مظاهرة أمام قصر الاحتفالات الرئيس في كان، عاصمة المهرجانات بفرنسا !! لم يكن أحد يتصور أن يحدث ذالك، لان هذه المدينة الساحلية تميزت بالمهرجانات الفنية وكونها مقصد أثرياء العالم بالاضافة لاسعارها المرتفعة التي تتناسب مع من يقصدها. المهم في ثاني أيام مهرجان الميب كوم وهو أكبر تجمع للعاملين في صناعة الميديا علي مستوي العالم، نظم عدد من الأكراد مظاهرة علي سلم قصر الاحتفالات، ينددون بداعش ويلفتون نظر العالم لما تقوم به هذه الفئة المارقة. الذي لفت نظري مجموعة من الملاحظات أولها أن الأكراد حصلوا علي تصريح رسمي بالمظاهرة من السلطات المختصة قبل المظاهرة بشهر هذه واحدة اما الثانية ان البوليس هو من قام بتنظيم وقوف المتظاهرين وفق التصريح الذي حصلوا عليه ومدون فيه المكان والعدد التقريبي والشعارات التي سيقولونها، أما الملاحظة الثالثة فهي أن المظاهرة استمرت للوقت المحدد لها وفور انتهائه انصرف المتظاهرون في هدوء ونظم أيضاً هذا الانصراف البوليس دون ان يتضايق أحد أو يخرج عن النص. هذا التحضر في التظاهر في بلد مشهور عنه بأنه من أكثر البلاد دفاعا عن حرية الرأي والتعبير عن ذلك بكل الطرق السلمية، يقودنا الي سؤال هو الأهم لماذا نسعي الي تقليد الغرب في أشياء كثيرة وفي ذات الوقف نغفل مواقف لأننا لا نريدها، فنسعي للحقوق ولا نريد تقديم الواجبات، وكأن الواجبات المطلوبة منا كمواطنين غير موجودة في القاموس البشري لدينا والموجود فقط هو كيف نحصل علي الحقوق حتي ولو بخرق القانون وسحقة وعدم تأدية ما علينا من واجبات تجاه المجتمع. اننا نعيش بطريقة مختلفة، يجوز ان يكون سببها التربية أو التعليم لكن من المؤكد أننا نحيا في المجتمع بانانية مفرطة، نريد الحصول علي كل شئ دون ان نقدم اي مقابل ولدينا من المبررات الكثيرة التي تبرر عدم تقديمنا للواجبات التي علينا او لماذا لم نقدم مقابل للبلد الذي نحيا فية. مؤكد هناك فرق كبير بيننا وبينهم، هناك لديهم قانون للتظاهر ولا يعترض عليه أحد ولا يستطيع فرد مهما كان تجاوزه، بينما نحن أيضاً لدينا قانون للتظاهر يتظاهرون ضده لالغائة ويسعون لتجاوزه والخروج علي نصوصه بكل الطرق والحيل وحينما تحقق مع من فعل ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد وكأن الحرية لديهم مختلفة عن الحرية التي نريدها . المفترض بعد 25 يناير و30 يونيو أن يكون لدينا احساس بطعم الثورات التي قام بها الشعب المصري وأن نسعي لأخذ التجارب الناجحة في العالم ونطبقها في بلادنا وألا نخرب منشآتنا ونحترم القوانين. منظر مظاهرة الأكراد تركت في نفسي أثرا عميقا ليتنا نفعل مثله في بلادنا.