لوعشت طول عمري.. أوفي جمايلك الغالية علي.. أجيب منين عمر يكفي.. وألاقي فين أغلي هدية.. نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي.. يا رب يخليكي يا أمي ياست الحبايب يا حبيبة. هذه رسالة إلي كل أم.. وفي عيد الأم الذي نحتفل به اليوم لا أجد موضوعا آخر أتحدث فيه.. فالأم بالنسبة لي هي أغلي شيء في الوجود.. ليس فقط أمي التي حملتني وأنجبتني ورعتني منذ ولادتي الي اليوم الذي تركتني فيه لتذهب الي ربها راضية مرضية.. ولكن كل أم في الدنيا.. الأم الكبيرة التي تضمنا جميعا ولم تضن علينا بشيء وهي مصر الوطن الذي ينتظر منا الكثير.. كل أم تقدم لأولادها كل ما تملك من أجل إسعادهم. بدأت مقالي اليوم بكلمات الشاعر الغنائي العظيم حسين السيد الذي صاغ أجمل الكلمات التي يمكن ان نقولها لكل أم.. والدليل أننا مازلنا نقولها حتي الآن.. ولكننا يجب ألا ننسي الرجل الذي كان صاحب فكرة عيد الأم في مصر وهو الكاتب العظيم الراحل علي أمين.. الفكرة بدأت في أمريكا.. ولكن علي أمين كان اول من فكر في عيد للام في العالم العربي -عندما طرح في مقاله اليومي «فكرة» فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لماذا لانتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه «يوم الأم» ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق. وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا علي فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع.. وفي سنوات الغضب علي مصطفي وعلي أمين تم إلغاء مسمي عيد الأم وأطلق عليه عيد الأسرة.. ولكن التسمية الأصلية عادت الي اليوم الجميل الذي نحتفل به كل عام في مثل هذا اليوم. عيد الأم اليوم يجيء في ظروف بالغة الصعوبة علي أمنا مصر وعلي أمهات كثيرات فقدن أبناءهن في معارك ضد إرهاب خائن خسيس.. قلوبنا مع كل أم قدمت ابنها من أجل حماية مصر.. هذا هو أقصي درجات العطاء.. وكل منهن تستحق أقصي درجات التكريم والرعاية من الدولة وأقصي درجات الحب من أبناء الشعب.. ليس فقط أن نقدم لهن معاشا شهريا أو تعويضا ماليا أو رحلة حج أو عمرة فكل هذا لن يعوض أيا منهن عن فقدان أغلي ما لديها.. بل يجب أن يلتف حولهن كل الأهل والأصدقاء والزملاء بل وكل الناس.. فقط ليشعروا كل منهن بأن من فقدته هو ابن الوطن كله.. وأنهن أمهات لكل شباب الوطن. ولا يمكن أن نترك الحديث عن عيد الأم دون أن نقترب من أهم ما انفرد به هذا العام.. وهو قيام نادي الطيران المصري بتكريم الأم فيفي عبده أما مثالية من بين من كرمهن النادي ولا أعرف ان كان من بينهن أمهات الطيارين الذين استشهدوا في سيناء منذ أسابيع.. بمناسبة أنه نادي الطيران. هذا التكريم نال العديد من التعليقات الجادة والساخرة والبذيئة في الوقت نفسه .. وبالرغم من أن رئيس النادي قد نفي التكريم وقال إن موظفا بالنادي هو الذي قام به بغير علمه وهو قول غير صحيح إلا أن حجم التعليقات علي ما حدث فاق كل تصور. وبالرغم من فيضان التعليقات الا اننا يجب أن نخرج من هذه القصة بعدة دروس أهمها هو اختيار التوقيت المناسب لأي تكريم.. واعلان أسباب التكريم .. وعدم تهرب أصحاب الاختيار من مسئوليتهم وإلقائها علي موظف غلبان.. ثم عدم الازدواجية في المعايير فالسيدة تقدم برنامجا تليفزيونيا.. صحيح أنه من أسخف البرامج.. ولكنها بسببه أصبحت تلقب بالاعلامية.. من حق السيدة عطيات أن تكون أما مثالية في نظر نادي الطيران.. ولكن هل من حقها أن تدخل بيوت الناس كل ليلة لتقدم لنا برنامجا كهذا البرنامج الذي تقدمه. أم مثالية في حفلة نادي «حاجة وتعدي».. ولكن برنامجها «مايعديش أبدا»!