أعقد وأبسط ماخلقه الله فينا، هو تلك المشاعر التي نحملها في صدورنا، نحب.. نعشق.. نكره، نخاف..نتجبر.. نقسو ..وربما نضعف، وأجمل ما خلقه الله في البشر هو تلك"المشاعر المقدسة"، التي تحمل معاني الحب والأمان.. ولا شيء آخر غير ذلك! وإذا كنا نقول إن المشاعر المقدسة، هي المناسك والأعمال التي يتم بها الحج الي بيت الله ولا يمكنك أن تؤدي بدونها فريضة العشق الالهي، فلا يكفي أيضا أن تحب دون أن تمارس الشعائر المقدسة للحب للعشق الانساني التي وضعها الله لنا، وهي السكن والمودة والرحمة! لا يختلف العشق الانساني عن عشق الذات الالهية، فكلاهما يحتاج الي تجرد، نعم.. الفرق كبير بينهما كما السماء والأرض، نعم.. الحب جزء من طاعة الله وذرة صغيرة في مجرات العشق الإلهي، ولكن الأساس واحد يشترك فيه معاني الرحمة والأمان! لا يكتمل الحب الإلهي الا بعمل صالح ونية صافية تسكن النفس، ولا يكتمل العشق الإنساني الذي يصل إلي القلوب ويخترق حواجز الكراهية، إلا بالحب في الله، وكلا الحبين صعب لا يقدر عليه كثيرون، لأنه يتطلب درجة عالية من الإحسان والمحسنين، الكاظمين الغيظ العافين عمن ظلمهم، الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما، لا يلتفتون الي كلام اللئام ويمرون علي اللغو مرور الكرام! أتحدث اليكم والي نفسي من فوق منبر الحب، أقول لكم:تحابوا ولا تكرهوا.. فالحب لا يحتاج إلي المال لتشتريه، أو لمجهود لتقتنيه.. الحب يحتاج الي قلب مستعد لدفع كل نقطة دم يمتلكها لمجرد أن يقنع من يحبهم بالسكن فيه! كلمة في نفسي: ازرع الخوف.. يقلعك، ازرع السعادة ..ترفعك، حب نفسك.. تلسعك.. وحب غيرك تعيش ملك !