لا أسعد كثيرا بخبر يفضي إلينا عودة بعض قطع الآثار التي تظهر هنا أو هناك، الأهم هو الحفاظ علي ما يوجد في مصر، المبالغة في إبراز أخبار عودة قطع من هنا أو هناك أسلوب لجأ إليه المسئولون السابقون عن الآثار إما للتغطية علي ما يتم سرقته، أو لاظهار أنهم يعملون بهمة ونشاط طلبا للمدد الاضافية أو التجديد، لذلك أرجو ألا يسلك الدكتور ممدوح الدماطي نفس الطريق، الأهم من استعادته بعض القطع من ألمانيا، أو تصريحه الغريب للصحف انه قادر علي أن يسترجع آثارنا المسروقة بمكالمة تليفونية وهذا مبالغ فيه حتي بالنسبة لألمانيا التي عمل بها مستشارا ثقافيا. هل يستطيع استعادة آثارنا النادرة ومنها رأس نفرتيتي وسبع عشرة مسلة في روما، كل منها يحمل اعتداء ثقافيا بليغا، إذ تم وضع صليب فوق كل منها في القرون الوسطي بأوامر من بابوات في الفاتيكان، هذه الصلبان ليست جزءا من المسلات لكنها اضافة مخالفة لمعني المسلة ورمزيتها. هل يمكنه انهاء هذا الوضع؟ قلت أول أمس إن هذا الوزير الجديد يثير الأمل لانه ليس جزءا من جماعات المصالح في حقل الآثار، إن أسوأ أوضاع الآثار بدأت في التضخم بعد تحول الهيئة إلي وزارة، إنني نادم لما دعوت إليه يوما من انشاء وزارة الآثار، لقد ثبت بالفعل ان بعض الاثريين أسوأ ممن يتولون شئون الآثار. الآثار في مجملها شأن ثقافي يمكن أن يتولاه مثقف خبير بشئون الثقافة، ويمكن أن تصبح جزءا من وزارة أشمل للتراث القومي تضم أيضا وزارة الثقافة، لم نفقد الأمل في الوزير الجديد بعد، لكن الأهم من تركيزه علي استعادة قطع مسروقة، أن يحمي أولا ما يوجد تحت مسئوليته مباشرة، خاصة الآثار الاسلامية المستباحة الآن كما لم يحدث في أي عصر، وغدا سأقدم إليه قائمة بآخر ما تم اختفاؤه من آثار اسلامية نادرة. أتمني أن يوقف معارض الآثار التي خرجت من مصر لسنوات تحمل أندر ما يضمه المتحف المصري مع أن القانون يمنع ذلك، أرجو أن يطلب ملف الآثار التي خرجت في معارض منذ سنوات طويلة ولم تعد إلي فتارين المتحف المصري حتي الآن، أرجو أن يزور المواقع التي تم سرقتها في القاهرة القديمة، أن يستعين بالمخابرات العامة والأمن الوطني لأن سرقة الآثار تتم لحساب دول أجنبية وشخصيات ثرية. في الماضي كانت الاثار المسروقة تعرض في متاحف دول، الآن تتجه إلي أفراد أثرياء يخفونها تماما للحظة مناسبة في المستقبل. أخيرا أرجو أن يستلهم روح استاذه العظيم النبيل الدكتور جاب الله أحد أنزه علماء المصريات رحمه الله.