أكدت مصادر دبلوماسية أن مجلس السلم والأمن الافريقي بعودة مصر إلي ممارسة كافة أنشطتها في الاتحاد لم يأت من فراغ وإنما جاء لجهود واتصالات ولقاءات وجولات وزيارات قام بها وزير الخارجية السابق نبيل فهمي وكافة أعضاء السلك الدبلوماسي داخل وخارج مصر لتصحيح القرار الذي اتخذه مجلس السلم والامن الافريقي في 5 يوليو الماضي بتعليق عضوية مصر في الاتحاد الافريقي عقب عزل الرئيس محمد مرسي. وأضافت المصادر للأخبار أنه منذ أن تولي وزير الخارجية السابق نبيل فهمي منصبه منذ اكثر من 10 أشهر في أول حكومة عقب ثورة 30 يونيو أعدت الخارجية بالتعاون مع مؤسسات الدولة المصرية خطة واضحة ومحددة ارتأت فيها انه قد حان الوقت لإعادة مصر إلي جذورها الإفريقية ليس فقط من خلال زيارات رسمية وبيانات دبلوماسية، وإنما من خلال التركيز علي خلق مصالح مشتركة طويلة المدي تقوم علي تحقيق المنفعة المتبادلة لكل الأطراف وتعزز أواصر التعاون بين الشعوب الإفريقية. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الفترة القادمة ستشهد إنطلاقة جديدة في العلاقات المصرية الافريقية عقب البدء في إنطلاق الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية وأكد الخبراء والدبلوماسيون أن القرار الذي جاء بالاجماع يعتبر نتيجة جهود دبلوماسية واتصالات مكثفة وكذلك زيارات لرئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الخارجية السابق نبيل فهمي لشرح حقيقة ما حدث في مصر وتوضيح الصورة. ويري السفير روبير اسكندر سفير مصر الأسبق في أثيوبيا أن قرار مجلس السلم والأمن كان متوقعا بتأييد عودة مصر للاتحاد لأنه «لا يصح إلا الصحيح» حيث أن بعثة حكماء أفريقيا رأت الوضع علي حقيقته في مصر من أنها ثورة شعبية استجاب لها الجيش ولكن كان من المفترض أن يؤجل قرار تعليق الأنشطة حتي يتم بحث الوضع علي أرض الواقع. وأضاف اسكندر أن مصر قائدة ولها مبادرات كثيرة في الاتحاد الأفريقي ومن قبله منظمة الوحدة الأفريقية،و شدد علي أن قرار العودة للاتحاد سيعطينا دفعة للأمام في نشاطنا الخارجي. وعن متطلبات المرحلة المقبلة علي الساحة الأفريقية قال: يجب ان نجدد الاتصالات مع جميع دول القارة حيث أن أفريقيا تعتبر عنصرا استراتيجيا لنا وأولوية من ناحية احتياجاتنا من المياه والمواد الخام والمواد الغذائية. و أشار اسكندر إلي أن «الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا» أدي خدمات كثيرة وقيمة للقارة عن طريق إمدادها بالخبراء. ويؤكد السفير أحمد حجاج مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق عودة مصر للاتحاد مقدمة لزيادة الأنشطة موضحا ذلك بأن مصر لم تتوقف عن المشاركة في أنشطة الاتحاد.وأضاف أن الفترة القادمة تتطلب تنشيطا للعلاقات الأفريقية وثأثيرات القطاعات المصرية بأفريقيا وكذلك التواصل علي مستوي القيادات. من جانبه يري السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر لم تتأثر بقرار تعليق انشطتها في الاتحاد الأفريقي ولكن الإعلام دائما ما يركز علي الجوانب السلبية حيث لم تذكر وسائل الأعلام مثلا أن الاستثمارات المصرية تضاعفت 3 مرات خلال الخمس سنوات الأخيرة لذلك فإن مصر موجودة في أفريقيا قبل قرار التعليق وستظل موجودة بعده.