أم الدنيا تحولت لأمة المظاليم.... وأمة المظاليم تعيش هذه الأيام مسلسلا للارتباك القومي... الجانب المضيء فيه هو اختيار المهندس/إبراهيم محلب رئيسا للوزراء وهو رجل جاد مخلص لعمله ولوطنه وتلا ذلك ارتفاع مفاجئ في أسواق المال المصرية نتيجة شراء الأجانب والذي يعكس الثقة في السوق المصرية... حالة الارتباك القومي ساهمت وتساهم فيها أسباب عديدة، أولها: أن الشعب المصري بأكمله قد وصل الي حالة من الإرهاق والمعاناة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية الي درجة غير مسبوقة منذ نكسة 1967 وثانيا: أن هناك إضرابات ومطالب فئوية تمثلت بثورات صغيرة لقطاعات مهمة من المجتمع طال انتظارها منها النقل العام وقطاع الغزل والنسيج في المحلة وكفر الدوار وحقوق أصحاب المعاشات الذين طال تجاهلهم وتهميشهم وثالثا: أزمة مالية واقتصادية كارثية تمثل في عجز متراكم للموازنة المصرية تجاوزت في ثلاثة سنوات فقط 550 مليار جنيه ووصل في آخر عام الي 240 مليار جنيه وحجم للدين العام تجاوز 1.5 تريليون جنيه (أكثر من ألف وخمسمائة مليار جنيه) ممثلا ما يقرب من 75٪ من الناتج المحلي الاجمالي لمصر ورابعا: أزمة مياه وشيكة هي نتيجة إهمال حكومات متعاقبة ومؤسسات وقيادات نظرت للغرب وأهملت العلاقات الافريقية وعلاقات حوض النيل... من أكثر من ربع قرن كنا نثير مع غيرنا من العقلاء قضايا المياه ونهر النيل.... واستمر التراخي السياسي حتي حكومة حازم الببلاوي. خامساً: المسلسل الدرامي المتتالي للجماعات الارهابية لقتل الابرياء والعزل الذي يزعزع الاستقرار الوطني ويهز مشاعر المصريين ويزرع الخوف وعدم الاطمئنان في الشارع المصري سادسا: التزايد الحاد في البطالة والاحتياج الشديد لفرص العمل وتباطؤ إعادة عجلة الانتاج الصناعي والسياحة والمال الي المعدلات الطبيعية . سابعاً: إحجام البنوك المصرية علي المشاركة في استثمارات جديدة تحقق الدفعة والتشجيع والمشاركة للقطاع الخاص وإعادة دوره الهام للاستثمار وخلق فرص عمل وحل قضية البطالة وزيادة التنمية الحقيقية المتواصلة في كل انحاء مصر . ثامنا: البلبلة في ترجمة فلسفة الدستور الجديد وشركاء التنمية من حكومة وقطاع أعمال ومجتمع مدني لدفع مسيرة البناء والتعمير والتقدم والنماء وصراعات بين النخبة الاشتراكية، النظرية ،والعملية ،والرأسمالية والوسطية سواء كانت في رئيس وزارة أو وزراء أو قادة .... بوضوح نحن نسعي لبناء وطن بمنهج وسطي في تشجيع »لآليات السوق الحرة والعدالة الاجتماعية« هذا المنهج يحتاج الي ترجمة وتفاصيل وبرامج وخطابا سياسيا اقتصاديا واجتماعيا وقيادة تجمع الحكومة وقطاع الاعمال والمجتمع المدني والوطن بأكمله تاسعاً: الارتباك الشديد بل عدم الادراك لأهمية وضع وتنفيذ برنامج متكامل للإصلاح التشريعي يلبي احتياجات وطن بعد ثورتين وعصر انتقل الي عصر المعرفة وشعب ولد بدستور جديد . عاشرا: ارتباك حاد حول الطاقة والكهرباء والدعم والنقل والمواصلات والعشوائيات والبيئة. حادي عشر: ارتباك حاد حول معرفة الاسباب الحقيقية لتأخر ترشيح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية ثاني عشر: ارتباك حول حسم رؤية تنفيذ الاطار السياسي للبناء الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي لمصر...ثالث عشر: ارتباك حول تشخيص الواقع ورؤية المستقبل حتي بين الرواد داخل النخبة المصرية رابع عشر: ارتباك للإعلام والخطاب الاعلامي والذي زاد من حدته حكومة مضت لم تخاطب شعبها . خامس عشر: ارتباك نفسي ومعنوي لأمة المظاليم تريد أن تري النهار وتشارك في التقدم وتبتسم لحاضرها وتتطلع لمستقبل أبنائها... حالة الارتباك القومي لأمة المظاليم وصلت الي أقصي درجات الخطورة منذ 30 يونيو الماضي.... دعاء لله أن الحكومة الجديدة بقيادة رجل عنوانه الاخلاص والعطاء أن نستطيع بناء جذور الثقة لتعبئة ابناء الوطن للمشاركة في التحول من أمة المظاليم الي أمة التقدم.