تحت شعار (حرية، ديمقراطية، عدالة اجتماعية) أدلي المصريون في الداخل والخارج بأصواتهم بشكل غير مسبوق في تاريخهم الحديث لانتخاب رئيسهم المشير عبدالفتاح السيسي.. رغم ان فترة الحملات الانتخابية للمرشحين كانت قصيرة مقارنة بزمن الحملات الانتخابية التي نراها في المشهد السياسي مثلا في امريكا عندما يتصارع الحزبان الجمهوري والديمقراطي لبلوغ سدة البيت الأبيض (The Wight House) وفي بريطانيا بين الحزبين الرئيسيين المحافظين والعمال للتربع علي الكرسي في (10) داوننغ ستريت (Downing st). كل مرشح عرض برنامجه الانتخابي واستراتيجيته للنهوض في بلد عربي كبير واجه علي مدي السنوات الماضية منذ ثورتي 25 يناير 2011، 30 يونيو 2013 تحديات جسام داخلية وخارجية تعجز عن حملها الجبال. (184) ألفا من الجيش (220) ألفا من الشرطة في تعاون استراتيجي منسق بين القطاعين شكلا (قوة) لتأمين الانتخابات التي خلت من المعكرات. أكثر من (16) الف قاض وقاضية اشرفوا علي مسيرة الإنتخابات ناهيك عن منظمات المجتمع المدني الداخلية والدولية، من الاتحاد الافريقي والاوربي وغيرها.. مصر وشعبها وجيشها العظيمان اثبتوا للعالم قدرتهم علي التصدي (بقوة) لكل رياح التخريب وعواصف التهديدات من الأعداء الحاقدين والحاسدين، معتصمين بحبل الله جميعا. رئيس مصر المنتخب يرث تركة ثقيلة وهموما كثيرة، عجز في الميزانية والميزان التجاري ودين داخلي وخارجي كبير (1.6) ترليون جنيه وعملة متدن سعر صرفها امام العملات الأجنبية وقطاع سياحة واستثمار شبه متوقف، ومصانع عددها كبير أغلقت أبوابها، خرج من رحمها اقتصاد اهتزت بعض قواعده. البطالة والفقر شاعا بين الناس حتي بلغت مرارتهما الحلقوم، والفساد رافع رأسه منذ فرعون وحتي اليوم، وزادت حدته خلال السنوات الثلاث الماضية حتي حظيت بلاد ام الدنيا برقم متقدم (116) بين دول العالم الأكثر فسادا.. من خير الله علي هذه الأرض المباركة (اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم) ان خيراتها تنهب وتسرق نهارا جهارا منذ أكثر من (6) آلاف عام حتي يومنا هذا ومازالت تزخر بالخيرات والكنوز الكثيرة في ارضها. الرئيس السيسي الذي نال تأييد شعبه العارم حان الوقت بعد انتخابه رئيسا لشن حرب لاهوادة فيها علي الفساد الذي استشري وعلي البطالة التي زادت نسبتها عن 13 في المئة وعلي عاهة الفقر والعشوائيات التي لاتليق بشعب مصر العريق. وعلي الأمية المتفشية في بلاد الازهر الشريف بلاد العلم والعلماء والثقافة والتاريخ. وعلي الفوضي في الشارع المصري لإعادة الامن والاستقرار لشعب طيب كريم مضياف. القضاء او الحد علي الأقل من الاحتكارات الخبيثة للغذاء والدواء وأدوات البناء.. الخ. إعادة بناء الدولة إعادة مبدأ العزة والكرامة لكل مصري إعادة تمليك الوطن لأهله الذين ناضلوا وضحوا كثيرا من أجل إعادة بناء نظام سياسي جديد في مصر. إعادة بناء قواعد نظام اقتصاد جديد تصحيح كل الأوضاع ولم الشمل ويأتي دور الدول العربية وعلي رأسها السعودية ومعها الامارات والكويت، في هذا الظرف الذي تمر به مصر وشعبها فدعمها ضرورة وليس ترفا ليقف الاقتصاد علي قدمين قويتين. وتقديم القروض والمنح والودائع وغيرها، فاقتصاد ارض الكنانة عمود فقري لاقتصاد العرب جميعا.. وقوة مصر.. هي قوة للعرب جميعا، امن مصر القومي.. هو امن قومي للعرب جميعا. الرئيس السيسي اعجبني في لمسة وفائه للسعودية ملكا وشعبا بتصريحه وهو في خضم حملته الانتخابية بان اول زيارة له خارج بلاده ستكون لبلاد الحرمين الشريفين.. وسرني في لمسة وفاء أخري وهو يثني علي الرئيس الراحل السادات.. ويؤكد ان زوجته السيدة جيهان ستكون في الصف الأول في احتفالات حرب النصر في رمضان المبارك.. بعد ان نسيت لعقود. السادات.. قال عن الملك فيصل انه بطل الحرب.. وفاء من السادات لفيصل رحمهما الله عندما قررا الحرب (بسرية) متناهية فكان النصر المبين. وهذا هو الوفاء الذي يعترف به الرجال الأصلاء ويخافه الانذال. والشكر للسيد الرئيس المستشار عدلي منصور الذي قاد بلاده في ظروف بالغة الدقة والتعقيد جمع بين العدل والحكمة والعزم وقدم نموذجا لما يجب ان يكون عليه رئيس الدولة.. وعودته الي عرينه (المحكمة الدستورية العليا) فخر واعتزاز لكل مصري وعربي. وللحديث بقية