إن أهمية ما يفرضه انتصار 30 يونيو الذي شمل تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر أن يكون هناك إلتزام بمبدأ الشفافية والمصارحة التي تعبر بمصداقية عن الارادة والمشاعر الشعبية المصرية. واذا كان حفل التنصيب قد تم بتسليم مسئولية رئاسة مصر إلا أن المصارحة المطلوبة لا تمنعنا أن نقول إن هناك تقصيرا في التجاوب مع جانب كبير ومؤثر لاتجاهات وقيم هذه الارادة الشعبية. هذا التقصير الذي أرجو ألا يكون متعمدا تمثل في عدم دعوة مرشح رئاسة الجمهورية السابق الفريق أحمد شفيق إلي حفل التسليم والتسلم بين الرئيس السابق عدلي منصور والرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي. كان لابد من مراعاة أن الفريق شفيق كان صاحب مبادرة الكفاح والتصارع مع التنظيم الارهابي الاخواني عندما أصر علي منافسة مرشحه محمد مرسي. ووفقا لملابسات هذه المعركة الانتخابية العنيفة والتي مازالت تنتظر حكم القضاء بشأن تزويرها لصالح المرشح الاخواني فإن كل الدلائل تشير وتؤكد ان ما شاب هذه العملية الانتخابية من إرهاب وتزوير كان يحتم بطلانها. هذه الاشارة لما جري في انتخابات شفيق مرسي لا علاقة ولا انعكاسات لها علي شرعية الانتخابات التي جاءت بالسيسي رئيسا ب 23 مليون صوت. هذه الحقيقة لم تكن تمنع من أن يوضع في الاعتبار هذا الدور الوطني الشجاع الذي أقدم عليه الفريق شفيق في مواجهة التواطؤ والتدليس والتآمر. كما لا يمكن إغفال أنه ورغم ذلك قد حصل علي أصوات 12.5 مليون ناخب مصري بنسبة تصل الي 48.5٪. كان يمكن ان يتجاوز هذا الرقم ال 50٪ بما يؤهله ليكون رئيسا لمصر لولا عمليات الارهاب والتزوير والتخاذل والتواطؤ وعدم الامانة إلي درجة الخيانة في التعامل مع الارادة الشعبية المصرية. ألم يكن لهذه الملايين الغفيرة التي اعطت أصواتها للفريق أحمد شفيق أي احترام أو وزن أو تقدير حتي يتم دعوته إلي حفل هزيمة جماعة الاخوان. ليس من توصيف لهذا السلوك غير المبرر سوي أنه خطأ جسيما ما كان يجب أن يكون له مكان. انه ولا جدال يمثل إخلالا بالفرحة المصرية بهذا العرس الديمقراطي. لا يفوتني في هذه المناسبة مشاركة ملايين المصريين سعادتهم بأحد أهم انتصارات ثورة 30 يونيو والمتمثلة في تولي السيسي رئاسة مصر. لقد كان للاعلامي القدير أسامة كمال في برنامجه بفضائية القاهرة والناس الفضل في لفت نظري لسقطة عدم دعوة الفريق شفيق لحفل التنصيب والتي لا يمكن أن تكون سوي جليطة ما بعدها جليطة.