رحلة

تعالوا لزيارة.. وطنكم مصر مبادرة لتشجيع سياحة المصريين بالخارج

انها ولاشك مبادرة طيبة تلك التي أطلقها هشام زعزوع وزير السياحة - التي من المؤكد انها جاءت متأخرة- بتوجيه الدعوة الي المصريين في الخارج لقضاء إجازة الكريسماس ورأس السنة في وطنهم مصر. ان عددهم يربو علي ثمانية ملايين مواطن يمكن القول ان نصفهم أو حتي ثلثهم يملكون القدرة المالية للاستجابة لهذه الدعوة. إن معني هذا ان حوالي ثلاثة ملايين منهم يمكنهم إسعاد وطنهم بهذه الزيارة وانهم بذلك يساهمون في تنشيط السياحة التي أدت جرائم وممارسات جماعة الإرهاب الإخواني التي ابتلت بهم مصر الي انحسارها. إن انطلاق هذه المبادرة ليس بدعة أو شيئا جديدا وانما هي تجسيد لسلوك طبيعي يؤدي إلي الرواج السياحي في كثير من الدول السياحية. انني اذكر من بين هذه الدول رحلات المهاجرين الايطاليين الي امريكا وكل بقاع الدنيا الي بلدهم ايطاليا وكذلك الامريكيون من اصل سكسوني الذين يذهبون إلي بريطانيا لزيارة المدن والقري التي جاءوا منها وما تبقي من ذويهم وكذلك الألمان الذين هاجروا إلي كل دول العالم خاصة الي الولايات المتحدة وامريكا الجنوبية.. وفي المنطقة العربية يمكن الاشارة إلي اللبنانيين والسوريين الذين هاجروا الي الكثير من القارات والدول.
هذه المبادرة بدعوة الجاليات المصرية في الخارج للسياحة في وطنهم مصر كان لابد ان يسبقها احياء للجهود التي كانت قد جرت من عدة سنوات لربطهم وأسرهم بالوطن من خلال الترويج لرحلات تعريفية للاجيال الثانية والثالثة منهم.
كم كنت ارجو ان تكون هناك ادارة بوزارة السياحة لهذه التوعية من السياحة وان تكون ضمن مهام المستشارين السياحيين الذين يعانون البطالة بخاطرهم أو نزولا علي القيود الإدارية والمالية التي أصبحوا يعانون منها.. اجراء الاتصالات الرامية لتنظيم رحلات لأعضاء تلك هذه الجاليات.
ليس غريبا في هذا الشأن ما قاله لي الصديق سمير خليل الخبير السياحي المقيم منذ سنوات طويلة في نيويورك. لقد ذكر لي ان ابناء الجالية المصرية في الولايات المتحدة والذين يبلغون عدة ملايين ويتوقون جميعا للقيام برحلات سياحية خارجية وبالتالي فان الاولي بها.. بلدهم مصر. قال ان اكبر دليل علي ذلك انه شخصيا ومن خلال النشاط الذي يقوم به قد نجح في إقامة عشرات المؤتمرات الناجحة ذات الطابع المهني والسياحي لجموع المهاجرين المصريين الذين يمارسون مهنة الطب في امريكا الي الكثير من دول العالم. ويضيف خليل انه اكتشف ان هذه الدول تعمل وتسعي الي تشجيع هذه الرحلات وتحرص علي تقديم التسهيلات اللازمة لها.
إنه يتساءل.. لماذا لا تقوم وزارة السياحة بالاستعانة بالعناصر المصرية الخبيرة في مثل هذه المجالات للمساعدة في إعداد برامج جذب الجاليات المصرية لقضاء الاجازات وعقد المؤتمرات في مصر.
تواصلا مع هذه المبادرة الجديرة بالتشجيع لا يسعنا سوي الاشادة بتصريحات اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء التي تضم شرم الشيخ درة السياحة المصرية والعربية.. التي اطلقها في لقاء دبي الذي تمت الدعوة اليه بمناسبة اعلان عام 2014 »عام السياحة العربية« وقبل التطرق لما ذكره المحافظ لابد ان اشير بإعجاب إلي ما حققته دولة الامارات العربية بعاصمتها أبوظبي ورافدها الاقتصادي دبي من نجاح في عمليات الترويج السياحي استثمارا للامن والاستقرار ومناخ التقدم في الخدمات وكل جوانب الحياة.
وفيما يتعلق بالتصريحات الصحفية للمحافظ خالد فودة فقد ابدي أمله في ان يصل بعدد السياح الزائرين لمحافظته عام 2014 إلي 3.5 مليون سائح مشيرا الي ان شرم الشيخ كانت قد استقبلت عام 2013 ما يقرب من 2.5 مليون سائح وان ذروة نشاطها السياحي كان في عام 2010 قبل ثورة 25 يناير حيث زارها 4 ملايين سائح.. تأتي توقعات محافظ جنوب سيناء علي ضوء ما أعلنه هشام زعزوع وزير السياحة من ان 25 دولة قد قامت برفع حظر سفر سياحها إلي مصر وهو ما يعد عنصرا مهما في زيادة التدفق السياحي. لا جدال ان الانتهاء من استحقاقات إرساء الدولة الديمقراطية وفق خريطة المستقبل التي افرزتها ثورة 30 يونيو سوف تزيد من ثقة المجتمع السياحي العالمي وتدفعه الي استئناف برامجه إلي مصر علي نطاق واسع.