د.عمرو قنديل يبدو ان ملايين المصريين من مرضي فيروس سي سوف يتخلصون من شبح الموت الذي يتهددهم ليل نهار. فقد اتفقت الحكومة المصرية مع الشركة المنتجة لدواء سوفالدي علي الخطة الانتاجية تمهيدا لطرح الدواء في مصر خلال شهرين وبالتحديد في سبتمبر القادم. الاخبار تعرض في هذا التحقيق رؤية اساتذة الكبد في الدواء الامريكي الجديد والخطط المستقبلية لحصر المرض المتفشي في مصر وسبل مواجهته خاصة بعد ظهور اكثر من دواء فعال اكد اساتذة امراض الكبد ان الدواء الامريكي سوفالدي تم تسجيله في مصر وهو دواء فعال يقضي علي فيروس سي في فترة مابين 3-6 اشهر وبتكلفة 12 الف جنيه بعد ان نجح فريق التفاوض ا لمصري في الحصول علي موافقة الشركة المنتجة علي توفير الدواء للمرضي المصريين بسعر 2200 جنيه للعلبة فقط وهو مايمثل 1% من سعر بيعها في امريكا. في البداية يقول د.وحيد دوس مدير معهد الكبد والأمراض المتوطنة أن آخر مسح طبي ديموجرافي شامل تم عمله عام 2009 في كل انحاء الجمهورية، كشف ان نسبة الإصابة بفيروس C حوالي 10 % وليس معني ذلك أن كل مصاب بفيروس C يعتبر مريضا بالكبد، لأن70% من المصابين بالفيروس اكبادهم سليمة ولم تتأثر بالفيروس لكن الذين يحتاجون متابعه باستمرار لحالتهم من 20 إلي 30 %، بينما 10% من كل هذه النسبة فقط قد تصاب بتليف في الكبد وهي مشكلة كبيرة. وأوضح أن العالم كله ظل يبحث عن علاج للفيروس، وقامت حوالي 8 شركات الآن بأبحاث متقدمة لإنتاج علاج جديد للفيروس، وبالفعل تم تسجيل نوعين من الدواء في أمريكا منذ شهرين تقريبا، وهناك خمسة أدوية سيتم ايضا تسجيلها خلال الستة أشهر الأولي من هذا العام، وبعض هذه الأدوية ستعطي مع الأنترفيرون لتقلل فترة العلاج لتصل إلي ثلاثة أشهر، وأدوية أخري ستعطي للمريض بدون الأنترفيرون نهائيا، وهذه ثورة جديدة في الطب وفي علاج فيروس C. تقول الدكتورة عزة حجازي استشاري مساعد الباثولوجي الجراحية للمعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد أن مرض الكبد الفيروسي C لا يتم إكتشافه في مصر إلا بالصدفة، وذلك نظرا لعدم قيام المصريين بعمل تحاليل دورية باستمرار. ويضيف الدكتور إيهاب محفوظ زميل بمعهد الكبد، أنه يقوم باستقبال عينات القسم الداخلي والمرضي الذين يتم علاجهم علي نفقة الدولة والتذاكر الاقتصادية والحالات الصحية غير القادرة. وأضاف الدكتور عمرو قنديل رئيس إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة أن معدل انتشار فيروس C طبقا لآخر مسح سكاني عام 2008 في الفئة العمرية ما بين 15 إلي 65 عاما كانت نسبته 9.8%، وأجرينا دراسة أخري تكميلية في عام 2009 لمن هم أقل من 15 عام فجاءت النتيجة نصف في المائة، وبتجميع النسبتين نصل إلي نسبة تقريبية شاملة من 6 إلي 7 %، وسنقوم الفترة القادمة بعمل مسح صحي آخر وبالتحديد عام 2014، وسيشمل جميع الفئات العمرية والحضر والريف وجميع محافظات الجمهورية، والذكور والإناث والصغار والكبار. وعلي جانب آخر أوضح الدكتور أسامة رستم عضو غرفة صناعة الدواء ونائب رئيس مجلس إدارة إحدي شركات الأدوية أن شركته تقدمت إلي وزارة الصحة بطلب لتسجيل دواء مماثل للدواء الجديد الذي تم اكتشافه، إلا أن شركات أخري حصلت علي هذا الحق وهو تقليد نفس الدواء ويحتوي علي نفس المادة الفعالة، وأن الوزارة تسمح بتوفير 11 دواء مثيلا للدواء الذي تم اكتشافه، ولكن الأمر متوقف حتي انتهاء المفاوضات بين وزارة الصحة والشركات المصنعة للدواء، وستنجح المفاوضات بسبب أن المرض في مصر دخل مرحلة الوباء، وبالتالي نستطيع أن نصنعه إجباريا دون الرجوع إلي الشركة المصنعة، أو إذا حدث عدم اتفاق بين الجانبين.