عام 2013 نودعك بعد أيام.. كنت من أفضل أعوام مصر ...كنت المعلم... علمتنا أيامك ما لم نتعلمه علي مدي عقود.. أحداثك أحيت فينا الإرادة والعزيمة، فضحت ال "أنا "، وحدت عناصر العبقرية المصرية في كتلة صلبة العملاق المصري - الشعب والقوات المسلحة والشرطة - يقول أنا المصري .. أعود بالذاكرة الي ما قبل يناير 2011 ..كانت سنوات تراكم فساد، وانهيار تعليم، وتجذر مجتمع، وانعزال طبقات.. سنوات الهوان... انصرف فيها الشعب مهموما الي معركته اليومية بحثا عن رغيف العيش ،أما شريحة منه الي معارك تنمية الكروش، وإنطلقت العروش مطمئنة في استبدادها وفسادها تفكر في توريث الحكم بغرور.. كانت لهم الأبعدية والشعب الرعية... لأمريكا وحلفائها هي مصر الدولة المحورية الهامة في منطقة الشرق الأوسط، وإستغلال مكانتها ضرورة تتحقق بإضعاف مركز صنع القرار بعزله عن الشعب، فيعتمد لبقائه في الحكم علي دعم الخارج، بفتات التواصل الاقتصادي والاستدانة المذلة، وتحويل الشعب الي مستهلك فقط ..مع العمل أيضا علي نشر التصحر الفكري، والدفع بأقزام تعملقوا تحت أضواء فضائيات.. الأهم لإكمال هذا التآمر الأخطبوطي تحويل صاحبة الجلالة الصحافة الي جارية في بلاط الحاكم، فيفقد الشعب محاميه، بعد أن جرد من منابر الفكر وكلمات التنوير والحق... ضاعت نزاهة الحكم وعم الفساد والإفساد.... الأمريكان، ومنذ الخمسينات واستلامهم أصول الإمبراطورية البريطانية، كانوا يستخدمون ما سمي "الفزاعة " جماعة الإخوان وحتي انهيار حكمهم في مصر يوم 3 يوليو 2013 . كانوا في حركة انتشار كتنظيم ينفذ المهام الموكلة إليه من أمريكا.. عندما قررت الأخيرة أن تدفع بهم حكام لمصر ثار الشعب وقال "لا " ... كانت "لا " تاريخية.. كيف نرفض الوريث ويفرض علينا الوكيل؟ ... بدأ الشعب حوار ذاته خوفا علي حاضره ومستقبله.. بموروثه الحضاري أدرك أنه مسئول عما حدث له، عليه التصحيح.. ثار ..كانت قواته المسلحة في انتظاره، تلبي نداء التحرر ليس من حكم الإخوان فقط لكن سعيا لحرية اتخاذ قراره بإرادة حرة ... بدأت المعركة هنا.. انهار المخطط التآمري الأمريكي.. سارعت مصر بتعتماد خارطة الطريق، وتفويض القوات المسلحة لتطهير البلاد من دنس الإرهاب يوم 26 يوليو 2013 .. مرت الأيام والشهور كفاحا ... بدأ الشعب في نزع الأقنعة، والتعرف علي كواليس يناير الخادعة.. رحلة شاقة لم يعتدها من قبل ... لكنه وقف صامدا، هذا العملاق المصري، الوليد عام 2013، يحارب المتآمر في سيناء وفي الوادي، هو الآن يتهاوي ويهزي، ومعه زمرة متآمرة مغردة أسمت نفسها حركات وما شابه من مفردات لم يعرفها الشعب علي مدي تاريخه العريض.. يعرف ثوار 19 و 35 و 52 أما هؤلاء الطفيليون فحدثوا الشعب بما لا يعرف ولا يفهم ..فلفظهم ! كل هذا جدير بأن نشكر عليه عام 2013 ... الحياة مدرسة، أما عام 2013 فهي الجامعة لشعب استطاع بعبقرية فريدة أن يقرأ المشهد كله في لمح البصر... وظهر أفضل أبنائه "الفريق الاستراتيجي "، تحرك بحرفية وثقة يوجه مسيرة العملاق المصري حتي أمس 14 ديسمبر 2013، حيث وقف الرئيس عدلي منصور يعلن للشعب وللعالم عن موعد الاستفتاء علي الدستور في منتصف يناير من العام الجديد 2014.. الدستور الحاضر الغائب طوال عقود الاستبداد يعود بإرادة العملاق المصري أساسا لبناء الجمهورية الثانية ... عرفنا التصحر الفكري.. عرفنا الخداع من نجوم الفضائيات والحركات ... عرفنا أسباب ضعفنا ومصادر قوتنا... توحدنا وإلتحمنا مع قواتنا المسلحة والشرطة ... أدركنا أن نهضة مصر بعقولها الثرية بالمعرفة وليس ببهلوانات مدعي المعرفة... خبرنا الأهم أن مصر ولادة فظهر االفريق أول عبد الفتاح السيسي يوم 30 يونيو يقول بأمر الشعب أنهي حكم فرضته أمريكا، وبأمر التفويض أمضي في قيادة تطهير مصر من دنس التآمر .. ونمضي جميعا الي فجر مصر الجديد... عام 2013 هو عام ولدت مصر الجديدة، وسترتقي بروح شعبها وعزيمته.. ستكون إسما علي مسمي أم الحضارات ودرة الشرق...