لا تنجح الحكومة..أي حكومة إلا إذا كان الشعب يقف من ورائها ويساندها بقلبه وعقله إلي أبعد مدي وخاصة إذا كان المطلوب هو الخروج من أوقات المحن بأقل الأضرار علي البلد! لا توجد محنة أضخم من التي تواجهها مصر هذه الأيام،وأجذم أنها مواجهة غير مسبوقة،أعقبت أحداث وتقلبات وعمليات « بهدلة» تعرضت لها الدولة المصرية..ويمكن أن أقول إن هذه المرحلة هي الأصعب..ليست الصعوبة في الوضع الاقتصادي وقلة حيلة وفلوس الحكومة والناس..ولكن لأن هذا «الفلسان» مصحوب بتدن في الحالة الأخلاقية وارتفاع غير مسبوق في مؤشر الانتهازية السياسية! قد تعي الحكومة هذه الحقيقة أفضل مني،وتدرك مستويات الخطورة أكثر ،وتستطيع وضع خطط وبرامج الحلول أكفأ ،يبقي ما يهمني أن ألفت إليه نظر الحكومة بكل مكوناتها،وهو الرأي العام، وكسب ثقة واقتناع الشعب بسماع كلام الحكومة بحيث يتقبل تجرع كل ملعقة»مرارة» يمكن أن يشربها اليوم ،وكله ثقة وأمل بأنها ستصبح كوب»عسل» غد..وعندها سيشد الشعب الحزام أكثر وأكثر،ويتحمل الفقراء ما هو أمر،فقط واعطوهم الثقة والأمل والعدل! يبقي علي الحكومة أن تشد هي نفسها الحزام علي وسطها أكثر وأكثر ،وتزيل أكوام الشحوم والدهون من علي كرشها والكائنات الطفيلية من علي جلدها ،قولوا لنا كم سيارة من طابور السيارات الرسمية ستوفروه.. كم لترا من الوقود وكيلو كهرباء سترشدوه..كم جنيه خططتم لتقليله من بند العجائب الخاص بالأوراق والأدوات المكتبية وبدلات السفر الداخلية والخارجية..والأهم من كل ذلك نفي عبيد الروتين ومحترفي تعطيل المصالح أو تخليصها من دواوين الوزارات ولا يصطدم أي مواطن بمن يبتزه في أي مصلحة ومستشفي ،ولا أن يعاني من أي خدمة من المياة والكهرباء إلي أصغر مطب أو حفرة ،وأن تعي الحكومة من الوزير حتي الغفير، أنها خادمة الشعب وليس العكس،فلن يتحمل الناس حكومة لا تخدمهم ولاتحترمهم ولن يجعلوها تحقق أي شيء ولو كان ذلك علي جثثهم ووجود البلد نفسها! يبقي اقتراح وربما أكثر أضعه أمام رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب يستطيع أن يقدم من خلاله رسالة مباشرة إلي الناس بأن الحزام سينشد علي الجميع..يمكنه مثلا عقد مزاد لبيع سيارة رئيس الوزراء الفخيمة مقابل أعلي سعر ممكن.. ويتلوا ذلك أن تودع الحكومة كل سيارات كل الوزراء الفخيمة في المزاد وقصر الاستخدام اليومي علي سيارة متوسطة تجميع مصري..والأفكار كثيرة لتصل الرسالة إلي الناس بأننا في مركب واحد اسمه مصر! كلمة في نفسي: لا توجد حكومة «تدوخ»شعبها بتغيير توقيته ثلاث مرات خلال ثلاث وسبعين يوما، ويدوخ معنا كل العالم..ولا أفهم معني استثناء شهر رمضان من التوقيت الصيفي إلا إذا كانت الحكومة تعتبره فعلا فاضحا في الشهر الفضيل.. سيدي رئيس الوزراء ماذا يحدث لو قررت وقف هذه «الدوخة»واستمرار التوقيت الحالي؟! [email protected]