د. أحمد نوار ليس غريبا أن أتوجه إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاسبوع الأول من توليه السلطة في أشد الاوقات والازمات التي تفاقمت خلال ما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام، وأنا أعلم بأن المشكلات متشابكة بدءا من الاقتصادية والسياسية والامنية والإعلامية والثقافية والتعليمية إلي آخره من مشكلات مزمنة، ومعظمها يحتاج الي اموال باهظة والبعض الآخر يحتاج الي حسم وحزم وتطبيق القوانين لتحقيق الانضباط في الشارع المصري الذي تفشت فيه جميع مظاهر الفوضي والقبح والتخلف.، وايضا أعلم بأن كل هذا يحتاج الي وقت وجهد وتفان في العمل وبث الروح الوطنية لتحقيق خريطة المستقبل، وتحقيق الرخاء للمواطن والحفاظ علي عزته وكرامته، ومن ثم فإن باب نهر الفن قد طرح في نفس المكان عشرات المقالات التي حملت وتضمنت معظم هذه القضايا وطرح بعض الحلول لها.. واذا كانت الدولة بمؤسساتها عازمة علي تغيير منهجها التنفيذي لدي المجتمع والنهوض به.. يتبقي الأهم من ذلك هو أن القائمين علي المحافظات بدءا من المحافظ حتي أصغر موظف لا يدركون ماطرحته حول الرصيف الذي تم «اغتصابه» من قبل المقاهي، محلات البقالة والورش، معارض السيارات، البائعة الجائلين، جميع المحال والمؤسسات التي تشغل الادوار الارضية. جميعهم متهمون في اغتصاب الرصيف من الشعب، الرصيف ملك للمواطن المترجل الغني والفقير، في أرقي أحياء القاهرة الكبري «الزمالك، مدينة المهندسين، مصر الجديدة، مدينة نصر، جاردن سيتي، الي آخره» الرصيف أصبح ملكا لأصحاب المحال!؟ في بعض الشوارع تم بناء وانشاء أسوار علي الرصيف وانشاء امتداد لمقاه حتي نهاية الرصيف، وأكشاك السجائر التي انشئت بتصاريح ولكن تحولت بقدرة قادر الي محلات تشغل الرصيف بالكامل، والامر لا يتوقف عند الرصيف فمعظم المقاهي وخاصة بالهرم وفيصل والمريوطية وغيرها تحتل الرصيف بالكامل ونصف طريق السيارات «الاسفلت» والجزيرة الوسطي ايضا؟! هذه قمة الفوضي والبلطجة، الرصيف للمترجلين، والشارع للسيارات.. هذا هو قانون المدينة المتحضرة والغائب في بلدنا للاسف، فالنتيجة أسوأ ما يتصورها عقل، 1- إهدار حق المواطن في المساحة التي خصصتها له القوانين المنظمة للمدينة. 2- إهدار كرامة المواطن لعدم احترام الغير في حقه في أن يسير آمنا. 3- إصابته بأمراض نفسية وعضوية إثر ارتباكه وتوتره في الشارع. 4- المكان الوحيد الذي يستطيع المواطن السير فيه هو «حرم الشارع» أي مع السيارات.. وقد تسبب في خطورة علي المواطنين والتي وصلت إلي الموت وإصابات عجز، ووصل الحد الي اعتبار هذه الوسيلة هي الوحيدة.. ولابديل لها- فتحولت إلي عادة!؟ وفي بعض الشوارع يوجد رصيف مريح وفسيح فنجد المواطنين يسيرون مع السيارات مترجلين.. لان العادة تغلبت علي النموذج النادر. 5- المظهر يعد قبيحا لا إنسانيا، متخلفا للاسف الشديد، في مجتمع يعتز بحضارته الممتدة الي آلاف السنين ولكن نظريا لم نستثمر خلاصة وقيمة حضارتنا التي علمت العالم كله وتقدموا وتخلفنا نحن؟! 6- أما الشوارع التي يوجد بها رصيف، يصلح شكلا للسير فهي غير إنسانية لان كل صاحب محل يجهز المساحة التي امامه بنوعية مختلفة من المواد إضافة الي المستويات المختلفة بين كل محل وآخر وأذكر بالتحديد «شارع حسن صبري بالزمالك» فخامة الرئيس «الرصيف» في الدول المتقدمة يعني قيما إنسانية واجتماعية وجمالية كثيرة.. وحياة الناس في المدن الاوروبية وغيرها تدب وتتفاعل وتتحرك علي الرصيف، فالرصيف في شارع «أكسفورد بلندن» يتحرك عليه يوميا عدة ملايين مترجلين. تدفق بشري غير مسبوق في أي مدينة في العالم، ولا أي شخص يسير أسفل الرصيف «شارع شانزليزيه بباريس» الرصيف مساحته = مساحة الشارع الرئيسي تقريبا بعد تطويره وهي ملتقي السائحين من العالم.. نحلم بأن ينتزع الرصيف في كل شارع من المغتصبين، ونحلم بأن يصدر «قانون الرصيف» ينظم ويوضح الحقوق والوجبات لاصحاب المحال ويحدد خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها، وتغليظ العقوبات لردع المخالفين، وتنقية شرطة المرافق التي تتهاون بدليل ما يحدث في الشارع من فوضي ، نحلم فخامة الرئيس برصيف إنساني من حيث ارتفاعه ومن حيث تصميمه من بداياته ونهاياته مع التقاطعات لإحداث ميول للمعوقين وكبار السن، وتوحيد الخامات المستخدمة في تنفيذه مع مراعاة اختيارها من حيث الجودة والامان، واقترح بأن يساهم اصحاب المحال في إعادة تأسيس رصيف انساني يليق بالانسان المصري، مع ضرورة الالتزام بالقواعد والشروط الهندسية من تحديد اماكن الاعلانات وزرع الاشجار علي الرصيف. وللحديث بقية