تصاعدت حدة الأزمة الراهنة في تركيا بسبب تحقيقات فضيحة الفساد التي باتت بحسب مراقبين تهدد مستقبل رئيس الوزراء المحافظ "رجب طيب أردوغان". ونظمت مجموعة من شباب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم تجمعا كبيرا أمام مبني صحيفة "زمان" الموالية لأنصار المفكر الإسلامي البارز "عبد الله كولن" في حي "يني بوسنا" بوسط اسطنبول رافعين شعارات "نحن جميعا جنود طيب أردوغان" و "اللعنة علي الكذب والتحريف والافتراء". وانتقد المحتشدون تصريحات كولن التي هاجم فيها الحكومة التركية بعد شنها حملة إقالات كبيرة بأجهزة الأمن في أعقاب الكشف عن فضيحة الفساد والرشي هزت الرأي العام في تركيا. ورفع أنصار أردوغان علامة "رابعة" مطالبين كولن بالبقاء في الولاياتالمتحدة. وكانت السلطات قد شنت حملة اعتقالات طالت حتي الان 89 شخصا بينهم أبناء ثلاث وزراء ومدير بنك مملوك للدولة بسبب تورطهم في قضايا الفساد والرشي وصلت إلي 1,625 مليار دولار. وأطلقت الحكومة في المقابل حملة إقالات طالت العشرات من مسئولي الشرطة بينهم القائد النافذ لشرطة اسطنبول، من المشاركين في تلك التحقيقات لإتهامهم بإخفاء معلومات حول القضايا التي يحققون فيها، في حين اعتبر أردوغان ان القضية برمتها ب"عملية قذرة" لتقويض حكمه. وكان آلاف المحتجين قد خرجوا في مسيرات امس الأول في شوارع مدينة اسطنبول، منددين بفساد حكومة أردوغان. وبحسب شهود فقد تدفق نحو عشرة آلاف متظاهر علي ساحة "قاضي كوي" قبل ان تقوم الشرطة بتفريق معظمهم بإطلاق قنابل الغاز ومدافع المياه. وكان أردوغان قد اتهم في وقت سابق ما وصفه ب"الأيدي الأجنبية" مضيفا "انهم ينصبون شراكا مظلمة وشريرة في بلدنا باستخدام مخالبهم المحلية لتخريب وحدة تركيا وتكاملها".