في كل مهنة رجال لا يمكن للتاريخ أن يتجاهل دورهم البناء في الدفاع والذود عنها. والأستاذان مكرم محمد أحمد وصلاح منتصر هما من جيل الرواد الذي يندر أن يتكرر ليظل يمثل القدوة لكل الأجيال القادمة من الصحفيين. حقيقة فقد انتابتني مشاعر القلق والحيرة بل والخوف عندما أعلن عن تشكيل المجلس الأعلي للصحافة ولم يكن من بين أعضائه هذان العملاقان. مكرم محمد أحمد وصلاح منتصر هما في حد ذاتهما قيمة مهمة بكل ما لهم من خبرة وحنكة ومهارة يندر أن تتكرر سواء من حيث الطبيعة الشخصية أو المناخ اللذين كانا يعملان به أو القيم والمثل العليا اللذين سعيا طوال حياتهما لغرسهما في نفوس الصحفيين وخاضا من أجلها معارك كثيرة كنا نحن الصحفيين أول من استفاد من مغانمها علي حين دافعا وحدهما عن مواقفهما ودفاعهما المستميت عنها. كانت سعادتي بالغة عندما جاء قرار المهندس ابراهيم محلب بتشكيل اللجنة التي ستضع معالم القانون الجديد المنظم لعمل الإعلام سواء المسموع أو المرئي أو المقروء وضم التشكيل زميلين قديرين هما أسامة هيكل وزير الإعلام السابق والأستاذ الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام والذي شارك في وضع العديد من القوانين واللوائح وكان عضواً ورئيساً في لجان التقييم للعمل الإعلامي. نعم سعادتي كانت بالغة لوجود الأستاذ مكرم محمد أحمد ورفيقه الأستاذ صلاح منتصر وهو ما يجعلنا أكثر ثقة في أن القانون الجديد وكل التصورات الخاصة بالمجالس الجديدة سواء للإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء ستكون ملبية لطموحات وآمال كل العاملين بالإعلام ورغم عدم معرفتي الوثيقة بالأستاذ عصام الأمير فإن دماثة خلقه ومهنيته الرفيعة وخبرته تجعلنا أمام لجنة من نوع خاص تضم خبرات ومهارات هي جزء أصيل من تاريخ الإعلام الوطني. الإعلام الذي يحتاج بالفعل إلي وقفة متأنية وحلول جذرية لمشاكله خاصة الصحافة القومية والإعلام المرئي والمسموع المملوك للدولة. أهلاً بأساتذة ينحني كل التلاميذ لهم وهم يضعون المستقبل في أعناقهم.