محمود عباس يلقى كلمته فى مؤتمر إعادة إعمار غزة بدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكثر تفاؤلا مع بعض الحذر خلال لقائه مع رموز النخبة المصرية من سياسيين وإعلاميين وعدد من رؤساء تحرير الصحف في ساعة متأخرة من مساء اول أمس الأحد علي عكس ماكان عليه الحال في لقائه السابق اثر انتهاء العدوان الاسرائيلي علي غزة الذي ظهر كما لو كان علي وشك إنهاء المصالحة الوطنية الفلسطينية ووضع عدة شروط للاستمرار في ذلك المسار. تعددت اسباب هذا التفاؤل منها ما له علاقة بالتصعيد الفلسطيني، فقد استضاف قطاع غزة اول اجتماع للحكومة الفلسطينية بعد اعادة تشكيلها في مارس الماضي اما علي الصعيد الدولي فقد حقق مؤتمر إعمار غزة الذي دعت اليه مصر والنرويج نجاحا فاق توقعات اكثر المتفائلين حتي من الجانب الفلسطيني نفسه الذي كان أقصي طموحاته ان تصل حجم التعهدات بالمساهمة في توفير الاعتمادات اللازمة لخطة الإعمار العاجلة وطويلة الأمد مبلغ ال4 مليارات دولار فإذا بالرقم يصل الي 4٫5 مليار دولار.
خلفية ما حدث اما أسباب الحذر فمتعددة وأولها يتركز حول الالتزامات التي قدمت من العديد من دول العالم وتم فيها تحديد المبالغ التي ستساهم بها علي خلفية ماحدث في مؤتمر إعمار غزة والذي استضافته مدينة شرم الشيخ عام 2009 حيث وصلت الوعود الي حوالي 6٫4 مليار دولار وماتم دفعه يتجاوز 100 مليون دولار فقط ولعل تفسير ذلك كما قال الرئيس محمود عباس يرجع الي اختلاف الظروف في ذلك المؤتمر عن سابقه ومن ذلك ان سيطرة حماس علي قطاع غزة دفعت العديد من الدول الي التلكؤ في دفع التزاماتها خوفا من سوء استخدام تلك الأموال اما هذه المرة فالأمور تسير للأمام وعلي اساس من الوضوح والشفافية علي اعلي مستوي ومن خلال شهادات من صندوق النقد الدولي التي تتحدث عن وجود نظام محاسبي لدي السلطة يتميز باقصي درجات الشفافية والانضباط كما ان هناك إشرافا من السلطة الوطنية مع الاممالمتحدة علي وصول المساعدات الي الجهات المعنية بها مباشرة دون تدخل من اي طرف فلسطيني فهذه مسئولية السلطة فقط دون اي حزب او جماعة. وأضاف الرئيس محمود عباس: «رغم انني لا أملك ضمانات فالمؤشرات تسير باتجاه انه ليس هناك اي إمكانية لاستئناف العمل العسكري او تكرار العدوان الاسرائيلي في المدي المنظور وكان ذلك احد المخاوف للعديد من الجهات حول إمكانية إهدار الأموال في اي عدوان قادم» واستطرد عباس ان حماس لن تسعي الي ذلك علي ضوء حجم الخسائر في الأرواح والمنشآت والبنية التحتية الذي تكبدته غزة خلال العدوان الاسرائيلي كما ان تل ابيب بطبيعة الحال لن تفعلها. كما ظهر حذر محمود عباس اثناء حديثه عن استمرار المصالحة الفلسطينية عندما أشار الي انها مرتبطة بالتوجه الي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لنعرف من صاحب الاغلبية؟ ومن له الحق في الحكم؟ وهذا متفق عليه ثلاث مرات في الدوحة والقاهرة ومؤخراً في غزة ويتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين وقد تمت تلك الخطوة، علي ان يتم إجراء الانتخابات خلال ستة أشهر وقد تتأخر عن ذلك قليلا نتيجة استمرار العدوان الاسرائيلي لمدة 50 يوما وعندما تجري الانتخابات نقول ان هناك مصالحة فلسطينية. وعندما سئل عن إمكانية خوض الانتخابات بقائمة واحدة تضم فتح وحماس قال ان المهم الاتفاق علي موعد للانتخابات ومثل هذه الأمور يتم بحثها وهي عادية في اي انتخابات في العالم ونفي عباس ما تردد عن مفاوضات مع حماس للاستمرار في إدارة ملف الأمن في غزة وقال لم يتم الاتفاق علي شيء فيما يخص الأمن في غزة او غيرها.
العملية السلمية ولعل القضية الثالثة التي تحدث عنها الرئيس محمود عباس تلك المتعلقة باستئناف العملية السلمية ونفي ابو مازن ان تكون هناك ضغوط أمريكية عليه لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين وقال ان لقاءه مع جون كيري وزير الخارجية الامريكي علي هامش مؤتمر إعمار غزة لم يتناول تلك القضية وأضاف : «موقفنا ثابت ولم يتغير منذ خطابي في الاممالمتحدة في 26 سبتمبر الماضي والذي آثار استياء واشنطن وتل ابيب عندما تحدثت عن عنصرية اسرائيل ووصفت العدوان الاسرائيلي بانه حرب إبادة حيث قدمنا مشروعا للتشاور عليه مع المجموعة العربية والإسلامية وعندما تنتهي المشاورات سنقوم بتقديمه الي مجلس الأمن ويتضمن حدود الدولة الفلسطينية بما كانت عليه في عام 67 والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية مع تحديد موعد لإنهاء الاحتلال وتوقيت لتحديد الحدود المشتركة وبعدها نذهب للمفاوضات للبحث في القضايا العالقة الخاصة بالمرحلة النهائية اذا حصلنا علي تسعة أصوات فسنقدمه واحتمالات استخدام واشنطن الفيتو واردة واذا استخدمته واشنطن فسنسعي الي الانضمام الي بقية المنظمات والاتفاقيات الدولية والبالغ عددها 522». وأضاف عباس اما الخطوة الثانية فسيتم إيقاف كل العلاقات المشتركة مع اسرائيل اما الثالثة فسأقول لنتنياهو تفضل استلم السلطة باعتبار اسرائيل دولة محتلة ونحن تحت الاحتلال دون ان يعني ذلك انني سأباشر بحل السلطة الفلسطينية فهناك مسافة بين هذه الخطوة وتلك.