أري رؤوسا كبر جرمها وتمادت في غيها وتأخر وقت قطافها ففعلوا ما نتصوره وما لا نتصوره لترهيب الشعب وشحن العالم الخارجي ضد بلدهم كلمات ليست كالكلمات وإنما نبضات قلب وطن نطق بها معبرا عن لسان حال المصريين المستشار إسماعيل حفيظ مدير نيابة أمن الدولة في مرافعته في قضية مكتب الارشاد والمتهم فيها محمد بديع المرشد العام للجماعة الإرهابية ونائبه خيرت الشاطر و15 آخرين من قيادات الجماعة امام محكمة جنايات القاهرة التي انعقدت بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار معتز خفاجي. لم يعجبني في المرافعة بلاغتها الرائعة فقط بل تعبيرها الصادق عما يجيش بقلوب المصريين جراء جرائم الجماعة الارهابية في حق الوطن والشعب كل صباح وأقربها حكايات 11 مواطنا عثر عليهم مقطوعي الرقاب في سيناء وانفجار يهز وسط القاهرة أمام مبني الخارجية المواجه لمدرسة أطفال وفي منطقة تجارية مكتظة ويذهب ضحيته ضابطان من شرطتنا الساهرة وإصابة تسعة آخرين.. وآخرها محاولتهم البائسة عبر عميلهم أردوغان للاساءة لمصر وقيادتها أمام أكبر محفل دولي. أقتطع من المرافعة كلمات قليلة لعلها تشفي غليلنا تجاه ما ترتكبه هذه الفئة الباغية.. قال المستشار حفيظ: النيابة العامة وباسم أطفال تيتمت ونساء ترملت وشيوخ وآباء وأمهات فجعت قلوبهم في أبنائهم لاتجد متسعا لاستعمال الرأفة مع تلك الشرذمة ولا تجد إلا الاعدام جزاء وفاقا علي ما اقترفه هؤلاء المتهمون».. وتتواصل المرافعة: نتحدث إليكم اليوم نحن النيابة العامة لا بصفتنا ممثلين عن تسعة من فلذات الأكباد ممن لقوا ربهم ولا ممثلين عن تسعين ممن جرحهم الجناة بجرمهم فحسب بل ممثلين عن مجتمع بأسره تألم طويلاً وبكي كثيراً علي عزيز فقد وعلي غال سقط.. ممثلين لمجتمع يعتدي عليه بين الحين والآخر تارة باسم القانون وتارة باسم الدين وتارة باسم السياسة. وينساب الكلام الممتع للمستشار حفيظ متدفقا: لقد حملنا منذ اليوم الأول من التحقيقات بأمانات ثقال أمانة دماء طاهرة ذكية سالت بفعل الجناة وما أتته أيديهم... أمانة جراح نزفت الدماء.. أمانة شعب ظن الجناة أنهم ملكوه متي حكموه.. أمانة وطن كاد الجناة أن يفتكوا بوحدة أراضيه.. جئنا اليوم لنلقي عن اكتافنا تلك الأمانات الثقال ونحملكم بها وأنتم أهل لها.. سيدي الرئيس: حين نقف اليوم أمام عدلكم فإنا نطالبكم بالقصاص. نكتفي بهذا القدر وأسمح لنفسي أن أستعير الكلمات الشهيرة للحجاج بن يوسف الثقفي - مع اختلاف الظرف والهدف والزمان والمكان - عندما قال: أري رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها بل وأزيد بتعديلها إلي: أري رؤوسا كبر جرمها وتمادت في غيها وتأخر وقت قطافها ففعلوا ما نتصوره وما لا نتصوره لترهيب الشعب وشحن العالم الخارجي ضد بلدهم بل لم يتورعوا في القول: «طظ في الوطن». وأمام إصرارا وإرادة الشعب علي عدم الانصياع لأهدافهم الدنيئة والاستمرار في مواجهتهم مهما فعلوا أناشد قضاء مصر العادل الشامخ سرعة القصاص من هؤلاء القتلة الفجرة الذين لا يستحون ويتاجرون باسم الدين والتي تؤذينا ابتساماتهم الباهتة وإشاراتهم المتحدية بل الصادمة وهم في قفص الاتهام والتي لا تستهدف سوي التحريض البغيض علي الإثم والعدوان فلعل سرعة القصاص من هؤلاء تكون أنجع سبل ردعهم. النجاح المبهر لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة وكلماته المعبرة التي فضحت جرائمهم أمام العالم يقطع قول كل افتراء يقوله اخواني أو عميل للاخوان وعليه أن يلتزم الخرس بالكف عن تأليب الرأي العام العالمي علي بلده وتأليب الشعب ضد قائده الذي اختاره بالاغلبية الساحقة.. يا إخوان الشيطان متي ستدركون أن التاريخ لا يعود للوراء وأن الشعب لن يعاودكم مهما كان الثمن. حرف ساخن: من وحي الفكاهة تفقد الدكتور حسام المغازي وزير الري خلال زيارته الأخيرة لأديس أبابا لموقع سد النهضة «جوا».. ومن وحي الفوازير حزروا فزروا الوزير شاف إيه وهو في الطائرة أعلي موقع السد: شاف القمر أو شاف عصفورة أو شاف سد نونو صغنن بيلعب علي النهر في أثيوبيا !!