رؤية شخصية

علشان خاطر عيونك

جميل جورج
ليس هناك أغلي من نعمة البصر، ومن أجل هذا احتفلت منظمة الصحة العالمية الخميس الماضي بيوم الرؤية العالمي والحماية من المياه الزرقاء والقضاء علي هذا المرض بحلول عام 2020 ورفع شعار «علشان خاطر عيونك»، والسر في ذلك اصابة 285 مليون شخص في العالم بضعف الابصار، من بينهم 39 مليونا فقدوا البصر نتيجة عدم تمكنهم من الحصول علي الرعاية الطبية.
ومنذ عام 1999 اختارت الامم المتحدة ذلك اليوم وهو التاسع من اكتوبر من كل عام للتذكرة بالمبادرة التي التزمت 40 دولة للاهتمام برعاية مرضي العيون، بعد ان اثبتت الدراسات ان90٪ من ضعاف البصر يعيشون في الدول منخفضة الدخل، وهناك 80٪ من حالات الاعاقة يمكن تفاديها، والوقاية منها أو علاجها.
وتمثل الاصابة بالمياه البيضاء الكتراكت نحو 51٪ اي 19٫7 مليون حالة، وهو احد ابرز الاسباب المؤدية للعمي، لذلك تمثل جراحات الكتراكت وتصحيح العيون الانكسارية من اكثر التدخلات ذات الفائدة.
ويكشف تقرير منظمة الصحة العالمية عن معاناة 120 مليون شخص من ضعف البصر الناتج عن قصر، أو طول النظر او مشاكل في البؤرة وهولاء يمكنهم استعادة بصرهم الطبيعي بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة أو بالتدخل الجراحي.
ومن المحاذير التي تشير اليها المنظمة ان ما يقرب من نصف مليون طفل يفقدون ابصارهم كل عام، معظمهم يتوفي قبل إكمالهم عاما نتيجة امراض مصاحبة لفقد البصر الجانب الأكبر منها وراثي.
وتتصاعد التحذيرات من المياه الزرقاء وهي مجموعة من الامراض البصرية التي تؤدي للتلف التدريجي للعصب البصري، حيث يستقر العصب البصري في مؤخرة العين الذي وظيفته نقل الصورة من العين الي الدماغ، ويطلق عليه اسم السارق الهاديء للبصر حيث يبدأ المرض بدون أي عوارض ليسرق بصر المريض تدريجيا دون ان يحس المريض بذلك.. وفي أغلب حالات المياه الزرقاء يرتفع الضغط الداخلي للعين.
وعلاج المياه الزرقاء يشمل الادوية والليزر أو الجراحة، وفي اغلب الاحيان يكون هدف العلاج ايقاف تطور المرض، والحد منه للوقاية من العمي..
واشارت الدراسات ان اكثر من نصف المصابين في العالم بالمياه الزرقاء لا يعلمون بذلك، وعددهم يقدر بنحو 65 مليون مصاب وهذا العدد في تزايد.. ويشكل كبار السن ثلثي المرضي، لكن التشخيص في الوقت المناسب وبدء العلاج هو افضل طريقه للوقاية من الوصول الي مرحلة العمي.
وزيارة طبيب العيون بشكل منظم ومتكرر والخضوع للفحص المنتظم هو افضل طريقة للوقاية.. واستخدام جهاز التونومتر وجهاز o.c.t في ذلك لاخذ صور قطعية من الشبكية والخلايا العصبية.
إن النصيحة التي تناشد منظمة الصحة العالمية الأخذ بها عدم إهمال اي شكوي والعلاج المبكر.