انعم الله عليك بوجه سمح يرتاح اليه الناس، لكن هذا لا يكفي، متعت بلسان فصيح تستولي به علي آذان مستمعيك، وهذا ايضا لايكفي... نستمتع بافكارك غير التقليدية، وان كانت في غير اختصاصك، وهذا شئ طيب... رجل علم، نحترمه كثيرا ونعتب عليه اكثر ،الدكتور مهندس وزير التعليم محمود ابو النصر. في عديد من البرامج الفضائية،شاهدناك تتحدث، عن ان هناك مصنعا متكاملا تملكه الوزارة، وقد اتخذت قرارا بتفكيكه واعادة بنائه في حلايب وشلاتين... عمل محمود لكن لا تجعله يشغل تفكيرك، عن أعقد مشاكل حياتنا... التعليم. شاهدنا حوارا تتحدث فيه وانك تملك كما هائلا من الورق المهمل، بواقي امتحانات وغير ذلك، وتنوي اعادة تدويره، ليتحول إلي مصدردخل للوزارة... عمل تقدمي وتفكيرعلمي، لكن ليس علي حساب قضايا ومشاكل التعليم وبؤس العملية التعليمية... من المحتم عودة دور مفتش المواد، ومراجعة كراسة التحضير لدي المدرس، والقاء النظر الي كراسات التلاميذ كل حين، لتبيان مدي التحصيل وكشف الاخطاء اللغوية والاملائية اولا باول ،وتحديد العقاب والثواب للمدرس والطالب المهمل. مصر تعاني لقرابة عشرة اجيال، من تأخر المسيرة التعليمية والمعرفية،لو انك يا معالي الوزير عقدت اختبارا في الاملاء ،من سطور قليلة باللغة العربية، لشاهدت بام عينك عشرات الاخطاء الاملائية واللغوية ،والمجهولة المعني لرداءة الخط العربي عند الخريجيين... سوف تطأطئ رأسك خجلا، وانت تسمع وتشاهد كم الاخطاء النحوية علي السنة أكثر المذيعات والمذيعين، ومتحدثي البرامج السياسية والنشطاء... مجزرة للغة العربية وقواعد النحو والصرف...ارجع وليس عيبا إلي كراسة الخط العربي(النسخ والرقعة والثلث)... لو استمعت الي شبابنا وحواراتهم في الشارع ،لاختلط عليك الامر، وانك لست في مصر ولهجتها العامية المتميزة... العامية المصرية، لهجة تفكير وانت واحد من هذه المدرسة، مع نجيب محفوظ توفيق الحكيم يوسف ادريس زويل ومصطفي محمود... اليوم العربية واللهجة العامية تضرب عن عمد وقصد...المملكة المتحدة تصرف سنويا ملايين الجنيهات الإسترلينية للحفاظ عالي اللغة الانجليزية من(اللكنة الأمريكية)وكذلك تفعل فرنسا حماية للغة القومية لها،من عدوان لهجات الجوار أخري. لفظت سوق العمل الخارجي، الخريج المصري،واستبدلوا به جنسيات أخري، بعد ما كانت مصر مصدرا، رئيسا للمعلم والصانع الكفء... بدلا من تدوير الزبالة، فكر في كيف يكون تدوير مناهج التربية والتعليم، وأكثرها مخلفات مناهج تعليم وطرق تدريس متخلفة، مكانها مصانع تدوير الزبالة.... ارجع الي تدريس صحيح التاريخ ،والتربية الوطنية... ارجع الي نظام تعظيم درجات السلوك والمواظبة، وان يكونا لهما الاعتبار في الدرجات النهائية... ارجع الي برامج التربية الرياضية الجماعية،وتنمية المهارات الفنية لرفع الذوق العام وان العقل السليم في الجسم السليم... المكتبة المدرسية للتحصيل والفراءة، لا واجهة للزينة...الاكثار من المحاضرات والمنتديات الثقافية. لنقلل من ضرب التلاميذ للمدرسين...وتعاطي البرشام. اما عن تدريس الدين، وهذه العادة المتخلفة من ان حصة الدين ينقسم فيها الطلبة والطالبات الي مسيحيين ومسلمين... الدين الحق هو السلوك والعلاقة بين الفرد والآخر والفرد والمجتمع وهذه امور حثت عليها جميع الاديان، اما الصلاة والعبادات، ولكل صلاته وتسبيحه، فمكانهما المسجد والكنيسة، ولامانع من الاستعانة بعالم دين وسطي يحاضر يوما او يومان للطلبة المسلمين، ورجل دين مسيحي للمسيحيين والاقباط ،تكريسا وتأكيداوترسيخا للوسطية المصرية. مرحلة رياض الاطفال وبرامجها ،لاتترك لاهواء الشقق المفروشة،وزيادة دخل الأرامل... يضع برامجها خبراء تعليم وعلم نفس الطفل،وتحدد السنة العمرية الملائمة لتدريس مبادئ اللغات الاجنبية للحفاظ علي الهوية المصرية. إنشاء مجلس قومي لشئون التعليم والمناهج ،وارسال البعثات لكل البلاد المتقدمة شرقية او غربية... ومن مهامه وضع البرامج وإعادة دراستها كل عشر سنوات، ولا نترك مستقبل امة لاهواء كل وزير وفكره... المدارس الخاصة، وقد غدت مؤسسات تجارية وربحية، مستغلة ازمة التعليم الحكومي... وما يسمونه السنتر (او مركز دروس خصوصية) وتكون جميعها تحت الرقابة المشددة... من العيب الشديد أن التعليم في مصر علي الكيف.. مدارس المانية وانجليزية وامريكية وفرنسية... يجب ان يكون التعليم قوميا خالصا وباللغة العربية، اما تعليم اللغات فهي مسألة اختيارية للطلاب واولياء الامور، وعلي رأي المثل (اللي معاه قرش ابنه يزمر) ولا يكون الطموح الفردي علي حساب مستقبل امه، وليعود بيت الشعر الي عهده (قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم ان يكون رسولا) ولا يكون قتيلا.