الشاحنات تحمل نواتج الحفر الجاف للقناة الجديدة حقيقة تتجسد هنا علي ارض الواقع في موقع مشروع قناة السويس الجديدة.. اهالي سيناء ومدن القناة الي جوار عمال اتوا من كل قري ومدن مصر من بحري وقبلي.. تجمعهم روح واحدة لسرعة انجاز مشروع قومي.. وتحفزهم ارادة قوية لتحقيق الحلم. «الاخبار« واصلت معايشتها لانجاز المشروع علي ارض الواقع.. مع العاملين بالمشروع .. عاشت لحظات فخرهم بأنهم يشاركون في الانجاز واستمعت لمطالب بسيطة يأملون في تحققها لخدمة المشروع العملاق.. وأبرز ما يميز العاملين بالمشروع أن ارتفاع معنوياتهم وقوة عزيمتهم تفوق ارتفاع درجات الحرارة التي لامست ال40 درجة مئوية.. فلم تمنعهم درجات الحرارة ولكنها زادتهم إصرارا علي العمل في أشد أوقات الحرارة التهابا. يقول محمد سالم – سائق – من أهالي سيناء أن العمل حتي الآن يسير بخطوات ثابتة فجميع الشركات العاملة بالمشروع تعمل ليل نهار بدون توقف، والعمال يستغلون أوقات الظهيرة التي تشتد خلالها درجات الحرارة في الراحة بالخيام التي تم تجهيزها لهم . الاحتياجات متوافرة أما محمد سليمان من سيناء – سائق – فيقول ان جميع احتياجات العمال من مأكل ومشرب متوافرة بشرط إحضارها من مدينة الإسماعيلية وهو أمر شاق بسبب ظروف المعديات والزحام الشديد عليها طوال اليوم . ويطالب فرج عامر – سائق – من المسئولين إمداد المشروع بخط مياه نقية حتي قرية البغدادية حتي يتسني لجميع العاملين الاستفادة من المياه خاصة في ظل تلك الأجواء الملتهبة والحراراة العالية . وداخل إحدي خيام العمال يقول عم عبده إنه يعمل بالمشروع طباخا للعاملين وتم تزويد الخيام بفنطاس للمياه ولكنه غير كاف لعدد 200 عامل يعملون الآن، وعن طبيعة عمله يضيف أنه يقوم بإعداد الوجبات الثلاث للعمال ففي الصباح يتم تجهيز الإفطار الذي يتكون من بيض وفول وخبز وفي الظهيرة يتم تقديم وجبات للعمال عبارة عن لحوم أو دواجن وخضراوات وأرز وفي المساء يكون العشاء وهو مفتوح سواء برغبة العمال في تناول ما تبقي من الغذاء أو إعداد وجبات أخري . كشك سلامة وعلي الرغم من ابتعاد الموقع عن الكتل السكنية إلا أن بعض من شباب سيناء قاموا بإنشاء كشك صغير به بعض المستلزمات البسيطة للعامل، يقول سلامة سالم انه وبعض من أصدقائه راودتهم الفكرة فبدأوا في تنفيذها وقاموا بجلب بعض المستلزمات الغذائية لبيعها للعمال ويأملون في أن تقوم محافظة الإسماعيلية بتزويد المنطقة بالمياه فهي أهم مطالب العمال . وخلال جولتنا التقينا بأحد العاملين بالمشروع ومن لكنته تبين أنه ليبي الجنسية ويدعي محمد عارف يقول انه قدم إلي مصر بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها ليبيا وفور علمه بالمشروع قرر أن يأتي إلي الإسماعيلية للعمل به ويكون باب رزق له في مصر ويتمني أن يستمر في العمل حتي الانتهاء من المشروع الذي يعد فاتحة خير ليس لمصر وحدها وإنما للعرب أجمعين . وحول الصعوبات الفنية أو المشاكل التي تواجه المشروع يقول السيد إمام مشرف عمال أنه يعمل في هذا المجال لمدة 15 عاماً لم ير طوالها مشروعا بنفس الضخامة وهذا العدد من الشركات والمعدات ولكن الأمر يتطلب الكثير من المجهودات والقوات المسلحة عودتنا أنها دائما ما تنفذ المستحيل. المبيت صعب من جانبة يؤكد محمد فارس – مشرف – أن العمل يتطلب من الشركات الاهتمام أولا بالعمال فالمبيت غاية في الصعوبة حيث لايوجد سوي الخيام، وهذا هو الفرق بين الشركات المحلية والشركات العالمية التي تهتم أولاً بالظروف المعيشية للعمال ومن ثم العمل . من ناحية أخري صرح المهندس محمد السيد رئيس شركة توزيع كهرباء القناة أن الشركة علي استعداد لتوصيل الكهرباء لأرض المشروع للمساهمة في سرعة إنجازه والعمل علي الإنارة في أوقات المساء .