راسل كرو فى لقطة من فيلم » نوح « ليست الاولي ولن تكون الأخيرة.. الضجة المثارة حالياً بشأن الفيلم الأمريكي »سفينة نوح«.. فالجدل سيظل قائماً حول تجسيد الانبياء والرسل في أعمال درامية سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية.. ولن يكون »نوح« هو آخر الأعمال المحظور الاقتراب منها.. فالممنوع دائماً مرغوب فهذه حقيقة بشرية في ظل الفضول والرغبة في اكتشاف المجهول.. وستظل »قصص الانبياء« في قائمة الاعمال التي تتصدر بؤرة اهتمام المشاهدين كما هي حالياً علي قائمة »المحظورات« التي لا يجوز الاقتراب منها أو تصويرها درامياً.. وهكذا ستظل الآراء مختلفة بين مؤيد لتقديمها باعتبارها تحمل الموعظة الحسنة التي نستلهم منها الهداية.. ومعارض لها حفاظاًِ علي قدسية الأنبياء في نفوس البشر.. وكل رأي له حجيته وأسانيده المنطقية.. ولكن »المنع« هل وقف حائلاً دون تناول هذه الاعمال في صور واشكال درامية؟! الشواهد تؤكد أن منع ظهور الأنبياء بناء علي فتاوي الأزهر الشريف والتي تضمنت ايضاً عدم ظهور الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، لم يحل دون ظهور العديد من الاعمال الدينية التي تناولت قصص الانبياء ولكن بأساليب درامية مختلفة ومنها استخدام طريقة »الراوي«الذي يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وينقل عنه الحديث الشريف وهكذا ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلي التحايل علي قرار المنع وهو ما حدث من جانب المخرج الراحل يوسف شاهين الذي تقدم بفيلم عن »يوسف وأخواته« وتم رفضه لانه يتناول قصة حياة نبي الله يوسف عليه السلام، ولم يجد أمامه غير استبدال اسم الفيلم بآخر هو »المهاجر« الذي قام ببطولته خالد النبوي وتم عرضه سينمائيا دون ان تعترض الرقابة وادرك المشاهد من أول لقطة ان المهاجر هو سيدنا يوسف.. كما أن قرار المنع لم يقف عقبة أمام مشاهدة المسلسل الإيراني »يوسف الصديق« عبر العديد من الفضائيات العربية وحظي بنسبة مشاهدة عالية رغم الاحتجاجات التي طالبت بمنع عرضه.. ورغم قرار المنع ايضاً تعرض فيلم »آلام المسيح« الذي جسدت أحداثه معاناة نبي الله.. عليه السلام في سبيل نشر دعوته ومن قبله كان فيلم »الرسالة« الذي تناول قصة ظهور الاسلام وكان ممنوعاً من العرض إلي أن ظهر مؤخراً فيلم »سفينة نوح« الذي يروي قصة نبي الله مع الطوفان الذي أغرق العالم ولم يبق الا علي المؤمنين الذين اصطحبهم علي ظهر سفينة.. فإذا كان الحذر لا يمنع قدرا، فإن »الحظر« ايضاً لن يجدي في عصر السماوات المفتوحة الانترنت الذي فتح آفاق المشاهدة بلا قيود أو حواجز أو حدود أو جوازات سفر!!