عندما كان التليفزيون يعزف منفردا بقنواته الثلاث قبل الانخراط في انشاء القطاعات كانت شاشته تلبي بالفعل كل احتياجات المشاهدين سواء الترفيهية أو الخدمية ومنها بطبيعة الحال البرامج التنموية التي كانت تخاطب العمال والفلاحين في المصانع والمزارع من أجل زيادة الانتاج.. وكانت تنتمي إلي هذه النوعية العديد من البرامج منها علي سبيل المثال خير بلدنا أرضنا الطيبة وسر الارض الذي كان هدفه الاساسي هو الارشاد وتوجيه الفلاحين الي احدث الطرق الزراعية وزيادة انتاجية المحاصيل وكيفية مقاومة الآفات كل ذلك بشكل درامي مشوق يقدمه المخرج الراحل احمد بدر الدين وكانت هذه الحلقات بداية ظهور الفنان أحمد آدم الذي عرف طريق الشهرة من خلال شخصية »القرموطي« التي كان يقدمها في الحلقات.. المهم هذه البرامج وغيرها من البرامج الخدمية التي يحتاجها مجتمعنا، توارت إن لم يكن أختفت تماماً، رغم أنها تدخل ضمن اختصاصات قطاع القنوات الاقليمية الذي يغطي ارسالها كل محافظات مصر، والمفترض انها قنوات تنموية في المقام الاول يجب ان تحرص في الاساس علي خدمة البيئة من خلال برامج توعية للمشاريع والزراعات التي تقام في نطاقها الاقليمي.. ولكن الملاحظ حالياً أن هذه القنوات تخلت عن دورها التنموي وأصبح اهتمامها سياسياً في المقام الأول، وبالتالي لم يعد هناك تمييز أوتفرقة بينها وبين القنوات التليفزيونية الأخري، واختلط الحابل بالنابل، ولولا وجود شارة تحمل أسم القناة ما تعرفنا علي هويتها إن كانت رئيسية أو أقليمية.. وكله إرسال والسلام يا قيادات ماسبيرو!!