واصلت قوات تابعة للواء السابق «خليفة حفتر» قصفها لمجموعات مسلحة سيطرت علي أهم منشأة عسكرية في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقالت مصادر إن قوات الجيش التابعة لحفتر جددت قصفها ل»كتيبة 17 فبراير» ومعاقل أخري لجماعة «أنصار الشريعة» وتمكنت من استعادة علي مديرية أمن بنغازي من قبضة المجموعات المسلحة، بينما أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» عبر راديو «التوحيد» التابع للتنظيم «إن بنغازي إمارة إسلامية من الآن». وكان ما يعرف ب»مجلس شوري ثوار بنغازي»، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة إسلامية وجهادية، قد أعلن قبل يومين سقوط المعسكر في قبضته، وذلك بعد أسبوع من القتال تم خلاله الاستيلاء علي عدة معسكرات هامة للجيش. ويضم مجلس شوري ثوار بنغازي تحت لوائه مجموعة أنصار الشريعة، التي صنفتها الولاياتالمتحدة جماعة إرهابية، ويعد القضاء عليها هدفا أساسيا لحفتر. من جهته، نفي حفتر سيطرة جماعة أنصار الشريعة علي بنغازي، معتبرا أن ما حدث هو عمليات سطو ونهب من قبل هذه الجماعة. في الوقت نفسه قتل شخص وجرح اثنين آخرين في اشتباكات بين متظاهرين وعناصر من التنظيم المتطرف، خلال احتجاجات علي سقوط المعسكر. وسيطر محتجون غاضبون علي مستشفي الجلاء للحوادث في بنغازي بعد طرد عناصر «أنصار الشريعة» الذين كانوا يسيطرون علي المكان منذ نحو شهر بدعوي تأمينه. في تلك الأثناء قرر البرلمان الليبي الجديد، المنبثق عن انتخابات 25 يونيو الماضي، عقد «جلسة عاجلة»، غدا السبت في مدينة طبرق شرق ليبيا. وفي طرابلس، استأنفت الكتائب الليبية المتنازعة في جنوب العاصمة امس القتال والقصف العنيف سعيا للسيطرة علي المطار الرئيسي في المدينة في واحدة من أسوا جولات القتال في البلاد منذ سنوات. وترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في المدينة بعد يوم علي موافقة الفصائل علي هدنة تسمح لرجال الاطفاء باخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ. وإزاء الفوضي الأمنية المنتشرة في ليبيا لوحت تونس بإحتمال إغلاق حدودها حال الضرورة في ظل ما وصفته بالتدفق الهائل للاجئين القادمين من الأراضي الليبية. وحذر وزير الخارجية التونسي «منجي الحامدي» من أنه ليس بوسع بلاده مواكبة هذا العدد من اللاجئين، الذين يتزايدون في ظل استمرار القتال بين فصائل متناحرة في ليبيا. ومن ناحية أخري، وأعلنت بعض الدول الاوربية إجلاء رعايها كما اعلنت ذلك الصين وكوريا الجنوبية.