محمد الشماع دار الزمن دورته وبدأت عجلة الديمقراطية تسير علي طريقها السليم.. إذن أين كنا.. وكيف اصبحنا منذ أكثر من 60 عاماً وحتي اليوم؟ لقد مررنا قبل 25 يناير 2011 بجميع اشكال والوان التنظيمات السياسية بدءاً من هيئة التحرير مروراً بالاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي الذي انبثق عن التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب والحزب الوطني المنحل وامانة السياسات. وفي ظل هذه الاعمال والتنظيمات السياسية كنا نمارس الرقابة علي بعضنا البعض ولم نمارس العمل السياسي الذي يعود بالنفع علي جموع الشعب.. وكنا نراقب الاعلام والافكار ونستمع الي الهمسات وليس الكلمات فقط.. وعشنا ديمقراطية شكلية لم نرها أو نمارسها، لان حرية الرأي كانت مفقودة.. وكذلك حرية التعبير.. ولم نعد نستطيع ان نعبر عما في عقولنا أو يختلج في صدورنا وقلوبنا بعد ان حرمنا هذا الحق وتبعاته التي تحملها عنا القائد الملهم.. المفكر العبقري. والصانع الاوحد والزارع الاوحد اي الذي ينوب عن الجميع. عشنا مرحلة كنا نأكل ونشرب ونتعلم كل ما يريده القائد الاوحد.. ونتزوج ونتكاثر.. اما فيما عدا ذلك فهو مسئولية القائد الذي يفكر لنا وحده في كل شيء، فالتيقن مضمون لانه مسئولية القوي العاملة التي توزع الوظائف والمكاتب. كل ذلك كان يتم قديماً!! لكن مقابل ذلك كنا نساق بالملايين في السيارات كل الشعب لكي يطلب من الحاكم الأوحد ان يتفضل ويقبل ان يكون رئيسا وزعيماً علي ان نظل نحن اصفاراً لن نزعجه بطلبات ديمقراطية او مشاركة أو أي شيء من هذا الكلام الفاضي! وأقول لجميع مرشحي الرئاسة لن نكون كذلك ولن نطلب من أحد ان يتفضل علينا ويقبل الترشح قبل ان يعرض علينا برنامجه الرئاسي ويقدم من آليات تنفيذ هذا البرنامج! ولن تعود عجلة الزمن للخلف مرة أخري.