفسها تتصرف تصرفات سيدات الهاي، وشاب كان نصيبه ملابس راهب وهكذا.. وكانت الفكرة أن الإنسان غالبا ما يتأثر في تصرفاته باللبس الذي يرتديه. فالذي يجلس ليأكل وهو بالبيجامة أو الجلباب يختلف في طريقة تناوله للطعام وحديثه ولغته عما لو كان يرتدي البدلة ! وعندما إفتتح الخديو إسماعيل دار الأوبرا المصرية عام 1869 وقد إفتتحت بأوبرا « ريجيلتو « حيث لم تكن أوبرا عايدة التي أعدت للدار المصرية قد إنتهت بعد، فقد ذهب الخديو إسماعيل إلي الأوبرا مرتديا بدلته الرسمية المزينة بخيوط الذهب والأوشحة والنياشين. والمعني أنه إذا كانت الأوبرا قمة الفنون فإستمتاع المشاهد يكون أيضا بأجمل مايرتديه !
وثيقة تأمين علي حياتي
أول وآخر مرة قمت فيها بعمل "بوليصة تأمين علي حياتي " كانت في أعقاب نكسة 67 وظروف اليأس التي إستولت علي النفوس، وقد أقنعني الزميل محمد عبد المنعم رئيس روزا اليوسف فيما بعد بضرورة تأمين حياتنا لمواجهة الظروف التي لم تعد تبعث الإطمئنان. ونتيجة ذلك قمت في عام 1968 بالتعاقد علي بوليصة تأمين مدتها 20 سنة أدفع لها قسطا سنويا 75 جنيها بحيث إذا مت خلال العشرين سنة يقبض الورثة قيمتها البالغة 1500 جنيه أما إذا إمتد بي العمر هذه السنين قمت أنا بقبضها. وأذكر عندما تعاقدت علي الوثيقة أن همست مرددا "دي الوقت الواحد يقدر يقول إنه أمن مستقبله " !
​ مرت السنوات وفي عام 1988 جاء موعد قبض البوليصة وقدشعرت وقتها بضآلة المبلغ المقبوض، فقد صادف أن هبطت قيمة الفلوس في خلال هذه السنوات بصورة لم تسبق، وبعد أن كان مبلغ ال1500 جنيه يشتري ثلاثة أفدنة أو يدفع خلوا للحصول علي شقة علي النيل، أو يكون به شاب نفسه يسكن ويتزوج، أصبح اليوم يقل عن قيمة عزومة أربعة علي الغداء أو العشاء في مطعم أحد فنادق الخمس نجوم.
تذكرت هذا وأنا أقرأ كتاب "صناعة التأمين في مصر عبر قرن ونصف " والذي كتبه المحاسب سمير مصطفي متولي الذي عرفته منذ أيام بدايته في وزارة الصناعة في الستينيات ثم من الصناعة إلي وزارة التأمينات وكيلا ثم رئيسا لشركة المهندس للتأمين وقطبا أساسيا في إعداد وتنفيذ تشريعات التأمين والمعاشات مما كان طبيعيا أن يتصدر لكتابة تاريخ التأمين في مصر مما يعد مرجعا أساسيا لكل من يعمل في هذا المجال.
يحكي سمير متولي إنه عبر مئات السنين كان التأمين يمارس فطريا من خلال التكافل بين أبناء القرية والنجع وعلي مستوي الشارع والحارة في حالات الكوارث والأمراض والأفراح والأحزان وهو الأمر الذي مازال مستمرا حتي اليوم. لكن علي المستوي الإجتماعي فقد بدأ التأمين في العصر الحديث إعتبارا من شهر ديسمبر 1854.
يحكي سمير متولي إنه عبر مئات السنين كان التأمين يمارس فطريا من خلال التكافل بين أبناء القرية والنجع وعلي مستوي الشارع والحارة في حالات الكوارث والأمراض والأفراح والأحزان وهو الأمر الذي مازال مستمرا حتي اليوم. لكن علي المستوي الإجتماعي فقد بدأ التأمين في العصر الحديث إعتبارا من شهر ديسمبر 1854 بصدور أمر عال ينظم المعاشات المدنية. أما التأمين التجاري فقد تأخر علي أن بدأ توافد الأجانب علي مصر ومزاولتهم أنشطة متعددة إقتضت بالضرورة التعامل مع البنوك والحاجة لخدمات التأمين. وعلي سبيل التأكيد فقد كان عدد الأجانب في مصر في عهد محمد علي ثلاثة آلاف فرد زادوا في نهاية حكم الخديو إسماعيل إلي 68 ألفا. وتعاظم دورهم في مجال القطن وتصديره بحيث كانوا يحتكرونه.
وجاء التغيير الهام في إقتصاد مصر بإنشاء البنك الأهلي عام 1898 واصداره أول ورقة نقدية بقيمة جنيه مصري يوم 3 أبريل 1899 وكان هذا الجنيه يساوي 7.4 جرام من الذهب !
أيام يحكي عنها المحاسب الخبير سمير متولي وعن الحركة التأمينية التي نشطت خلالها وشركات التأمين التي قامت بعد أن إحتاج الأمر أن يكون التأمين عنصرا مهما في حياة الملايين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.