تجارة ومدارس للاجرام والرذيلة.. هذا هو حال عدد كبير من دور الايتام في مصر.. لدينا مليون ونصف يتيم حسب الاحصائيات غير الرسمية.. الرسمي انهم يخضعون لرقابة وزارة التضامن الاجتماعي.. الواقع ان عددا ليس بالقليل من تلك الدور تحول لاوكار لبيع المخدرات وممارسة الرذيلة والشذوذ!.. في الحي الخامس بمدينة 6 اكتوبر الذي اقيم به دار ايتام معروف انها مقصد المدمنين لشراء الحشيش والمخدرات من ايتام يقيمون في هذه الدار وملتقي تأجير البلطجية .. هؤلاء الايتام نجحوا في تطفيش مدرسة حكومية باكملها ملاصقة لموقعهم.. المنطقة حولهم يجب ان تنعم بالهدوء لممارسة تجارتهم!.سرقوا الطلبة ومحتويات المدرسة وهددوا المدرسين وتحرشوا بالطالبات... بعد صراخ اهالي التلاميذ قامت وزارة التعليم بمنحهم مدرسة متهالكة في حي اخر.. منذ عدة ايام نشرت الصحف خبرا عن القبض علي مشرف بدار ايتام بمدينة العاشر من رمضان متهم بممارسة الشذوذ مع الاطفال واعترف ان الاطفال يمارسون الشذوذ مع بعضهم !.. دار ايتام اخري بالهرم تقوم باستئجار اطفال رضع لبضع ساعات حتي تستجدي زائريها وتحصل علي تبرعات اكبر!.. اليتيم في مصر تحول للاسف الي "سبوبة" ومجني عليه.. حديث سيدنا -محمد عليه الصلاة والسلام- حول فضل كفالة يتيم اصبح مادة للمتاجرة به في مساحات الاعلانات.. لو قرر فاعل خير ان يفتتح دار ايتام فلن يحصل علي طفل يتيم واحد دون ان يدفع اموالا من تحت الترابيزة!؟ .. بالطبع لان هؤلاء الاطفال سيتحولون إلي فرخة تبيض ذهبا لو انعدم ضمير القائمين عليها خاصة في ظل رقابة منعدمة ومشرفين حكوميين يتم تعيين بعضهم في مجالس ادارات هذه الدور لضمان سكوتهم.. لقد توعد الله سبحانه وتعالي كل من يأكل أموال اليتامي، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب، وذكر في محكم آياته: »إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا« النساء: 10 وقد ذكر سبحانه الأكل، إلا أن المراد منه كما يقول بعض المفسرين كل أنواع الإتلافات، فإن ضرر اليتيم لا يختلف بأن يكون إتلاف ماله بالأكل، فقط ولكن باتلافه بأي طريق اخر .. معالجة سرطان الفساد المستشري بالطرق التقليدية لن يفيد.. اطالب بفرض رقابة مجتمعية علي هذه الدور.. ومنح طلبة الكليات في السنوات النهائية او جمعيات العمل التطوعي سلطة قانونية في عمل زيارات مفاجئة لتلك الدور وكتابة تقارير عنها ترفع لجهات محايدة وعلي اساسها يتم صرف التبرعات لها.. لا يصح ان تتساوي دور الايتام التي تقدم التربية السليمة ودور اخري »شمال« اطالب بان تصبح هناك جهة واحدة لجمع التبرعات في مصر كما هو الحال في دول عربية مختلفة وتقوم بتوزيع التبرعات علي الجمعيات الخيرية ودور الايتام حسب احتياجاتها وسمعتها وتقوم بعمل مشروعات تنموية لإدارة هذه الاموال بدلا من المليارات التي تنفق وتذهب في بطون أكلي " مال النبي ".. دولة غائبة عن الوعي لا تستطيع ان تتحرك في اي شارع او تدخل مطعما او تسير علي رصيف " ان وجد" والا انت ملاحق بكتيبة من اطفال الشوارع والشحاتين .. الاستجداء بلا رحمة شعارهم.. يتفنون في ابتكار طرق جديدة لاقناعك بحاجتهم لجنيهاتك.. رغم كل التحقيقات الصحفية والتليفزيونية والافلام التي دارت حول عالم الشحاتين ومن يديرهم الا ان الحكومات المتتالية كانت ومازلت غائبة عن الوعي.. اتخيل لو الدولة قامت بتشغيل هؤلاء الشحاتين والاطفال لصالحها.. اعتقد انها ستجمع اكثر مما تجنيه من دافعي اموال الضرائب..