جانب من أعمال مؤتمر »المستقبل لمصر« فى ميلانو المصانع الإيطالية تنتظر الاستقرار وتوفير الطاقة لتنقل أنشطتها إلي مصر الطريق لم يكن مفروشا بالورود كما يتخيل البعض أمام أول بعثة طرق أبواب مصرية تزور إيطاليا منذ 3 سنوات ..البعض كان يري أن المهمة مستحيلة في ظل الصورة المشوشة عن الأوضاع في مصر بينما راهن البعض الاخر علي اسلوب الحوار لنقل الحقيقة عن الاوضاع المصرية ..ولكن حرفية وثقة اعضاء الوفد الذي ضم اكثر من 20 شركة مصرية تمثل 5 قطاعات انتاجية علي رأسها الكيماويات نجحت في كسر حاجز الخوف الذي كان يسيطر علي المستثمريين الايطاليين من خلال مؤتمر (المستقبل لمصر) والذي نظمة المجلس التصديري للكيماويات برئاسة د.وليد هلال بالتعاون مع المكتب التجاري المصري بميلانو برئاسة الوزير المفوض ناصر حامد.. المتحدثون في المؤتمر نقلوا الصورة الحقيقية لمصر ونقلوا ايضا رسالة امان للمستثمرين الايطاليين اكدوا خلالها ان الشريك التجاري الاول لايطاليا بمنطقة الشرق الاوسط قادر علي تخطي الصعاب بدليل ان حجم التعاون التجاري المشترك ارتفع عن رقم ال 5 مليارات يورو في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها مصر. بداية عمل البعثة كانت عقد مؤتمر( المستقبل لمصر )الذي وصف بأنه الأكبر لوفد مصري من القطاع الخاص ترأس الجانب المصري فيه د.هاني قسيس رئيس البعثة بحضور السفير المصري في ميلانو علي الحلواني وناصر حامد الوزير المفوض التجاري وجميع اعضاء الوفد المصري وشارك فية من الجانب الايطالي السفير اراجونا رئيس المؤسسة اليورومتوسطية لتنمية المشروعات الصغيرة وكلوديو روتي نائب رئيس غرفة ميلانو ورئيس الجمعية الايطالية للتجارة الخارجية ومارشلو سالا رئيس بنك الاسكندرية وبعض كبار المسئولين.. وخلال المؤتمر نقل د. قسيس رسالة من الصناع المصريين الي الجانب الايطالي ان صناع مصر ينتظرون المسانده من دولة صديقة تحتل المرتبة الاولي بين الدول الاوربية في الشراكة مع مصر.. وقال إن الاوضاع في مصر عكس ما تنقلها وسائل الاعلام بدليل ان السياحة الايطالية عادت الي سابق عهدها وان الشركاء الاجانب يدرسون حاليا ضخ استثمارات جديده في السوق وهو ما ننتظره من الايطاليين ..وقال ان الحكومة المصرية بصدد تعديل قوانين الاستثمار لجذب المزيد منها ..واشار الي ان وجود بعثة مصرية بهذا الكم وتمثل قطاعات الكيماويات والاسمدة والاثاث والجلود والمفروشات اكبر دليل علي اننا جادون في التعاون وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة خاصة ان مصر في طريقها لبناء الدولة الحديثة القائمة علي الديمقراطية والتعددية الحزبية وهو الامر الذي يساعد علي تحقيق الاستقرار السياسي.. وعقب كلمة قسيس في المؤتمر تحدث رئيس شركة السويس للاسمنت وقال انه بصدد زيادة حجم الاستثمارات في مصر واكد للجميع ان الاوضاع اصبحت مستقرة وان الشعب يرغب في بناء دولة حديثة.. وشجع رجال الاعمال الايطاليين علي سرعة التوجه للسوق المصري لانه جاذب حقيقي وبوابة مهمة جدا لمنطقة الشرق الاوسط وطالب بسرعة توفير مصادر الطاقة للمصانع الجديدة حتي يتم ضخ الاستثمارات المتوقعة. الشريك الأهم وقال السفير المصري في ميلانوعلي الحلواني ان مجتمع الاعمال الايطالي اصبح متفهما للاوضاع تماما في مصر بدليل الحضور الكبير للمسئولين في المؤتمر.. واوضح ان مصر بدأت في طرق ابواب الشركاء من جديد وان اختيار ايطاليا لتكون البوابة الاولي لانها اكبر شريك تجاري في اوروبا.. وأكد أن تواصل القطاع الخاص والبعثات التروجية يساهم في تعريف الشركاء الاجانب بالانتاج المصري مطالبا بضرورة ايفاد بعثات تروجية من وزارة الاستثمار لعريف المستثمرين الايطاليين بأهم المزايا وتعديلات القوانيين التي ادخلتها الحكومة المصرية مؤخرا والمتضمنة الحوافز والتسهيلات التي من أجلها تساعد المستثمر الاجنبي علي التوجه للسوق المصري . وقال ناصر حامد الوزير المفوض التجاري المصري في ميلانو ان البعثة المصرية كسرت حاجز الخوف الذي كان مسيطرا علي رجال الاعمال في ايطاليا وان وجود هذا العدد الكبير من ممثلي الشركات الكبري يؤكد رغبة الشركات في استعادة العلاقات التجارية المتميزة مع الجانب الايطالي والتي لم تتأثر كثيرا بالاحداث التي شهدتها مصر بل زادت.. واكد ان الوفود الايطالية ستزور مصر بمصاحبة المسئولين بداية من الشهر القادم بعد نجاح الدبلوماسية المصرية في نقل الصورة الحقيقية عن الاوضاع في مصر. وتوقع الوزير المفوض التجاري أن تتوصل اللجنة المشتركة المصرية الايطالية التي ستعقد اجتماعها خلال الاسابيع القادمة إلي وضع استراتيجية جديدة تضمن زيادة حجم التبادل التجاري المشارك إلي 10 مليارات يورو خلال السنوات الثلاث القادمة. 