امام مخابز الهرم .. صورة متكررة لم تشفع لهم صرخاتهم امام مكاتب الموظفين تكوي اشعة الشمس الحارقة رؤوسهم وبينما يجلس الموظفون في مكاتبهم يتناولون افطارهم وقف المواطنون امام الشبابيك منذ الصباح الباكر حيث جاءوا ليستخرجوا بطاقات صرف «رغيف العيش» الذي يبحثون عنه فمنهم من قضي ثلاثة ايام ولم يصل الي شباك الموظف بسبب الطوابير التي امتدت لمئات الامتار وبعضهم صرف البطاقة وذهب بها الي «الفرن» ليصرف حصته من «العيش» ففوجئ بصاحب المخبز يقول له «روح يا عم ملكش عندنا عيش «وبين هذا وذاك تجد امرأة عجوزا تحضر لليوم السابع علي التوالي تحضر لكي تستخرج بطاقة. عندما تضع قدميك في مقدمة مركز تموين مركز شباب الوفاء والامل تجد الطوابير مصطفة والصرخات تتعالي « ارحمونا بقي « «حرام عليكوا قاعدين بتفطروا وسايبنا نموت في الحر.. اتجهنا الي مقدمة الصف لمعرفة سبب توقف الطابور فوجدنا الموظفين يتناولون الافطار وسط ضحكات في ظل صرخات المواطنين في الخارج واستمر افطار الموظفين الي ما يقرب من ساعة كاملة امتدت من التاسعة صباحا الي العاشرة دون ان يفكر احدهم في النظر الي طوابير المواطنين التي تصطف في الخارج. في البداية أكد عاطف عبده المحامي انه يعاني منذ مدة تزيد علي 6 اشهر حيث طلب منه موظف مكتب التموين ان يحضر بطاقته لكي يضيف اليه خاصية صرف الخبز ويضيف انه بعد مرور اسبوعين ذهب لكي يسأل الموظفة الخاصة عن بطاقته فاخبرته انها ارسلتها اكثر من شهرين دون جديد فذهب اليها مرة اخري فقالت له: روح شوفها في المديرية او المكتب الجديد بشارع الوفاء دون جدوي انه يتردد علي هذا المكان منذ اربعة ايام للبحث عن البطاقة التائهة بين المكاتب. و تضيف ام محمد صلاح انها متواجدة منذ السادسة والنصف صباحا وانتظرت فتح شبابيك الموظفين وعندما تم فتحها في الساعة التاسعة صباحا وجدت ان الموظفين جلسوا ليتناولوا الافطار في ساعة كاملة ومن يعترض يواجه باحد الموظفين يقول له: «شوف بقي مين هيمشيلك ورقك «مؤكدة ان هذا هو اليوم الخامس عشر التي تحضر فيه من اجل استخراج تصريح الخبز وتطالب وزير التموين بزيارة مفاجئة الي مكتب تموين الوفاء والامل للوقوف علي حالة الفوضي والاهمال وسب المواطنين. ويشير مصباح محمد ان بطاقته الاسرية تضم 8 افراد وعندما توجه الي المخبر لكي يتم صرف الحصة الخاصة به قام بصرف نصف الحصة وهي 20 رغيفا رغم ان المستحق له 40 رغيفا وفي اليوم الثاني للصرف تفاجأ بان مخبز «فوزي بالطوابق « يقوم بصرف 10 ارغفة فقط وعندما عاد الي المكتب لكي يسألهم عن سبب تخفيض حصته لم يستطع الوصول الي الشباك رغم انه متواجد من الساعة السابعة صباحا مشيرا الي انه عندما اعترض علي تزاحم واصطفاف الطوابير قال له احد مديري مركز الشباب «لو مسكتش هوديك للبيه مفتش مباحث التموين وهيبقي نهارك اسود « انتقلنا الي مكتب وكيل وزارة التموين بالجيزة في مكتبه بالعجوزة لعرض مشاكل المواطنين عليه واطلاعه علي تصرفات موظفي مكتب التموين وتعطيلهم للعمل وتعنتهم اخبرنا موظف بمكتبه انه في الوزارة و»مشغول جدا «وعلينا ان نعود الي العلاقات العامة للرد علي شكوانا وعرض شكاوي المواطنين. ولكن الامر اختلف مع الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة فبمجرد علمه بما حدث في مكتب الوفاء والامل قرر فتح تحقيق رسمي مع مدير مكتب التموين والموظفين العاملين به مؤكدا انه لن يسمح ان يتم تعطيل مصلحة اي مواطن يقف في طابور بحثا عن «لقمة عيش» و اشار المحافظ الي انه تم تحديد حل مؤقت لمشكلة المغتربين الذين يرغبون في استخراج تصريح للحصول علي الخبز المدعم فسوف يتم عمل لهم الكارت الذهبي حتي يتم حل المشكلة بصفة نهائية مضيفا ان معظم المشاكل تنتج عن البيانات الخاطئة المسجلة لدي قاعدة البيانات.