لم يعد امام قادة التيار المدني سوي اللجوء لوسائل الاعلام والصحف لنشر مذكرتهم المرسلة إلي رئاسة الجمهورية حول تعديل النظام الانتخابي بعد تأخر مؤسسة الرئاسة في الرد علي المذكرة لمدة 5 ايام واعلان بدء الاجراءات الانتخابية في 18 من الشهر الجاري.وكان التيار المدني الذي يضم أحزاب الدستور والتحالف الشعبي الاشتراكي والكرامة والعدل والكتلة الوطنية والتيار الشعبي المصري قد بعث بخطاب يوم الاحد الماضي إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي للمطالبة باعادة النظر في النظام الانتخابي الذي تضمنه قانون مجلس النواب وتعديله طبقا للمقترح الذي ارسله التيار مرفقا بالخطاب الا ان مؤسسة الرئاسة لم ترد حتي امس مما اثار حفيظة قيادات التيار وقرروا احراج المؤسسة الرئاسية وارسال المذكرة إلي الصحف ووسائل الاعلام. وجاء نص المذكرة كالتالي: «أكدتم سيادتكم مراراً حرصكم علي دعم عملية التحول الديمقراطي في مصر، كما أكدتم أن إستعادة هيبة الدولة وبنائها علي أسس عصرية لا يتعارض مع إستكمال التحول الديمقراطي، ولكنهما عمليتان متكاملتان لصالح المجتمع والمواطن في نفس الوقت. ولما كانت التعددية الحزبية أحد المقومات الأساسية للديمقراطية لأنه بدونها لا تحقق الديمقراطية هدفها وهو تداول السلطة من خلال إنتخابات دورية حرة ونزيهة، ويتطلب إنضاج التعددية الحزبية توافر عدد من الشروط علي رأسها نظام إنتخابي مناسب يقوم علي أساس إختيار الناخب للمرشحين الذين يفضلهم علي أساس سياسي وليس بناء علي السمات الشخصية للمرشح. ولما كان نظام الإنتخاب الفردي لا يحقق هذا الهدف، بل يأتي بنائب الخدمات علي العكس من نظام القائمة النسبية الذي تجري الإنتخابات بموجبه علي أساس سياسي بما يساعد إنضاج التعددية الحزبية وفتح الطريق أمام إمكانية المنافسة بينها وصولاً إلي تداول السلطة بما يمنحه الناخبون من ثقة لأحد أطرافها بناءً علي برامجه السياسية ومدي وفائها بحقوق ومصالح المواطنين.و إننا علي ثقة يا سيادة الرئيس من حرصكم علي هذا المسار، ونرجو التوجيه إلي إعادة النظر في النظام الإنتخابي الوارد بقانون مجلس النواب، لأنه يتعارض مع هذا الهدف وإستبداله بالنظام المقترح المرفق الذي يمكن أن يكون أساساً للتوافق الوطني العام الذي تحتاجه البلاد بشدة في هذه المرحلة الدقيقة. كما تضمن الخطاب مقترحا لاحزاب التيار لتعديل النظام الانتخابي وقد بدأته احزاب التيار بتمهيد ينص علي ان النظام الحالي يتضمن قائمة مطلقة في أربعة دوائر لتمثيل الفئات الستة التي نص عليها الدستور في حدود 120 عضو، وان يكون الإنتخاب الفردي 420 عضو طبقاً للدوائر الإنتخابية التي لم تحدد بعد. ووصفت احزاب التيار نظام القائمة المطلقة الذي تفوز فيه إحدي القوائم بكل المقاعد وتخسر القوائم الأخري كل المقاعد بأنه أسوأ النظم الانتخابيه، وقد إخترع موسوليني هذا النظام منذ تسعين عاماً لكي يضمن إحتكار حزبه للحكم بصفة دائمة، وهذا النظام يهدر أصوات معظم الناخبين الذين صوتوا للقوائم الخاسرة.