منير فخرى عبدالنور أثناء حواره مع الإخبار الإخوان دمروا كل شيء وإرادة الله أنقذت مصر الاقتصاد المصري يمر بمرحلة صعبة جدا.. الدولة تأخرت 50 عاما في اتخاذ اجراءات اصلاحية حقيقية لتعديل مسار الدعم.. عدم التنسيق بين الوزارات والادارات الحكومية المختلفة يعيق تحقيق الانجازات بصورة أسرع للمواطنين.. خفض حجم مساندة الصادرات إلي 26 مليار جنيه «شيء مؤسف».. السياحة ستعود عندما يعود الأمن.. الاخوان دمروا كل شيء وارادة الله انقذت مصر منهم.. يجب استعادة العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا.. روسيا بوابة اقتصادية مهمة في المرحلة القادمة.. عام 2015 بداية الانطلاقة الحقيقية للاقتصاد المصري.. هذا جانب مما كشف عنه منير فخري عبدالنور وزير الصناعة والتجارة في حواره مع «الأخبار متفائل بمستقبل الاستثمار والسياحة ستعود مع عودة الأمن أخيرا.. أصبح للصناعات الصغيرة أب شرعي أناشد المستثمرين مساندة الدولة وعدم استغلال المستهلكين الإخوان دمروا كل شيء وإرادة الله أنقذت مصر في البداية سألته . عن تأثير قرارات زيادة أسعار المواد البترولية علي شعبية الحكومة.. وهل هي قرارات ظالمة أم أنها قرارات اصلاحية وفي صالح المواطن؟ - دعني اقول لك بكل صراحة ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة برئاسة المهندس ابراهيم محلب تأخرت أكثر من 40 عاما وكان يجب ان يبدأ تنفيذ هذه القرارات في عام 1977 في عهد الرئيس السادات.. واقول ايضا ان الوطن يمر بمرحلة خطيرة وصعبة وعلينا جميعا ان نواجه المشكلات ولو كنا نصف الأوضاع بالصعبة فيجب ان نؤكد انها ليست مستحيلة ولكن علاجها كالدواء المر ويجب ان نتجرعه جميعا وعلي الجميع ان يتحمل جزءا من التكلفة.. ولكن الشطارة هنا هي توزيع التكلفة بالعدل بحيث يتحمل كل مواطن القسط الذي يتناسب وقدراته. المواطن شعر بعد ارتفاع الأسعار ان الحكومة أخذت منه كل شيء ولم تراع الاحوال المعيشية والغلاء الذي يحاصر الجميع مع تردي الأوضاع الصحية والتعليمية وغيرها.. أين الحقيقة؟ - هذا كلام غير حقيقي وعلي المواطن ان يرجع بالذاكرة لشهور قليلة ليجد ان الحكومة رفعت سقف الحد الادني للأجور إلي 1200 جنيه وهو ما لم يكن متوقعا اطلاقا.. وقررت زيادة معاش الضمان الاجتماعي الي 450 جنيها ومضاعفة الشريحة المستفيدة منه كما ان المعاشات زادت بنسبة 25٪ خلال عامين بجانب وضع خطط دخلت حيز التنفيذ بالفعل لإصلاح قطاعات الصحة والتعليم والنقل وجميع مرافق الدولة التي تخدم المواطن في النهاية. أسعار الطاقة هل تري بصفتك وزيرا للتجارة والصناعة ان الوقت مناسبا لرفع أسعار الطاقة في ظل ارتفاع اسعار السلع والخامات وتدهور الانتاج؟ - انا شخصيا اري كما قلت ان هذه القرارات الاصلاحية تأخرت جدا.. ولو كنا نحرك اسعار الطاقة سنويا بنسبة زيادة طفيفة منذ 40 عاما ما كنا وصلنا الي ما نحن عليه الآن.. ومع ذلك فإن الزيادة هدفها الأساسي اعادة ترتيب اولويات الانفاق والمواطن الذي سيتحمل جزءا من الزيادة اليوم سيحصل عليها غدا في شكل خدمة متكاملة سواء في الصحة أو التعليم أو الضمان الاجتماعي. هل توافقني الرأي ان دور مجتمع الأعمال مازال محدودا في مساندة الدولة في ظل هذه الظروف الصعبة.. ام ان الخوف من المستقبل يجعلهم ينتظرون حتي تتضح صورة المستقبل؟ - اختلف معك تماما لان دور رجال الأعمال والصناع كان مشرفا بعد ثورة يناير وان كان البعض منهم قفز من السفينة وهرب الا ان الغالبية العظمي صمدت وساندت الاقتصاد المصري بدليل اننا لم نشعر في اصعب الظروف بأزمات غذائية أو استهلاكية الامر الذي يؤكد ان الاقتصاد المصري مازال قويا ولكنه في حاجة الي دعم سريع ليواصل الصمود.. اما نظرتهم للمستقبل فهذا امر طبيعي وإن كنت اتوقع ايضا ان تحدث طفرة حقيقية في حجم الاستثمارات المحلية داخل السوق بعد ان استقرت الأوضاع مع بداية عهد الرئيس السيسي. الاتحادات والغرف الصناعية ما الدور الذي يجب ان تلعبه الاتحادات والغرف الصناعية في هذه الظروف وهل مازلنا في حاجة الي توسيع قاعدة المشاركة بين القطاع الخاص والحكومة؟ - الغرف التجارية في مصر تضم في عضويتها حوالي 35 مليون تاجر والغالبية منهم ساندوا الدولة ومازالوا من خلال سرعة الاستجابة لتوفير السلع وهذا يتحقق بالفعل.. ولكن الجديد ان اتحاد الغرف ومن خلال الاعضاء سيقوم بإنشاء مراكز تجارية في جميع محافظات مصر وهي المرة الاولي في تاريخ الاتحاد التي يشارك فيها بطريقة مباشرة في توفير المراكز التجارية وستكون نقلة حقيقية للسيطرة علي الأسعار بجانب اعادة انشاء بورصات السلع الزراعية لنعود الي الحلم القديم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والغذاء وفيما يخص اتحاد الصناعات فإنه سيعلن خلال أيام قليلة عن مشروعات جديدة لاقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة في المناطق الصناعية بالمحافظات لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب.. وكل هذه الادوار سواء للغرف الصناعية أو التجارية تهدف في النهاية لمساندة وتحقيق أهداف الحكومة. مؤتمر شركاء مصر إلي أين وصلتم في الإعداد لمؤتمر شركاء مصر من أجل التنمية.. وهل تم تحديد الموعد.. وما المستهدف من هذا المؤتمر؟ - المؤتمر الذي دعا إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين سيعقد في مصر وبمشاركة الاصدقاء في الدول العربية والأجنبية.. وحتي الآن لم يتم تحديد موعد انعقاده.. ولكن المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء كلف لجنة ضمت وزراء التجارة والتخطيط والتعاون الدولي والاستثمار لوضع الخطوط العريضة له وهو ما تم بالفعل. وسيتم خلال المؤتمر طرح برنامج الاصلاح الاقتصادي وخطط التنمية والمشروعات الكبري كما سيتم ايضا دعوة المستثمرين للمساهمة والتمويل وتقديم المشورة والخبرات لان هدفنا هو جذب مشاريع أو أموال تضخ في مشاريع تضمن تحقيق عائد مستمر وتشغيل الشعب بصورة اكبر. كيف تري خريطة الاستثمار وهل اداء القطاع الاستثماري قادر علي تحقيق طموحات الدولة في المرحلة المقبلة؟ - المناخ الاستثماري المصري في حاجة الي مراجعة للاجراءات واللوائح التنفيذية بهدف التسهيل علي المستثمرين سواء المصري أو الأجنبي.. والحكومة تعرف ذلك جيدا ولذلك قررت تشكيل لجنة لتعديل التشريعات واحياء مبادرة «ارادة» والتي تهدف الي تسهيل الاجراءات وبالمناسبة أنا من أشد المتفائلين بمستقبل الاستثمار في مصر لاننا نسير علي الطريق الصحيح.. ودعني اقول لك اننا استقبلنا مستثمرين جدد في قطاعات السكر والالبان والصوامع والبتروكيماويات والصناعات الهندسية والتصنيع الزراعي في الامارات والسعودية وامريكا والصين وطرحوا مشاريع بما يقارب من 10 مليارات جنيه وبعضها سيدخل مرحلة التنفيذ خلال شهر علي الأكثر وهو ما يؤكد اننا نسير في الطريق الصحيح. الأراضي الصناعية ما حقيقة مشكلة الاراضي الصناعية المرفقة.. وكيف ندعو المستثمرين للاستثمار في مصر ونحن لا نملك الاراضي الصناعية ولا مصادر الطاقة؟ - هذا كلام غير صحيح لاننا نمتلك اراضي صناعية مرفقة.. وسننتهي خلال ستة اشهر من ترخيص 36 منطقة صناعية في 22 محافظة بتكلفة 3 مليارات جنيه ومشكلتنا الوحيدة هي التنسيق بين هيئة التنمية الصناعية وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في توفير الاراضي وتسليمها بصورة اسهل للمستثمرين ودعني اقول لك وبصراحة ان مشكلة الحكومة الحالية والحكومات السابقة هي التنسيق بين الوزارات والادارات الحكومية بعضها البعض وهذا الامر يتطلب سرعة اتخاذ قرارات لتسهيل الاجراءات علي المستثمر والمواطن. الخامات المصرية هي الثروة الحقيقية للأجيال الحالية والقادمة كيف تحميها وأين خطة تعميق التصنيع المحلي؟ - اعترف ان الخامات المصرية هي الثروة الحقيقية علي مر العصور وأؤكد لك انني اتخذت قرارا بفرض رسم صادر علي الرمال البيضاء التي تستخدم في صناعة الزجاج والخلايا الشمسية لإجبار المستثمر علي اقامة مصانع في مصر بدلا من استيراد الرمال وأيضا الفوسفات الخام لاننا في حاجة الي انتاج سماد فوسفاتي.. وايضا رفعت رسم الصادر علي خام الرخام ودعوت جميع المنتجين للاستفادة من الخامات المصرية وضرورة الدخول في عمليات التصنيع المباشرة ووضع قيمة مضافة لنستفيد من الخامات ونوفر فرص عمل حقيقية. دعم الصادرات هل يعقل ان تسعي دولة لمضاعفة حجم صادراتها وتتخذ قرارا بخفض دعم الصادرات الي 26 مليار جنيه في الوقت الذي تضاعف الدول المجاورة لمصدريها قيمة المساندة لضمان التواجد في الاسواق؟ - شيء مؤسف ان يتم تخفيض دعم الصادرات ولو سئلت كنت سأعارض بشدة لأن العلاقة بين الدعم وزيادة الصادرات واضحة وضوح الشمس.. واخشي ان تكون للتخفيض اثار سلبية علي التصدير.. ومع ذلك سنضطر ان نتحمل هذا التخفيض والذي بلغ حوالي نصف مليار جنيه عن العام الماضي وسيتم توزيعه علي كل القطاعات حتي يستعيد الاقتصاد المصري عافيته. كنت وزيرا للسياحة من قبل.. فكيف تري مستقبل هذه الصناعة في ظل الأوضاع الحالية؟ - علي الجميع ان يدرك جيدا ان صناعة السياحة العالمية لا يمكن ان تزدهر بدون مصر.. وعندما يعود الأمن بكامل قوته ستعود السياحة بشكل اقوي ولكن علينا ان نضع برامج وخطط نطبقها وبسرعة للارتقاء بمستوي الخدمة وما يستتبع ذلك من رفع اسعار هذه الخدمة.. واعتقد انه حان الوقت لإنشاء مراكز تميز للسياحة المصرية سواء كانت في السياحة الشاطئية أو الثقافية مع ضرورة التنويع من المنتجات. الصناعات الصغيرة أضيف إليك في الحكومة الجديدة قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. ما خطتك للنهوض بهذا القطاع؟ - ملف الصناعات الصغيرة بدون «أب شرعي» ومن الطبيعي ان يكون له اب شرعي ولذلك تم دمجه مؤخرا في وزارة الصناعة لتشرف عليه وعلي الصندوق الاجتماعي ولذلك ضروري جدا التنسيق مع الصندوق والذي يعمل كحضانة لإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبين مركز تحديث الصناعة ومراكز التدريب الصناعي.. واقول بصراحة لدينا خطة طموحة لاحياء ودعم الصناعات الصغيرة واليدوية والحرفية وسنعمل علي انشاء مجمعات صناعية داخل المناطق الصناعية لانتاج المكونات وجار حاليا دراسة اقتراح تشريع يسمح بتوفيق أوضاع هذه المشروعات لدمجها في الاقتصاد الرسمي. كيف تري مستقبل صناعة المعارض في مصر؟ - من الممكن جدا ان نصبح مركزا اقليميا لصناعة المعارض بالشرق الأوسط ولكننا في حاجة الي بنية تحتية قوية لتشغيل هذه الصناعة ولذلك نحن بصدد البدء في انشاء ارض المعارض العالمية بالقاهرة الجديدة لتكون مركزا استراتيجيا لاستضافة وتنظيم المعارض الكبري.. لاننا نعرف جيدا ان المعارض احد أهم انشطة قطاع الخدمات التي توفر فرص عمل وتتيح الفرصة لنقل التكنولوجيا والثقافات المختلفة بجانب انها مصدر ربح كبير لدول عظمي مثل المانيا واسبانيا وايطاليا وامريكا. هل فشل مشروع الروبيكي.. وماذا بعد 10 سنوات من طرح فكرته - مشروع الروبيكي أو مدينة الجلود العالمية بمدينة بدر سيدخل الخدمة فعليا قبل نهاية العام المالي الحالي بعد ان وفرت الحكومة مبلغ 324 مليون جنيه لاستكمال البنية التحتية للمشروع الذي يعتبر الأفضل في الشرق الأوسط.. وانا ارفض كلمة الفشل لانني لا اعرفها ولكن كانت هناك بعض العقبات وعلي رأسها العقبات المالية ونجحنا في الحصول علي رقم كبير من الحكومة ونسعي الي الحصول علي حوالي 200 مليون جنيه اخري لاستكمال باقي المشروع والذي يضم 311 وحدة انتاجية سيتم نقلها من منطقة عين الصيرة بمصر القديمة قبل نهاية العام. بصراحة.. هل أثرت فترة حكم الأخوان علي الاقتصاد المصري.. وكيف كنت تراها؟ - كنت اراها اسوأ فترة في تاريخ مصر.. واعترف انها اثرت بصورة سيئة جدا علي الاقتصاد والسياسة والثقافة والأمن ولكننا والحمد لله عدنا الي الطريق الصحيح وبدأنا في اصلاح ما افسده الاخوان.. ونحاول استعادة الاستثمارات التي هربت في عهدهم وايضا اصلاح العلاقات مع الدول للاستفادة من الاتفاقيات الثنائية.. واقول لك بصراحة مهما كانت التضحيات فإنها اقل بكثير من استعادة مصر بعد سرقتها. أمريكا وروسيا هل تأثرت العلاقات الاقتصادية مع أمريكا نتيجة لتذبذب العلاقات السياسية وكيف يمكن الاستفادة من روسيا وشركائها اقتصاديا؟ - نعم.. علاقتنا الاقتصادية بأمريكا تأثرت والصادرات والواردات في تراجع ولكن هذه الامور طبيعية.. وعلينا ألا ننسي ان امريكا مازالت الشريك التجاري والاستراتيجي الاول لمصر.. واعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد عودة العلاقات الي سابق عهدها بعد التحول الكبير في الرؤية الامريكية للأوضاع في مصر واعترافها بأن ما شهدته مصر مؤخرا في الانتخابات الرئاسية كان تاريخيا كما جاء علي لسان كيري وزير الخارجية. ولكن دعني اقول بصراحة.. اننا في حاجة الي فتح قنوات اتصال علي نطاق اوسع مع روسيا والدول المجاورة لها وندرس حاليا الانضمام لاتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الاورواسيوي والذي يضم كازاخستان وبيلاروسيا... كما اننا قد نبدأ المفاوضات الاولية مع روسيا علي منطقة التجارة الحرة خلال الشهر القادم عندما اقوم بزيارة موسكو. في نهاية الحوار.. ماذا تقول لمجتمع الأعمال؟ - أطالب الصناع والمستثمرين بالوقوف بجانب الدولة ومساندتها حتي تستعيد عافيتها.. واطالب الجميع بعدم استغلال الأوضاع ورفع الاسعار علي المواطنين.. واناشد كل مصري شريف ان يعي جيدا حقيقة المرحلة الخطرة التي تمر بها البلاد.