تصدر خبر توجيه ضربة عسكرية لإيران صدر جميع الصحف العالمية وناقشت اخبار اليوم امكانية حدوث هذا التطور الخطير مع انطوني كوردسمان الخبير بشئون الامن القومي والاستراتيجية العسكرية بمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية والذي يعد من ابرز محللي الشئون العسكرية في الولاياتالمتحدة إلي جانب انه كان مسئولا عن تقييم المعلومات العسكرية كمساعد لنائب وزير الدفاع الامريكي. ودار هذا الحوار: نشرت تقارير عديدة حول مواجهة عسكرية محتملة مع ايران في ضوء ما تردد عن تدريبات ومناورات عسكرية إلي جانب زيارة الجنرال مولن القائد العام للقوات المسلحة الامريكية لاسرائيل. فهل يلوح شبح الحرب في الافق؟ لقد رأينا تقارير تشير إلي اننا علي حافة الحرب اكثر من 21 مرة خلال السنوات الخمس الماضية ولكننا لم نقترب عمليا من تلك الحافة ابدا حيث لم يتم حشد اي قوات وان كان البعض قد سعي إلي نشر شائعات حول تحرك ناقلات الطائرات وخطط حربية امريكية وهو امر لم يحدث واستطيع ان أؤكد ان الولاياتالمتحدة مازالت تركز في الوقت الحالي علي الخيارات الدبلوماسية .. فلا توجد اي خطط امريكية لتوجيه ضربة عسكرية أو خوض حرب مع ايران.. وعلي الرغم من ان فكرة الخيار العسكري وان كانت مازالت مطروحة فان نشر الشائعات وترويجها لا يجعلها حقيقة. هل يمكن لاسرائيل ان تدفع بالولاياتالمتحدة لخوض حرب لا تسعي اليها؟ اعتقد ان اسرائيل قد تكون لديها خطط للطواريء ولكنها لن تدفع بالولاياتالمتحدة إلي حرب اوضحت واشنطن انها لا تؤيدها.. ولكن اسرائيل دولة ذات سيادة ومسئولة عن قراراتها. هل يمكن لايران في حالة حدوث مواجهة عسكرية ان تنال من المصالح الغربية باغلاق مضيق هرمز مثلا ام ان هذا مجرد استعراض عضلات؟ هذا الامر يجب ان يتم التعامل معه في اطار شامل فاذا سعت ايران للسيطرة علي الملاحة في الخليج فان هذا عمل استفزازي سيؤدي إلي حرب بحرية وجوية بعيدة الابعاد .. وبالتالي فقيام طهران بالتلويح بتهديدات أو القيام بعمليات استعراضية أو مزيد من التدريبات أو الاستيلاء علي سفينة اجنبية أو امر من هذا القبيل يستهدف خلق مواجهة سياسية. تؤكد الادارة الامريكية ان إحلال السلام بالشرق الاوسط مصلحة استراتيجية امريكية ولكن واشنطن في نفس الوقت تقول انها لن تفرض أو تجبر اي من الاطراف علي التسوية.. كيف تفسر ذلك؟ لقد سمعت هذا السؤال كثيرا علي مدي السنوات الماضية .. ان الولاياتالمتحدة ستستمر في دفع عملية السلام بقدر ما هو مستطاع وواقع العلاقات الامريكية الاسرائيلية والرغبة في الحفاظ علي أمن اسرائيل لن يتغير.. وما نسعي اليه هو ان تتمكن الولاياتالمتحدة من تغيير واقع استمر لعقود في الشرق الاوسط. هل هناك تأثير لظهور تركيا كلاعب جديد في قضية الشرق الاوسط؟ ليس هناك شك في ان تركيا قد برزت مؤخرا كلاعب متميز في المنطقة ولم يعد وضعها يعتمد علي علاقاتها مع اسرائيل فقط بل اختلط بسعيها للتوفيق فيما بين اسرائيل ودول اخري بالمنطقة. ولكن لابد لنا ان نشير ان الواقع يبرز ان مصر مازالت هي العنصر المحوري في معادلة السلام.. فلولا محادثات كامب ديفيد التي ادت إلي معاهدة سلام ولولا استعادة مصر لاراضي سيناء ولولا جهود مصر في خلق ترتيبات لتوفير استقرار قطاع غزة لكان الوضع حاليا اسوأ مما هو عليه. للاسف ان التجربة اثبتت ان دخول لاعب جديد في عملية السلام لا يحسن الامور لانه مجرد صوت حيث ان الوضع الحالي قد اصابه الشلل والجمود لاكثر من عشر سنوات ساندت مجموعة الدول الثماني التسوية السلمية فهل يمكن ان يكون لها دور؟ يجب الا نتوقع الكثير من الدول الثماني الغنية لانها تواجه ازمة اقتصادية شاملة تنال جميع الاعضاء ولكن هذا لا يعني انها غير مهتمة بالوصول الي تسوية وسلام بين الفلسطينيين واسرائيل.. والنظر إلي هذه المجموعة في وسط الازمة الاقتصادية للقيام به دور واضح تجاه الشرق الاوسط امر غير واقعي. اذن هل تري ان قضية الشرق الاوسط من اختصاص الولاياتالمتحدة؟ انها ليست قضية امريكية ولكنها قضية دولية بذلت فيها جهود ملحوظة من جانب مصر والاتحاد الروسي ولكن التسوية لم تتم إلا من خلال قوة محركة للسلام حتي يصبح لدي الطرفين استعداد للسلام.. واكرر انه لابد ان يدرك الجميع ان ألتزام واشنطن باسرائيل وامنها سيظل التزاما عميقا ولن يتغير.. ولكن هذا لا ينفي وجود اختلاف في الرأي فيما بينهما ورغبة امريكية في تغيير سلوك اسرائيل.. هل لديك نصيحة للرئيس اوباما الذي يكرر ان حل القضية يتصدر اولويات ادارته؟ من الافضل دائما ان تستمر الادارة الامريكية في دفع جهود السلام والعمل نحو تمكين الشعب الفلسطيني من الحصول علي دولته وفي نفس الوقت الاستمرار في إقناع اسرائيل بانها ستكون في امان حتي يمكنها ان تقبل بقيام دولة فلسطينية. ومصر والولاياتالمتحدة ترغبان في دفع جهود التسوية السلمية ليس فقط للدواعي الامنية بل لان عقودا طويلة ضاعت ولم تتمكن اسرائيل أو الشعب الفلسطيني من العيش في سلام والتركيز علي قضايا التنمية بدلا من المواجهة العسكرية التي تؤدي إلي مشاكل تهدد استقرار المنطقة...