د. هشام الشريف أحمد الله أني عشت لأري رئيس الدولة يهتف - بصدق ومن القلب - بتحية الوطن في أرفع محفل دولي مثل الأممالمتحدة.... وحين يقف رئيس الدولة ليحيي شعبه ووطنه فيجب – وفق القواعد العسكرية والبروتوكولية – أن نقف لرد التحية بمثلها " لتحيا مصر"... وحين تكون هذه التحية من القلب وتشعر بها كل أم وكل فتاة وشاب وكل أب وكل مصري بقلوبهم ومشاعرهم فعليهم الوقوف لتحية الوطن و" لتحيا مصر"... وحين يحيي العالم مصر وشعبها ورئيسها في الأممالمتحدة في تصفيق متواصل لوطن ولرئيس يحيي شعبه في مشهد ملحوظ وغير مألوف في المحافل الدبلوماسية فهذا مولد لعصر جديد هو عصر " العزة والكرامة "، وهو مشهد لدولة ترفع رأسها... العزة والكرامة هي ركائز لتقدم الشعوب... فلا يمكن أن يتقدم شعب أو إنسان دون إحساسه بالعزة والكرامة... لا يمكن أن يتقدم شعب يشعر بالمهانة أو الاهانة، أو التسلط والعبودية، أو الخوف والإرهاب... العزة والكرامة هي احترام للذات وفخر بالمواطنة وسلام مع النفس ونقاء للفكر وهو أيضا احترام للآخر وفخر بالإنسانية وسلام مع العالم ونقاء لرسالة الحياة... العزة هي شرف وقوة، وهي غلبة وشموخ فإذا جاءت عن علم ومعرفة واحترام ومحبة فهي ترفع أصحابها... وهي لا يمكن أن تأتي عن جهل أو فسق وفساد أو كذب أو خداع... العزة لا تشتري ولا تتجمل والكرامة من الكرم وهو الجود والعطاء والاحترام والشعور بالشرف والقيمة الذاتية للشخصية والإنسانية... هناك عصور ترفع الشعوب رءوسها.. وهناك عصور ضائعة تبحث فيها الشعوب عن ذاتها... اذكر بكل فخر طفولة شعرت فيها بالعزة والكرامة للمصريين في عصر بني السد العالي وتطلع لإعداد دولة كبري... أذكر بكل ألم نكسة 1967 وتوابعها... أذكر بكل فخر وإعزاز آلام الصمود والتحدي لسنوات ستة لشعب وجيش قرر ألا يعلو صوت فوق صوت المعركة ثم أذكر نصر 6 أكتوبر وعودة العزة والكرامة للمصريين والأمة العربية بنصر وجيش مصر... أذكر بكل إعزاز السادات وقرار الحرب وبمعركة السلام... وأشعر بكل ألم الاغتيال الغادر لقائد ورمز "النصر والسلام"... وأذكر فترات هجرة العزة عن وطن أعلن رئيسه أنه لا يريد أبطالا أو بطولات... وأسجل بكل ألم أنه بعد 30 عام حكم و60 عام ثورة لدينا أكثر من 30% أمية و40% فقرا وترتيبنا في التعليم 139 من 144 دولة علي مستوي العالم... وأشعر بكل فخر بالركيزة الحقيقية لثورتي 25 يناير و30 يونيو وشعب كريم نادي وينادي "ارفع رأسك فوق... إنت مصري"... شعرت بالغربة والاشمئزاز في عصر اختطف فيه وطن باحتراف ودهاء، وذكاء وتآمر من الإسلام السياسي والإخوان المسلمين... وشعرت بالفخر بأكثر من أربعين مليون مصري في 30 يونيو هي ثورة غير مسبوقة تنادي ارفع رأسك فوق... إنت مصري"... وشعرت بالعزة والكرامة بالفترة الانتقالية الصعبة لوطن ولشعب وحكومات أصرت علي الحياة وحماية وبناء الوطن... وأشعر بالعزة والكرامة برئاسة ورسالة لرئيس احترم شعبه فأحبه الناس، وحيا وطنه فحياه العالم... يراعي الله في أهله ويقدم لهم تحية العزة والكرامة لعصر "ترفع مصر رأسها" وتعمل فيها سواعدها وتفكر لها عقولها ويحمي أرضها أبناؤها... العزة والكرامة هي ركائز التقدم والنهضة والحياة. واليوم مصر ترفع رأسها.