نحن في مصر الشعب الوحيد في العالم الذي عاش الديانات منذ الأزل.. لم يكن المصري أبدا وثنيا أو ملحدا أو بلا دين فنحن علي جدران المعابد لنا آلة وهذه آلالهة لها طقوس معينة وكلها آلهة ليست صماء ولكنها آلهة اتخذها المصريون لأسباب فمثلا التمساح إله النيل عبده المصريون لأنه ينقي مياه النيل وينظف النهر أما النيل نفسه فهو الاله (حابي) عبد فيه المصريون عطاءه للماء ولكل شيء حي ودعاء الملكة نفرتاري زوجة أخناتون في قبرها تقول (لم أزن لم أقتل لم أسرق لم ألوث ماء النيل) فقد كان تلويث ماء النيل كبيرة من الكبائر وظل المصريون يتعبدون بعقلانية وبلا وثنية حتي دخلت المسيحية مصر وبوركت مصر بوجود العذراء المقدسة والمسيح عليه السلام في مصر لثلاث سنوات هربا من جبروت هيرودس وتمتاز الكنيسة المصرية عن باقي كنائس العالم باختلاف صلاة (البصخة) التي تقيمها الكنائس القبطية ولها أسلوب مصري خاص وألحانها بروح مصرية خالصة وموسيقي ونغمات قديمة وهذه التفاصيل أصلها البابا (غبريال بن تربك) وربما لا يعرفه كثير من مسيحيي مصر ولكنه علامة من علامات تاريخ الكنيسة القبطية والاسم المتناول له هو (البابا غبريال الثاني) ورقمه في تاريخ البطاركة (07) الذين تناوبوا الجلوس علي كرسي القديس مرقص. ويسبق صلاة البصخة خميس العهد وهو اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة المصرية بذكري العشاء الاخير للسيد المسيح وتلاميذه الاثني عشر ويعرف باسم خميس العهد من أسبوع الآلام الذي ينتهي اليوم الجمعة العظيمة وصلوات الرؤية وهذه الليلة خاصة بالمصريين ويحتفلون بها جميعا مسيحيين ومسلمين ونحن نطلق عليه (سبت النور) أو سبت العازر وهو احد الاشخاص الذين كان يعرفهم السيد المسيح عليه السلام. وكان الأسبوع قد بدأ بأحد السعف بذكري دخول السيد المسيح أورشليم واحد السعف هو أحد أيام احتفالات أسبوع الآلام اما يوم الجمعة العظيمة وهو اليوم فإن المصريين يعرف عنهم اهتمامهم بالاكلة الشعبية وهي الطعمية البيتي التي تقلي في البيت وذلك عقب جمعة ختام الصوم ويعرف احد السعف او الشعانين ومعناها (يارب خلصنا) حيث يدخل السيد المسيح القدس راكبا علي جحش علي نغمات احد الالحان التي كانت تستخدم في استقبال الفرعون قديما ثم تقام صلاة التجنيز العام وهي صلاة تصلي علي كل الحضور لأن الكنيسة لا تصلي علي الموتي في أسبوع الآلام لانه حسب الاصول القبطية يكون الحزن علي تذكر السيد المسيح فقط وآلامه. نجد هنا ان قبط مصر لهم خصوصية فصلواتهم تختلف عن مسيحيي العالم وهم الوحيدون الذين يتمتعون باسم الأقباط وهو مشتق من قبط أو جيت أي مصر والصلوات المسيحية كما نري داخلها طقوس فرعونية ولها تراتيل مازال يحفظها المرتلون في الكنائس المصرية حول العالم الكنائس المصرية فقط وليس غيرها. ولذلك تتخذ الجاليات المصرية المسيحية حول العالم كنائس خاصة بها وشمامسه أي مرتلين للصلوات مختلفين وغالبا ما يكونون مبعوثين من مصر لخصوصية الصلاة لوجود مقاطع فرعونية ونغمات فرعونية ايضا لا توجد في صلوات الكنائس الأخري. ذلك لان مصر الشعب الوحيد في العالم الذي لم يمر في زمن من الازمان بالوثنية أو اللا دين فنحن اصحاب ديانات ونحن أول من آمن بالتوحيد منذ أخناتون الذي اختار الشرق مكانا لمعابده وعبد فيه الاله الأحد. لهذا نحن نعيش الدين بوجدان قديم جدا منذ الاجواء ونعيش الصلوات متجهين الي الله الواحد الأحد وجملة الواحد الاحد موجودة في الاسلام والمسيحية وتواصل الاديان في مصر واضح جدا فالفرعونية تواصلت مع القبطية ثم دخل الاسلام بعد الاضطهاد الروماني البشع لقبط مصر العظام وكان عمرو بن العاص يأتي الي مصر ومثل أهل الجزيرة ليقضي الصيف في الاسكندرية وحينما نزلت الرسالة علي الرسول صلوات الله عليه قال عمرو بن العاص ان هناك رسولا جاء بدين جديد وكان الاضطهاد الروماني قد بلغ حدا جعل قبط مصر يطلبون من عمرو بن العاص ان يجيء ليخلصهم من هول الرومان. ودخل الاسلام مصر واستقبله قبط مصر العظام استقبالا طيبا وأسلم منهم من أسلم وبقي علي دين المسيحية من بقي وأصبحت العلاقة بين المصريين تسير في سماحة وحب وتفاهم ويحتفلون بأعيادهم جميعا سواء أعياد المسيحيين أو أعياد الدين الجديد الذي جاء وأنقذ المصريين من هول الرومان وكانت هناك حرية في دخول الاسلام احتراما لمسيحيي مصر ونحتفل جميعا اليوم بالجمعة العظيمة حيث يصلي المسلمون الجمعة وتدق أجراس الكنائس للجمعة العظيمة.. وتجمعنا عبادة الله الواحد الأحد.