شرىف رياض اسمه محمد.. متوسط العمر.. لا أعرفه من قبل لكنني التقيت به مصادفة وفهمت من كلامه أنه يعمل في جهة سيادية مهمة.. صحيح أنه موظف صغير وليس مسئولا كبيرا لكن طبيعة عمله في هذه الجهة وما يعرفه من معلومات لا يستطيع الافصاح عن تفاصيلها جعلته يرتعد خوفا علي مستقبل الوطن الذي تكشف الأوراق والمذكرات والتقارير التي تمر عليه بحكم وظيفته حجم الأخطار التي تهدده لكنه وبمجرد معرفته أنني صحفي استحلفني بالله أن أنقل علي لسانه نداء لشعب مصر يقول فيه «إصحي يا شعب.. إنتبه لما يحاك ضد مصر من مؤامرات خارجية تنفذها للأسف أياد مصرية في الداخل.. إصحي يا شعب.. الأخطار تحيط بك من كل جانب.. من الحدود الشرقية والغربية والجنوبية.. المؤامرة مستمرة وممتدة حتي منابع النيل بهدف تعطيش مصر وتجويعها لتركع وترضخ وتوافق علي ما رفضته سنوات طوال وهو توصيل مياه النيل لاسرائيل.. إما توافق وإما تتحكم اثيوبيا ومن ورائها اسرائيل فيما يصل إلينا من مياه النيل.. إصحي يا شعب.. المؤامرة الأمريكية لتقسيم الدول العربية وتفكيك جيوشها واضعافها نجحت في العراق وسوريا والسودان وقريبا في ليبيا واليمن.. مصر فقط مازالت هي «العصية» علي العم سام.. هي الصامدة حتي الآن في وجه هذه المؤامرة القذرة التي جندت تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين لتنفيذها بتمويل قطري ودعم تركي» صمت محمد لحظات.. وأضاف أقول هذا لأن خطورة اللحظة التي تمر بها مصر تقتضي أن نتكاتف جميعا ونقف صفا واحدا في مواجهة أية محاولة لتعطيل تنفيذ خارطة المستقبل فلم تعد لدينا رفاهية إضاعة الوقت.. الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد لمصر في التوقيت الذي حددته خارطة المستقبل يجب أن يكون هدفنا الوحيد الذي لا يمكن أن نحيد عنه انتهت كلمات محمد التي شعرت من صوته أنه يقولها من قلبه الذي يخاف علي مصر وبعقله الذي يختزن اسرار هذه الأخطار التي تهددها كلمات محمد ذكرتني بما قرأته علي لسان نبيل نعيم القيادي السابق بتنظيم الجهاد وأنا اتصفح حواره مع «الأخبار» المنشور اليوم حيث أكد أن الجيش كان يعلم أن الرئيس المعزول مرسي عميل وهذا بناء علي تسجيلات الاتصالات الهاتفية التي دارت بينه وبين أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة من تليفون رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والتي طلب فيها مرسي من الظواهري إرسال رجاله إلي سيناء وهو يضمن لهم حياة آمنة وعدم الملاحقة الأمنية واضاف.. هذا ما أكده وكيل أول بالمخابرات العامة في لقاء تليفزيوني جمعني معه قال في نهايته أنه رفع تقريرا لرئيس المخابرات العامة يؤكد فيه أن مرسي خطر علي الأمن القومي وهذا ما دفع الجيش للانحياز للشعب في 3 يوليو نداء محمد وما قاله نبيل نعيم يجعلني أشدد أكثر وأكثر علي ضرورة اليقظة التامة لمحاولات الإخوان تعطيل خارطة المستقبل بأي ثمن واثارة الرأي العام العالمي ضد مصر من خلال اشاعة الفوضي وضرب السياحة وارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية حتي موعد الانتخابات الرئاسية بهدف افشالها واظهار مصر في صورة الدولة الضعيفة غير القادرة علي تحقيق الأمن والاستقرار أي خلافات حول قانون الانتخابات الرئاسية أو اجراءات العملية الانتخابية أو غيرها لابد أن ننحيها جانبا وأية مطالب فئوية لابد أن نؤجلها.. نتوقف تماما عن الاعتصامات والاضرابات والمهاترات السياسية والاعلامية ونتوحد خلف هدف واحد.. إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة يشهد بها العالم كله تنتهي بانتخاب رئيس جديد لمصر يؤدي اليمين قبل نهاية يونيو القادم ليتحمل المسئولية ويقود البلاد نحو الاستحقاق الثالث في خارطة المستقبل وهو الانتخابات البرلمانية المرتقبة خلال الصيف القادم المعركة الآن معركة حياة أو موت.. إما أن تنتصر مصر علي الإرهاب وتجهض المؤامرات الخارجية ضدها.. وإما تسقط للأبد لا قدر الله في المستنقع الذي سقطت فيه العراق وسوريا.. لكننا لا يمكن أن ننسي أن الله سبحانه وتعالي يحمي مصر وقال عنها في كتابه الكريم «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وهذا ما يطمئننا أننا سننتصر في هذه المعركة بحماية رب العرش وقوة ووحدة هذا الشعب