يبدو ان الانسانية علي مر العصور لم تنشغل بأي مرحلة من عمر الانسان كما انشغلت بجيل الشباب، فهي مرحلة الحيوية والانطلاق والإقبال علي الحياة.. انها الفترة الاكثر تأثيرا في تكوين الشخصية حتي يصبح الفرد شخصا يخطو بخطي واثقة نحو المستقبل، قادرا علي العطاء والقيام بدوره كمواطن صالح. وحتي اكون وسط مجموعة منتقاة من الشباب الواعد قررت المشاركة في مؤتمر عقده الروتاري لاعداد القادة من الشباب وهو البرنامج الذي يعرف باسم »الرايلا« عقد هذا المؤتمر الاول للشباب للمنطقة الروتارية 2451 في الاقصر مدينة الشمس مدينة القصور والمائة باب المدينة التي عرفت في العصر الفرعوني باسم طيبة، تلك المدينة الرائعة والعريقة تضم ثلث اثار العالم، فهي تضم العديد من المعالم والمزارات الاثرية الفرعونية القديمة، مقسمة علي البرين الشرقي والغربي للمدينة، يضم البر الشرقي معبد الاقصر ومعبد الكرنك وطريق الكباش الرابط بين المعبدين ومتحف الاقصر اما البر الغربي فيضم معبد حتشبسوت ووادي الملوك ومعبد الدير البحري ووادي الملكات ودير المدينة ومعبد الرامسيوم وتمثال ممنون.. و.. و.. يقولون ان عقارب الزمن لا تعود الي الخلف ولكنني سافرت بخيالي الي مرحلة شبابي واعتراتني من جديد نفس الاحاسيس التي شعرت بها عندما قمت منذ اربعة عقود بالزيارة الشهيرة التي اعتادت مدارس مصر القيام بها لطلاب الثانوية العامة الي الاقصر واسوان، دب الحماس في عروقي من فرط الانبهار بعظمة الاجداد وشعرت وسط اهالي الاقصر وحضن الاجداد بالامان والهدوء، وهو احساس افتقده منذ قيام ثورة 25 يناير فقد عانيت من التوتر نتيجة للاضطرابات السياسية في الشارع المصري وكثرة الحوادث من اختطاف وسرقة وحرق واعمال تخريبية للثروة القومية والمنشآت المهمة من المباني الحكومية والشرطية وحتي المتاحف الاثرية. حمل مؤتمر »الرايلا« شعار »العودة الي الاصالة« استمر لمدة 4 ايام وشارك فيه مائة وخمسون شخصا ونصفهم من الشباب ويدعم من 18 من اندية الروتاري وبحضور محافظ الاقصر اللواء طارق سعد الدين ومحافظ الروتاري ياسر عاصم وحسين شكري ممثل الاتحاد المصري للغرف السياحية ومحمد لطيف منظم المؤتمر واهداف المؤتمر اتسمت بالنبل وهي تنمية مهارات القيادة لدي الشباب واحياء روح العمل الجماعي بين الشباب والتوعية بالحقوق الوطنية لدي هؤلاء الشباب الذي تم انتقاؤهم بدقة بالغة من مجموعة كبيرة من شباب اندوية الروتراكت والشباب غير الروتاريين، ومن خلال الندوات وروش العمل التي يعقدها المؤتمر يتم اعداد وتأهيل هؤلاء الشباب لاجتياز العديد من التحديات التي قد تواجههم مستقبلا وتساعدهم في الحصول علي وظيفة والقيام بها بشكل جيد وفعال. كما حمل هؤلاء الشباب رسالة الي العالم لدعم السياحة الخارجية والداخلية مؤكدين ان مصر بلد الامن والامان، حيث تضمنت فاعليات المؤتمر افكارا جديدة ومبتكرة منها القيام بزفة الحناطير ونقلها علي الهواء مباشرة الي شبكات التليفزيون العالمية ومحطة الروتاري التي يشاهدها الاعضاء والبالغ عددهم مليونا و200 الف روتاري، فقد سار موكب من عربات الحنطور علي الكورنيش وتحمل بعضها لافتات بلغات مختلفة تدعو الي زيارة مصر وتنشيط السياحة، وتشجيع الاجانب علي زيارة مصر وفي نفس الوقت يتم توصيل الي اهالي صعيد مصر اننا شعب واحد نهتم بهم ونشعر بمعاناتهم واننا تسعي الي رفع جزء من تلك المعاناة. واهمس في اذن المصريين ان السياحة وشباب مصر في حاجة الي اهتمام خاص واساليب وافكار مبتكرة للنهوض بالوطن.