مارتن إندىك ردت إسرائيل علي مسؤول أمريكي كبير حمل البناء الاستيطاني الإسرائيلي جانبا من المسؤولية عن انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين وقالت إن المبعوث نفسه لم يفعل شيئا لإنقاذ المفاوضات. وأشار الرد الإسرائيلي الحاد إلي استمرار التوترات العميقة بين إسرائيل وواشنطن بسبب المحادثات التي تقودها الولاياتالمتحدة وانهارت الشهر الماضي وسط اتهامات متبادلة. وقال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط مارتن إنديك يوم الخميس إن الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين غير مستعدين لتقديم تنازلات «مؤلمة« لازمة للسلام وأشار تحديدا إلي البناء الاستيطاني في الأرض المحتلة بوصفه عقبة. لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا مطلعا علي المحادثات اتهم إنديك بالنفاق قائلا إنه كان يعلم أن البناء في الضفة الغربية والقدس سيستمر أثناء المباحثات. وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز «يلقي إنديك بالمسؤولية علي الآخرين دون أن يتحدث عن مسؤوليته عن المأزق الحالي.« وأضاف المسؤول «من الصعب الإشارة إلي أي مساهمة كبيرة قدمها (إنديك) للعملية.« وانتقد إنديك أيضا الفلسطينيين لإقدامهم علي توقيع أوراق الانضمام الي 15 اتفاقية دولية من جانب واحد. وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحادثات يوم 24 ابريل نيسان بعد الاعلان غير المتوقع عن بدء تنفيذ اتفاق مصالحة بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية المنافسة. وتحدث إنديك بالتفصيل عن إجراءات اتخذتها اسرائيل ويعتبرها غير بناءة مشيرا الي خطط تم كشف النقاب عنها خلال المحادثات لبناء نحو ثمانية آلاف منزل علي أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها. وقال انديك إن هذا يضعف الدبلوماسية من خلال إقناع عباس بأن نتنياهو ليس شريكا جادا في المفاوضات. وأعلنت إسرائيل بالإضافة إلي ذلك عن مناقصات لبناء 4800 وحدة سكنية في الأراضي المحتلة لكن إنديك قال إن الفلسطينيين أشاروا في السابق إلي أن هذه المناطق ستذهب إلي إسرائيل في أي اتفاق للسلام. وقال المسؤول الإسرائيلي إن إنديك أبلغ بخطط البناء وأبلغ حتي بعدد الوحدات السكنية. وأضاف «كذلك علم بأن إسرائيل وافقت علي الدخول في المحادثات علي هذا الأساس... وعليه ليس واضحا لماذا ينتقد هذا الآن.« وبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المفاوضات في 29 يوليو تموز بمبدأ معلن وهو أنه سيكون من الأفضل أن يحرز الإسرائيليون والفلسطينيون تقدما من خلال المفاوضات المباشرة بمساعدة الولاياتالمتحدة. وعين كيري إنديك مبعوثا شخصيا له للمحادثات. وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن إنديك «طلب حضور كل الاجتماعات علي الرغم من أن الهدف كان أن تكون العملية ثنائية أساسا.« وأضاف المسؤول أن في حين أن بعض جلسات المحادثات اقتصرت علي الفلسطينيين والاسرائيليين فإن وجود انديك في جلسات أخري أضر بفرص إحراز تقدم في المفاوضات. وقال المسؤول «في بعض الجلسات كان غيابه في الحقيقة ميزة.« وكان مسؤولون إسرائيليون انتقدوا في السابق دور كيري في المحادثات. وقال المسؤول الإسرائيلي إن حكومة نتنياهو أبدت مرونة وإن إنديك فشل في إقناع عباس بإبداء مرونة مماثلة. وقال إنديك إن المحادثات قد تستأنف مشيرا إلي جهود وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري كيسنجر المتقطعة ثم نجاحه في نهاية المطاف عام 1975 في التوصل إلي اتفاق فك الارتباط بين القوات المصرية والاسرائيلية في سيناء. وقال انديك في مؤتمر استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني «ما حدث حينئذ يمكن أن يحدث اليوم.« واضاف «في الشرق الاوسط لا ينتهي الأمر أبدا.«