لن انسي ابدا هذه الصيحة لضابط من الصاعقة كان يتقدم بين الجنود فوق لسان بورتوفيق »حاسب ليلمس الارض..«. جري ذلك يوم السبت الثالث عشر من أكتوبر عام 3791، كان موقع لسان بورتوفيق من المواقع القوية المحصنة ويقع امام بورتوفيق مباشرة والمدخل الجنوبي للقناة، كان القصف ينطلق منه ضد المدينة الباسلة، في الصباح الباكر اتجهنا الي بورتوفيق، ثمة حدث استثنائي سيجري، لكن ما هو بالضبط، لم نعرف، لمحت عربة الهلال الاحمر المصري، بعض الاجانب يرتدون ملابس مدنية، من الصليب الاحمر الدولي، اذن سوف يجري استسلام الموقع بحضور المنظمة الدولية، طلب القائد الاسرائيلي من قيادته العمل علي اخراجهم بحضور الصليب الاحمر، تم اعداد الترتيبات اللازمة، وقفت مع مكرم جاد الكريم علي رصيف بورتوفيق، اللسان ممتد في الخليج، صخري، يرتفع تدريجيا من الشمال الي الجنوب، اعلي نقطة يبدو مدخل دائري يؤدي الي الداخل، يقف ضابط مصري برتبة عقيد اصبح شهيرا في العالم، اسمه زغلول، حوالي الحادية عشرة تحركت الدائرة، غطاء الفتحة، ظهر قائد الموقع، كان يرتدي زي الجيش الاسرائيلي الكاكي الغامق، بدأ العقيد زغلول يتقدم والضابط الاسرائيلي يتجه اليه، التقيا وجها لوجه في منتصف المسافة، كان احد الجنود وراءه يحمل العلم الاسرائيلي الذي جري انزاله، خرج جنود وضباط العدو، سبعة وثلاثون، ادي قائد الموقع التحية العسكرية للعقيد زغلول الذي بادله التحية، بعد ظهور اخر جندي بدأ عبورهم القناة في قوارب مطاطية، جري تسجيل اسمائهم ورتبهم وقدم لهم الجنود المصريون وممرضة من الهلال الاحمر اسمها فاطمة الماء والمشروبات، كان المشهد تاريخيا لمعت كاميرات اجهزة الاعلام الدولي التي تم حشدها، الموقع الوحيد الذي استسلم عن طريق الصليب الاحمر، في قارب زودياك رأينا العلم المصري عند المقدمة مرفوعا مرفرفا، تقدم الجندي وخلفه طابور من قوات الصاعقة الذين خاضوا معارك شرسة علي مدي اسبوع، استشهد من القوة ستة عشر شهيدا، حرص الجندي علي ان يظل العلم المرفوع عاليا، جري رفعه فوق الصارية الخالية من العلم الاسرائيلي. دمعت عيناي، لحظة ليس مثلها لحظة، عندما استوي العلم ارتفعت الايدي بالتحية وانطلقت دفعات رصاص تحية بينما كانت القوات تهدر بصيحة النصر، من سيناء الممتدة امامنا، وكان ذلك من اليوم السابع للحرب، الحادية عشرة صباحا والربع.