د. عىد بن مسعود الجهنى اليوم النظام العربي وأمنه الذي تمثله جامعتنا العربية وعقد العرب من خلالها اتفاقية الدفاع المشترك ، تأكد فشلها وعجزها عن ملاحقة التغيرات علي المستوي الإقليمي والدولي، ولم يسجل للعرب منذ تأسيس جامعتهم سوي اجتماعهم علي كلمة واحدة في الخرطوم 1967 بعد حرب اسرائيل علي مصر، وقد أعاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز توحد العرب ضد اسرائيل في مؤتمر بيروت 2002 لتدشين مبادرة السلام العربية التي رفضتها أمريكا واسرائيل. الأسئلة التي نثرها بحرفية اعلامية متميزة الأستاذ محمد عبد الرحمن تركز أهمها علي دور السعودية ومصر في بناء أسس أمن قومي عربي بعد انكساره وخروج الدول التي جئنا علي ذكرها مغردة خارجه، خاصة ان الجيش المصري ترتيبه الأول عربيا والسادس عشر عالميا والجيش السعودي يحتل المرتبة الثانية عربيا والسادسة والعشرين عالميا فالدولتان هما المعنيتان اليوم بأمنهما القومي والعربي وبإمكانهما تحقيق استراتيجية عسكرية رادعة في حال توافقهما لبناء القوة. الدولتين في 27 اكتوبر 1955 وقعتا اتفاقية دفاع مشترك ، وقدمت السعودية لمصر في أغسطس 1956 (100) مليون دولار، وفي 30 اكتوبر من نفس العام أعلنت السعودية التعبئة العامة لجيشها لمواجهة العدوان الثلاثي علي مصر، ونفس المواقف السعودية تكررت عام 1967وخلال حرب الاستنزاف وحرب رمضان المبارك 1973 ولمصر مواقفها المشرفة تجاه السعودية ومنها وقوفها الي جانب المملكة في معركة تحرير الكويت. اذا مصر والسعودية بينهما ثقة وتميز في علاقاتهما وبإمكانهما اذا توفرت الإرادة السياسية صنع القوة، فامتلاك القوة ابلغ وسيلة للحد من استخدام القوة المضادة، فلا يفل الحديد الا الحديد ذ خصوصا في الممارسات الدولية، فالقوة ضرورة حتمية لحماية الحق تفرضها ظروف المتغيرات الدولية.. الدول التي ملكت زمام القوة لم تصل الي ما وصلت إليه الا بالإصرار والتخطيط السليم والعمل الدؤوب والتضحيات الجسام، لبناء القوة الرادعة قوة الطائرات والأسلحة الذكية والصواريخ عابرة القارات والدبابات والراجمات والبوارج حاملة الطائرات بل والقوي النووية وليس سكاكين وخناجر او أسلحة مستوردة رديئة لا تقتل عصفورا ولا تخيف هرة. ولكي تبلغ الدولتين السعودية ومصر أهدافهما لا بد من التوافق علي تدشين لجنة عليا متخصصة تعيد الروح لاتفاقية 1955 تضع استراتيجيات مستقبل أمنها وامن مواطنيها لتضيف لنفسها قوة تضاف الي قوتهما النفطية والاقتصادية والاستراتيجية والبشرية وتمنحهما دفعة قوية لمطالبة اسرائيل وايران لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وهذا لن يحدث الا بامتلاك ناصية قوة المعرفة والمعلومات التقنية النووية للأغراض السلمية،(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم) الأنفال 60. ومع الفشل الذريع لاتفاقية الدفاع المشترك وتحول الهيئة العربية للتصنيع الي مؤسسة مدنية بحتة أصبح ضرورة وليس ترفا للسعودية ومصر استيعاب الدروس والعبر التي يلقيها علينا التاريخ وقراءة المتغيرات والتطورات الدولية المتسارعة والتهديدات الخارجية والمطامع الدولية والإقليمية في المنطقة العربية من الخليج الي المحيط، وهذا يتطلب تشييد بنية استراتيجية تسليحية تحفظ الأمن القومي العربي في ظل هذه الظروف والصراعات الخطيرة المتلاحقة علي المنطقة برمتها.