د. صابر عرب الجماعة الثقافية انحازت للوطن وأطلقت الشرارة الأولي لثورة 03 يونيو ومن جهته قدم الدكتور صابر عرب وزير الثقافة خالص الشكر والامتنان للرئيس عدلي منصور علي تفضله بتكريم الحاصلين علي جوائز الدولة هذا العام، سواء جائزة النيل، والتقديرية، وقال: في الوقت الذي تمضي فيه مصر نحو استعادة وعيها بدورها التاريخي يأتي هذا التكريم للمبدعين والمثقفين باعتبارهم ضمير الأمة تعبيرا عن ثقافتها وهويتها. وقال: وهي مصادفة رائعة ان يكون هذا اللقاء ومصر تبدأ عهداً جديداً نحو إعمال دستور جديد أفرد للثقافة والمثقفين مكانة بارزة في العديد من مواده ابتداء من التزام الدولة بالحفاظ علي الهوية المصرية بكل مفرداتها وتنوعها فضلا عن النص علي حق المصريين في الثقافة وحماية تراث مصر الحضاري والثقافي بجميع مفرداته القبطية والإسلامية مع التزام الدولة بحرية الإبداع دون قيد وهو ما يتيح للمثقف المشاركة في بناء وطنه من خلال الانخراط في العمل العام. وأضاف الدكتور صابر عرب ان عودة هذا السنة الحميدة بعد انقطاع اقترب من العشرين عاما لهو تأكيد واضح علي العديد من القضايا. أولها: تقدير مصر الجديدة في ظل رئاستكم للمبدعين والمثقفين وهو تأكيد واضح علي توجه مصر نحو سياسات جديدة تعلي فيها من شأن الثقافة أدبا وفنا وإبداعا، وهو توجه يعيد مصر إلي مكانتها الإقليمية والدولية باعتبار الثقافة هي عنوان شخصيتنا التي أهلتنا خلال القرنين الماضيين لنكون موضع تقدير واحترام العالم. ثانيا: إذا كانت مصر قد أصابتها أوجاع كثيرة خلال العقود الأخيرة فإن توصيف المرض الحقيقي يكمن في العقل، حينما تدهورت العملية التعليمية في كل مراحلها وفي الغالب فقد اقتصرت العملية التعليمية علي مجرد أبنية خلت من الروح والضمير الوطني والثقافي وغابت كل الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية وراح المدرس والطالب كلاهما يعاني من ضحالة المحتوي وعيا وثقافة مما أتاح لأنصار النص المنزوع من سياقه مزاحمة العقل المجدد الخلاق وهي المحصلة التي أوصلتنا إلي واقعنا الآن. ثالثا: ان تكريم الدولة للمثقف ليس تكريما لشخص ولكنه إحياء للقيمة واستنهاض لدور افتقدناه وهو ما يستوجب إعمال الثقافة في كل برامج التنمية مع العناية بالمؤسسات الثقافية التي تفتقد الدعم المادي والأدبي لدرجة أن المخصصات المالية لوزارة الثقافة هي أقل موازنات الدولة علي الإطلاق فضلا عن أن دعم الدولة المصرية للثقافة وفقا للتصنيف الدولي يضع مصر في مؤخرة الدول التي تحظي بدعم الدولة. وقال الوزير صابر عرب: نحن واثقون في ظل رعايتكم ودعمكم ان تكون الثقافة هي القضية الأكثر عناية سواء في برامج التعليم أو من خلال مؤسسات وزارة الثقافة. وأضاف وزير الثقافة: أود أن أنقل لسيادتكم تقدير واعتزاز جموع المثقفين علي رعايتكم ودعمكم وتقديركم لدور الثقافة وأهميتها باعتبارها عنوان شخصيتنا وسفيرنا الدائم في كل بلاد الدنيا فنا وأدبا ووعيا وهو ما يضاعف من مسئولية الجماعة الثقافية التي انحازت للوطن منذ اللحظة الأولي ودافعت باقتدار عن الهوية المصرية وهي التي أطلقت الشرارة الأولي في ثورة 03 يونيو. سيادة الرئيس: لقد كان تكريم المثقف والفنان منذ نهاية خمسينات القرن الماضي أحد الرسائل الايجابية لدعم الثقافة ودعوة المثقف لمزيد من الإبداع والمشاركة في الحياة العامة لكن هذا التكريم لم يكن منتظما لدرجة انه توقف منذ ما يقرب من عشرين عاما، وقد حصل مئات من المبدعين علي جوائز الدولة، وقد يعذرنا الأصدقاء لصعوبة الاحتفاء بهم جميعا في هذا اليوم، لكننا نتطلع إلي أن يتفضل السيد الرئيس بمنحهم جميعا وسام الدولة في احتفال آخر يمكن أن تتولاه وزارة الثقافة فيما بعد. إن المجتمع المصري يشعر بالغبطة والسعادة حين قررتكم تكريم اسم الشاعر والمناضل الكبير أحمد فؤاد نجم الذي كان بمثابة أيقونة الثورتين الكبيرتين 52 يناير و03 يونيو، وأعتقد ان روحه تحلق بيننا الآن راضية سعيدة وهو يري مصر تسترد دورها ومكانتها، فقد ظل طوال حياته مؤمنا بقضايا وطنه وقد تحمل في سبيل ذلك كل الصعاب.