150 لقاء وعقب انتهاء اعمال المؤتمر بدأت اللقاءات وورش العمل بين الجانبين ونجحت الشركات المصرية في عقد اكثر من 150 لقاء مع الشركاء الايطاليين تم خلالها الاتفاق علي عقد صفقات تصديرية للاثاث والمفروشات والكيماويات والسلع الهندسية والجلود قدرت بملايين الدولارات بجانب الاتفاق مع بعض المستثمرين لزيارة مصر خلال ايام لرغبتهم في اقامة مشروعات مشتركة داخل السوق المصري خاصة وان هناك مزايا للاستثمار في مصر منها وفرته الاراضي والايدي العاملة بجانب الاتفاقيات الثنائية مع الدول العربية والافريقية والتي تساعد علي دخول المنتجات بدون قيود وهو غير متوفر للايطاليين. نجاح المهمة وبعد انتهاء اللقاءات ابدي اعضاء البعثة سعادتهم لنجاح (المهمة) كما اطلقوا عليها.. وقال وليد عبدالحليم رجل أعمال.. لم اكن اتوقع ان التقي بهذا الكم من الشركات الايطالية ولم اكن اتوقع ايضا ان يتفهم الجانب الايطالي وبسرعة حقيقة الاوضاع في مصر بجانب رغبتهم الجادة في التعاون مع الشركات المصرية.. وقال نجحت في الاتفاق مع شركات كبري لانتاج اثاث في مصر وتصديره الي ايطاليا ومنها الي دول اوربية اخري. كسر الحواجز واكد المهندس وائل محمد ان هذه البعثات قادرة علي كسر حواجز التجارة.. وقال نجحنا في تحقيق المستهدف وهو نقل الصورة الحقيقية عن مصر وعقد صفقات تصديرية واقناع الايطاليين بزيارة مصر بل والاكثر من ذلك تأكدنا اننا نمتلك صناعة قادرة علي المنافسة العالمية وخبرات لو توفر لها المناخ المناسب تستطيع ان تتحدث بلغة الكبار بل وقادرة علي منافستهم. وقال المهندس محمد بدر صاحب شركة جلود.. عقدت صفقة تصديرية واخري استيرادية وسوف اعود الي ايطاليا مرة اخري بدعوة من بعض الشركات وهذا اكبر دليل علي نجاحي انا وزملائي الصناع في التسويق للمنتجات المصرية ونقل رسالة واضحة بان الاوضاع في مصر مستقرة جدا وفي طريقها للتقدم.. وقال علينا ان نغير لغة التعامل مع الاخر لان العالم يتقدم بصورة كبيرة واصبحنا مطالبين بمواكبة التطور حتي لا نخرج من الركب العالمي. منتهي الاحترافية وفي ختام البعثة التقيت مع احمد هندي المدير التنفيذي للمجلس التصديري للكيماويات واحد اهم المنظمين للبعثة.. قال انه تلقي رسالة من الدكتور وليد هلال نقلها الي اعضاء البعثة مضمونها ضرورة الالتزام بالتعاقدات التصديرية والمواعيد لانها اهم رسالة تؤكد اننا دولة مستقرة وتمتلك انتاجا متميزا.. واكد أن المجلس قام بتنظيم 12 بعثة في افريقيا حققت نجاحات كبيرة للصناع وان ايطاليا كانت البعثة الاولي في اوربا ونجحت بامتياز.. ولكنه طالب الشركات المصرية بضرورة التعامل باحترافية لانها نقطة الضعف الوحيدة في البعثات خاصة ان بعض ممثلي الشركات لا يعرفون لغة البلد التي يزورونها والبعض الاخر لا يعرف المعلومات الكافية عن التصدير وهو ما يتطلب من الشركات المصرية تأهيل الكوادر بصورة اكبر لاننا مقبلون علي مرحلة جديدة ونحتاج الي تغيير ثقافة التصدير مثلما يحدث في كل دول العالم والتي تعتمد في المقام الاول علي تدريب الموظفين..واكد ان تعاون جهاز التمثيل التجاري مع القطاع الخاص المصري سيساهم في تحقيق طفرة في الصادرات بشرط التزام الشركات بالجودة والدخول في منافسة حقيقية تضمن لنا التواجد المستمر في الاسواق الخارجية. وفي النهاية فان نجاح البعثة لم يكن وليد صدفة بل جاء نتيجة عمل ودراسة ورغبة حقيقية من شركات ترغب في النجاح والتقدم وهو ما نحتاج إليه في المرحلة المقبلة لنتمكن من الهروب من القاع للصعود الي القمة. المهندس نايل بركات استشاري المجلس الايطالي قال لي قبل ان اتوجه الي المطار للعودة الي القاهرة ان البعثة سوف تساهم في بدء مرحلة جديدة من التعاون التجاري بين مصر وايطاليا علي مستوي القطاع الخاص.. ومن جانبي اقول لمجتمع الاعمال المصري ان الفرص موجودة في ايطاليا وغيرها من الدول وان العمل الجماعي اصبح احد اهم وسائل النجاح في التجارة والاستثمار.