كنت أتمني أن أري مرشحين أكثر لخوض المعركة الرئاسية وحتي يجد المواطن المصري أكثر من مرشح وبرامج يفاضل بينها ويختار الاصلح من وجهة نظره، وحتي يعرف كل مرشح من الذين يتشدقون بانهم قيادات لديهم جماهيرية عريضة واتباع يقفون خلفهم ويؤيدونهم، لكن أما وقد استقرت الترشيحات الرئاسية علي مرشحين اثنين فقط هما اللذين تقدما لخوض المعركة الرئاسية بعد ان شاهدنا وسمعنا وعشنا طوال الفترة الماضية تصريحات ومهاترات ومزايدات وتهديدات كلها للأسف من منطلق محاولة تحقيق اهداف ومكاسب شخصية فقط لا غير، كل ذلك يعطينا عدة نتائج ومؤشرات. أولا أن الاحزاب السياسية التي اقتربت من سن الرشد السياسي ووصلت أعمار بعضها الي ثمانية وثلاثين عاما وبلغ عددها اكثر من خمسة وثمانين حزبا او يزيد كلها فشلت فشلا ذريعا في تقديم أي قيادات سياسية او حزبية لها تأثير علي الحياة السياسية. وأن التيارات والجماعات والحركات والائتلافات السياسية والتي منها ما يعلق لافتة «للإيجار» أو العمل لحساب الغير بعيدا عن العمل الوطني الحقيقي، ليس لديهم ما يقدمونه من عمل من أجل مستقبل هذا البلد. اما ضيوف الفضائيات وقدامي السياسيين والمفكرين وايضا الشباب الذين ظهروا مع الثورة فإن البعض منهم اكتفي بما حققه من مكاسب شخصية والبعض الآخر عاد إلي الظل يندب حظه لعدم تحقيق أهداف الثورة والقلة تائهة بين القوي السياسية يتنقلون بينها ولم يجدوا مستقرا بعد. والندرة منهم استطاع ان يثبت علي مبادئه التي هي مبادئ الثورة ومازال يتمسك بها مؤمنا بحتمية تحقيقها.. بالرغم من محاولات قلة ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري بالرغم من تكرار فشلهم في السابق والحاضر.