د. سامى الباجورى في محاولة لقراءة الحالة المصرية بعد انتخابات الرئاسة المرتقبة وسوف نفترض ان الفرص متساوية للطرفين للفوز بكرسي الرئاسة رغم ان الواقع ينفي هذا الافتراض حيث يتمتع وزير الدفاع السابق »عبدالفتاح السيسي« بضمان كتلة تصويتية ثابتة له من قبل أن تبدأ المعركة، ذلك باعتباره صاحب الفضل في الخلاص من الإخوان بالاضافة الي ان الاستفزاز الإخواني الربعاوي المستمر في الشارع مزعزعا للاستقرار بغية افشال ثورة 6/30 واسقاط الدولة قد ساعد علي مضاعفة رصيد السيسي من المؤيديين نكاية وردا علي ما يفعله هؤلاء من فلول الإخوان. فإذا فرضنا جدلا أننا استطعنا ان ننحي هذه الكوته الصوتية الانتقامية جانبا فسوف يصبح الوضع متعادلا وتكون فرص الفوز متساوية بل ربما مالت الكفة لصالح المرشح المدني »حمدين صباحي« في حالة اتخاذنا الانتخابات السابقة مقياسا والتي كانت بين مرسي وشفيق والتي انتهت لصالح مرسي رغم الخشية الشديدة التي كانت من إخوانيته! فإذا نجح صباحي فسيكون أول رئيس مصري (مدني بيور) أي ليس له صلة بعسكر ولا بجماعة، وليس من المستبعد أن يكون أول قراره يتخذه بعد نجاحه هو اختيار السيسي ليكون نائبا له باعتباره الرجل القوي في الدولة وسيكون بإمكان صباحي الرئيس القيام بعملية ناجحة يلم فيها شمل الفرقاء حتي الإخوانيين ومنهم لأن موقفهم تجاهه أقل كرها وعداوة منه تجاه السيسي، وقد يمكنه ذلك من إعادتهم الي حظيرة السياسة المصرية مرة أخري شريطة أن يكونوا مستعدين وراغبين في ذلك. ولو تحقق هذا الأمر فسوف نشعر لأول مرة منذ 25 يناير 2011 بحدوث استقرار سياسي وسيشعر به العالم من حولنا ايضا مما سيفتح الباب واسعا لتدفق الاستثمارات العالمية والعربية بل والمصرية الهاربة ايضا، كما ان السياحة سوف تنتعش وتبدأ في العودة الي معدلاتها السابقة بل قد تتعداها في فترة وجيزة وهنا نود أن تؤكد علي ان هذين العاملين (السياحة والاستثمارات) يعتبران بمثابة الدماء للجسد الاقتصادي المصري الذي عاني ومازال يعاني من النزيف والاستنزاف لكن هناك عاملان لا يقلان أهمية لنجاح الرئيس القادم وهما الأمن والمطالب الفئوية وهذان العاملان يعتبران في صالح السيسي رئيسا بحكم خبرته السابقة التي لمسناها أمنيا منذ 03/6 حتي الآن، اما المطالب الفئوية فإنه ايضا سيكون الأكثر قدرة علي السيطرة عليها ولديه المقدرة علي اقناع أصحاب المطالب المختلفة بتعليق مطالبهم الي حين، بل يمكنه ايقاف هذه المطالب لو استطاع ان يطرح مشروعا قوميا جاداً وواقعيا يلتف من حوله الناس ويسيرون خلفه قائدا لهم آملين فيه توفير العيش وإطلاق الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية. ولا شك ان السيسي يمكنه أكثر من غيره الاستفادة من الامكانات المدنية الهائلة للقوات المسلحة للاعانة علي مشروعه اضافة الي استمرار دعمها الأمني للوصول الي الاستقرار المنشود والذي يحول بيننا وبينه للأسف الشديد إرهابيون يتدثرون في ثياب الاسلام، ومخربون في الدولة مازالوا يعتقدون أن دولة الإخوان كانت اسلامية وأن الدولة المدنية كفر والحاد، وهؤلاء سيشكلون معضلة حكم السيسي الصعبة التي يجب عليه حلها أولا وقبل أي شيء فإن لم يستطع فسيبقي الحال علي ما نحن فيه الآن »لا فوضي ولا استقرار« هذا الحال ليس في صالح مصر ولا السيسي ولا حمدين ولا حتي الإخوان.